المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 كانون الثاني/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic. january30.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

ل جَزَمْتُ بِهذَا في نَفْسِي أَلاَّ أَعُودَ إِلَيْكُم عَلى حُزْنٍ: لأَنِّي إِنْ كُنْتُ أَنَا أُحْزِنُكُم، فَمَنْ يُفَرِّحُنِي غَيْرُ الَّذي أُحْزِنُهُ

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/حزب الله يحرق طرابلس في ظل دولة مارقة وفاشلة

الياس بجاني/من هو روبرت مالي المحتمل أن يعينه الرئيس بايدن مبعوثاً أميركياً خاصاً لتولي العلاقات والمفاوضات مع إيران

الياس بجاني/رداً على الذين أزعجهم تعليقنا على بيان صاحب شركة القوات سمير جعجع

الياس بجاني/نص وفيديو: طرح جعجع لتشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة هو ذمي واستجداء لحزب الله ولا يحترم لا ذكاء ولا عقول اللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

قد تنتهي كل مآسي لبنان عندما يمنّ الله على هذا البلد برئيسٍ من طينة خوسيه موهيكا رئيس جمهورية الأورغواي/أبو أرز-اتيان صقر

  59 ضحية و3125 إصابة.. وحسن يبشّر بالخلاص بستة أشهر

اللواء أشرف ريفي :  نحن بحاجة لطبقة سياسية جديدة و أهالي طرابلس يطالبون بأستقالة نوابها

ماكرون: النظام اللبناني في مأزق

القائم بالاعمال البريطاني: "من المقلق رؤية هذه المشاهد في طرابلس

واشنطن: الاحتجاجات في لبنان تؤكد الحاجة إلى إجراء الإصلاحات

لبنان يتراجع في قائمة مؤشر الفساد لعام 2020… وهذا السبب

ردّ مختصر على أوهام التفوق العنصري للشيعية السياسية

ايران توجه رسائل إلى واشنطن عبر “داعش”.. ما علاقة لبنان؟

شيا تجول على المسؤولين… ما الرسائل التي تحملها؟

القضاء اللبناني يدّعي على حاكم «المركزي» بتهمة «هدر المال العام وإساءة الأمانة»/مرجع قضائي لـ«الشرق الأوسط»: الملاحقة غير قانونية وقابلة للإبطال

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 29/01/2021

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 كانون الثاني 2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

ما الأسباب التي تؤجج الاحتجاجات ضد الإغلاق العام في لبنان؟

دياب يتعهد إحباط مخطط «العابثين» الذين «أحرقوا» طرابلس اللبنانية

مواقف لبنانية ترفض «الحل الأمني» للأزمة المعيشية

«المستقبل» ينتقد «مخطط أقبية المخابرات»... وميقاتي يحذر من «استغلال حاجات الناس»

الحزب” يعزز علاقاته بالداخل في مواجهة التطبيع

بري: للتحرك سريعًا لإطفاء الحرائق السياسية وتصفية الحسابات

هل ردّ بشار الأسد في طرابلس على اتهامه بنيترات بيروت؟

ما صحة الخلاف بين عناصر جهاز أمن المطار وفصيلة التفتيشات؟

الاتحاد الأوروبي: التظاهر السلميّ حقّ وعلى قوات الأمن ضبط النفس

أدوية اللبنانيين ودولاراتهم… إلى سوريا در!

"مُخَطَّط ظلامي يَستهدفُ طرابلس... ما علاقة حزب الله؟"

ممنوع مهاجمة "حزب الله"!

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

البيت الأبيض: على إيران الالتزام بمتطلبات الاتفاق النووي

مصدر دبلوماسي أوروبي: المبعوث الأميركي الخاص بإيران تحدث مع سياسيين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا لتقييم الوضع

مستشار الأمن القومي: تعامل بايدن مع "نووي إيراني" أولوية قصوى

جيك سوليفان: إيران تقترب خطوة فخطوة من الحصول على مواد انشطارية تكفي لإنتاج سلاح نووي

إيران: دوي صفارات الإنذار في طهران كان بسبب خلل فني

بعض المواقع الإخبارية الإيرانية تتحدث عن احتمال سقوط طائرة فوق مطار الخميني الدولي

السعودية: سنتحاور مع أميركا وأوروبا بشأن أنشطة إيران

وزير الخارجية السعودي: تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية تؤكد تطلعهم لتحقيق الأمن في المنطقة

وثائق تكشف جهار "النهضة" السري بتونس.. دولة داخل الدولة/جهاز استخباراتي مؤلف من 21 ألف عنصر أدمجوا في الإدارة.. وأجهزة تنصت تفوق قدرات الجيش والأمن

إيران: طلب واشنطن بالتراجع عن خطواتنا النووية لن يحصل

الكاظمي يعلن مقتل زعيم «داعش العراق» غداة غارات مشتركة مع التحالف الدولي قضت على 10 من التنظيم

عقبة قانونية تواجه تعهد بايدن بإعادة فتح مكتب منظمة التحرير

عودة الاشتباكات إلى طرابلس بين ميليشيات تابعة لـ«الوفاق»/إعادة فتح مدخل مصراتة بعد 5 أيام من الإغلاق

واشنطن تطالب روسيا وتركيا بـ«الانسحاب فوراً» من ليبيا

حكومة» المعارضة في إدلب تقرر إغلاق محلات بيع السلاح بعد سقوط قتلى بانفجارات وشكاوى من مدنيين

اتفاق على إعلان الحكومة السودانية الخميس المقبل/النيابة العامة تلغي حصانة «جهاز الأمن»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دراسة مفصلة عن جانب من تاريخ عين إبل: الكهنة في عين إبل منذ انشائها/الكولونيل شربل بركات

القلانس الثلاث: مار أنطونيوس الكبير ومار افرام السرياني ومار مارون/الأب سيمون عساف

ما جرى بطرابلس متعمَّد "أمنياً".. لتطويع اللبنانيين وتعميم الفوضى/منير الربيع/المدن

لبنان من الجمهورية المتحللة الى دولة الرعاع/شارل الياس شرتوني/29 كانون الثاني/2021

باريس تنتظر سياسيي لبنان في.. طرابلس/فارس خشّان/الحرة

الجامعة الأميركية تَدرس جِدّياً إقفال أبوابها/طوني عيسى/الجمهورية

تعيينات "لبنانيّة" في إدارة بايدن... فهل ستتغيّر السياسة الأميركيّة/ثريا شاهين/أم تي في

من هو اللبناني/توفيق شومان

توافق باريس وواشنطن على تلازم المبادرة الفرنسية و”ترسيم الحدود”/منير الربيع/المدن

الرئيس القوي وأبو العلاء المعرّي/جوزف الهاشم/الجمهورية

حول كلام ولي العهد عن عقد وطني جديد/د.مصطفى علوش/الجمهورية

ليل طرابلس يشتعل.. إحراق البلدية والمحكمة وإقتحام جامعة العزم/أنطوان العامرية/الجمهورية

انتفاضة الجياع تُلهب طرابلس وتهدّد بتمدّد الاحتجاجات… قتيلان ومئات الجرحى/سعد الياس/القدس العربي

عون: لن أمدّد والحريري لا يريد التعاون معي/نقولا ناصيف/الأخبار

فريق جديد في البيت الأبيض: ما وراء الرمزيات/أمير طاهري/الشرق الأوسط

التطرف الديني وظواهره الجديدة/رضوان السيد/الشرق الأوسط

هل يمكن «السلام» مع النظام الإيراني؟/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

واشنطن وطهران... من يتراجع أولاً؟/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

أين حكماء العرب؟/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئاسة الجمهورية: الحريري مصمّم على التفرد بتشكيل الحكومة

عون: للتحقيق في أحداث طرابلس وملاحقة المرتكبين

عون: سأسهر على توزيع مبالغ البنك الدولي بشفافية

الرئيس عون ترأس اجتماع اطلاق خطة تمويل شبكة الأمان بقرض من البنك الدولي بقيمة 246 مليون دولار: لمعاقبة من قام بأعمال الشغب في طرابلس وهم معروفون

الحريري في أعنف هجوم على عون: لم أعد أفهم عليه

موفد جعجع من بكركي: العلاقة بين القوات والصرح متينة

سفير تركيا ابدى بعد بعد لقائه دياب استعداد بلاده للمساعدة في إعادة ترميم ما احرق في طرابلس وتقديم مساعدات اجتماعية

الرؤساء السابقون للحكومة: طرابلس لن تكون مغلولة الأيدي حيال استهداف عنفي مجرم ظاهره اجتماعي وباطنه سياسي فاقع يعطل تأليف الحكومة

اجتماع للعلماء بدار الفتوى طرابلس وتأكيد على مسؤوليات المرجعيات الامنية والسياسية في حفظ الامن و المؤسسات العامة والخاصة في المدينة ومفتي المدينة اتصل بالمسؤولين

إجتماع طارىء لفاعليات طرابلس في دار الفتوى: لتحقيق شامل وتحديد المسؤوليات الأمنية والادارية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

جَزَمْتُ بِهذَا في نَفْسِي أَلاَّ أَعُودَ إِلَيْكُم عَلى حُزْنٍ: لأَنِّي إِنْ كُنْتُ أَنَا أُحْزِنُكُم، فَمَنْ يُفَرِّحُنِي غَيْرُ الَّذي أُحْزِنُهُ

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس02/من02حتى11/:"يا إخوَتِي، إِنِّي جَزَمْتُ بِهذَا في نَفْسِي أَلاَّ أَعُودَ إِلَيْكُم عَلى حُزْنٍ: لأَنِّي إِنْ كُنْتُ أَنَا أُحْزِنُكُم، فَمَنْ يُفَرِّحُنِي غَيْرُ الَّذي أُحْزِنُهُ؟ وقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِهذَا، لِئَلاَّ أَلْقَى عِنْدَ قُدُومِي حُزْنًا مِنَ الَّذِينَ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أَفْرَحَ بِهِم. وأَنَا عَلى يَقِينٍ مِنْ جِهَتِكُم أَجْمَعِينَ أَنَّ فَرَحِي هُوَ فَرَحُكُم جَمِيعًا. فَمِنَ الضِّيقِ الشَّدِيد، وكآبَةِ القَلْب، كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِدُمُوعٍ غَزِيرَة، لا لِتَحْزَنُوا، بَلْ لِتَعْرِفُوا مِقْدَارَ حُبِّي العَظِيمِ لَكُم. وإِذَا كَانَ أَحَدٌ قَدْ أَحْزَنَنِي، فَما أَحْزَنَنِي أَنَا وَحْدِي، بَلْ أَحْزَنَكُم جَمِيعًا بَعْضَ الحُزْن، وأَقُولُ هذَا بِدُونِ مُبَالَغَة! وَيَكْفِي مِثْلَ هذَا الرَّجُلِ ذَاكَ التَّوبِيخُ الَّذي نَالَهُ مِنَ الأَكْثَرِين. أَمَّا الآنَ فَٱلأَحْرَى بِكُم أَنْ تُسَامِحُوهُ وتُشَجِّعُوه، لِئَلاَّ يَغْرَقَ في الحُزْنِ الشَّدِيد. لِذَلِكَ أُنَاشِدُكُم أَنْ تُؤَكِّدُوا لَهُ مَحَبَّتَكُم. وإِنَّمَا كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِهذَا لأَخْتَبِرَكُم إِذَا كُنْتُم مُطِيعِينَ في كُلِّ شَيء. فَمَنْ تُسَامِحُوهُ بِشَيءٍ أُسَامِحْهُ أَنَا أَيْضًا؛ لأَنِّي إِنْ كُنْتُ قَدْ سَامَحْتُ بِشَيء، فقَدْ سَامَحْتُ بِهِ مِنْ أَجْلِكُم في حَضْرَةِ المَسِيح،لِئَلاَّ يَخْدَعَنَا الشَّيْطَان، ونَحْنُ لا نَجْهَلُ مَقَاصِدَهُ"

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني/فيديو ونص: حزب الله يحرق طرابلس في ظل دولة مارقة وفاشلة هو يتحكم بكل مفاصلها

الياس بجاني/29 كان الثاني/2021

#حزب_الله_يحرق_طرابلس

http://eliasbejjaninews.com/archives/95364/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%8a%d8%ad%d8%b1%d9%82-%d8%b7%d8%b1%d8%a7/

بداية فأنه لا يجب أن يغيب عن بال أي لبناني سيادي وحر بأن لبنان هو بلد محتل وحكمه مارق وفاشل، وأن قادته وأصحاب شركات الأحزاب فيه ودون استثناء واحد هم مجموعة مافياوية من أعطى المجرمين والقتلة والطرواديين وتجار الدم.

وهنا يصح وصفهم بمجموعتي المافيا والميليشيا كما يسميهم الناشط السيادي د. صالح المشنوق.

المافيا هي الطبقة السياسية والحزبية بكل تنوعاتها ومسمياتها ومستوياتها من داخل الحكم وخارجه، معارضة وموالية على حد سواء، والميليشيا هي حزب الله الذي يحكُم البلد ويُسيِّر المافيا خدمة لأجندة أسياده الملالي الفرس مقابل السكوت عن إجرامها وفسادها، في حين هي تقبل باحتلاله وتقويه وتضطهد وتعتقل وتخون كل من يقف ضده.

أما الكارثة الكبيرة التي تنخر عظام الوطن المحتل فتكمن في غباء وجهل قطعان أصحاب شركات الأحزاب السفلة والمنحطين المطبلين لكل فساد وإفساد وإجرام وعمالة الأصنام التي يعبدونها.

كما أنه من المهم جداً أن لا نُضيِّع البوصلة ونتغاضى عن دور حزب الله الإرهابي والإجرامي والتخريبي ونحن نرى ما يحدث في مدينة طرابلس من حرائق وتدمير وقتلي وجرحى وفوضى ومظاهرات وصدامات بين المتظاهرين والقوى الأمنية.

ومن المعروف لكل أهل طرابلس بأن لحزب الله ميليشيات مسلحة وخلايا إرهابية متواجدة في المدينة يتم استعمالها بين الحين والآخر خدمة لأجندة محور الشر السوري-الإيراني… وهنا أيضاً أدوار إجرامية مستمرة للمخابرات السورية الأسدية… ولا يجب علينا أن ننسى سلسلة المعارك الدموية بين جبل محسن والتبانة وتفجير مسجدي السلام والتقوى الإجراميين.

راهناً، يبدو أن فرسان الخندق الغميق والضاحية الجنوبية اللاهيين أو من على شاكلتهم قد وصلوا إلى طرابلس ويمارسون فيها منذ 4 أيام أعمال مقاومتهم اللاهية النتنة والإجرامية كما يراها ويفهمها زعيمي ما يسمى الثنائية الشيعية، نبيه بري والسيد أمونيوم.

منطقياً لا يمكن أن يقوم أي مواطن طرابلسي مسالم وغير تابع لمحور الشر أو للمجموعات الجهادية الأخونجية بإحراق مبنى البلدية أو محاولة اقتحام السراي أو أي موقع أمني أو حكومي كما هو حاصل حالياً.

وبناءً على المعطيات السابقة والماضية فإن من يقوم بهكذا أعمال إرهابية ومتفلتة من كل الوانين والأخلاق والقيم في طرابلس هم مجموعات من المرتزقة المأجورين والمدربين والمزودين بكل الأدوات اللازمة لهكذا ممارسات ما يعني أن حزب الله هو المسؤول الأول والأخير عما يجري في المدينة.

وفي هذا السياق فإن كل بيان مستنكر لما يحدث في طرابلس وصادر عن أي كان، حاكم أو سياسي أو مسؤول أو حزب أو رجل دين أو إعلامي أو حتى عن مواطن عادي ولا يأتي على ذكر احتلال حزب الله ومسؤوليته عن الأحداث فهو بيان ذمي ويخدم أجندة احتلال حزب الله للبنان.

يبقى أنه من حق أي مواطن أن يتظاهر ويحتج، ولكن بأسلوب سلمي وحضاري، كما أن كل عمل غضب وثورة وانتفاضة واحتجاج لا يكون ضد حزب الله الإرهابي هو عملياً خدمة لاحتلاله ولنجاح هدفه الساعي للمزيد من تفرقة اللبنانيين ووضعهم في مواجهة بعضهم البعض وقتل روح الوطنية بدواخلهم.

صلاتنا من أجل السلام في مدينة طرابلس ومن أجل شفاء الجرحى والرحمة لنفوس الضحايا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

من هو روبرت مالي المحتمل أن يعينه الرئيس بايدن مبعوثاً أميركياً خاصاً لتولي العلاقات والمفاوضات مع إيران

الياس بجاني/27 كان الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95331/elias-bejjani-what-we-should-know-about-robert-malley-who-is-likely-to-be-appointed-by-president-biden-as-a-special-american-envoy-to-handle-relations-and-negotiations-with-iran%d8%a7%d9%84%d9%8a/

هناك مخاوف عربية وإسرائيلية من احتمال تعيين الرئيس جو بادين روبرت مالي مبعوثاً أميركياً خاصاً لتولي العلاقة والمفاوضات مع إيران كون هذا الرجل من المقربين جداً من وزير الخاجية الإيراني محمد جواد ظريف ومن المهندسين للإتفاق النووي مع إيران في عهد أوباما ومن المؤيدين للدولتين الفلسطينية واليهودية ومن المنادين بالتقارب مع حزب الله والتحادث معه.في اسفل مقالات وتقارير عربية وانكليزية تعطي صورة كاملة عن أنشطته وأفكاراه وأدواره السياسية مع نبذة مفصلة عن دينه وعائلته اليهودية والوظائف التي تبؤها.

 

رداً على الذين أزعجهم تعليقنا على بيان صاحب شركة القوات سمير جعجع

الياس بجاني/23 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95215/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b1%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d8%b2%d8%b9%d8%ac%d9%87%d9%85-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a/

اضغط هنا للإستماع لتعليقنا نص وفيديو الذي هو موضوع ردنا

http://eliasbejjaninews.com/archives/95177/95177/

التعليق الغاضب واللابط وجوه من باعوا قضيتنا ودماء الشهداء كان فقط رداً على بيان شركة قوات سمير جعجع وخلفياته الذمية والإستجدائية للمحتل الإيراني والذي تعامى عن المحتل وعن القرارات الدولية وسوّق لمفهوم التلهي فقط بأعراض مرض الإحتلال على خلفية أجندية رئاسية وسلطوية ذاتية.

البيان الفضيحة المرفق مع التعليق هو تعتير وعار وتخاذل ولا يمت بعلاقة أو بصلة للقوات اللبنانية والبشيرية التاريخية التي قدمت للبنان الشهداء والتضحيات.

قوات هذا الرجل هي شركة تجارية فاشلة ملكه وملك حرمه وفي غير عالم وفي غير مكان .

الصراحة ضرورية وكذلك الشهادة للحق وتسمية الأشياء بأسمائها لأننا لسنا عبدة أشخاص.

أما عن عون فهو سقط من حساباتنا السيادية والإستقلالية والإيمانية منذ العام 2006 ولا نرى فيه أي شيء غير نموذجاً للاسيفورس… هو ترك القضية ونحن بقينا ولا نزال في مكاننا أحراراً لا نحابي أحد ولا نساوم على شيء.

أما الردود التي اتهمتنا بالحقد فهي ردود في غير واد وغارقة في مفهوم عبادة الرجل وليس التقيد بالقضية، كما أن غالبية الانتقادات كانت فاقدة للرؤية الشاملة وغارقة في عمى التونالية.

جعجع السياسي والقائد منتهي الصلاحية برأينا المتواضع وهو فاشل وذمي وبس هيك ومش فرق كتير بينه وبين عون اللاسيفورسي.

الجوز عون وجعجع ما جابوا غير الكوارث والهزائم وثقافة الإستسلام والذمية.

في الخلاصة: إن لبناننا المقدس يستحق قادة من غير خامة هذا الثنائي الشارد على كل ينابيع الإيمان والرجاء والعطاء والتجرد والتضحيات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: طرح جعجع لتشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة هو ذمي واستجداء لحزب الله ولا يحترم لا ذكاء ولا عقول اللبنانيين

22 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95177/95177/

إن وضعية السيد سمير جعجع المعرابي الحالية تقول بأنه عملياً وواقعاً وممارسات، وطبقاً لكل المعايير ذات الصلة، هو سياسي منتهي الصلاحية السياسية والاستقلالية والسيادية ومنذ زمن طويل.

كما أنه فاقد للمصداقية وللثقة ولكل مقومات الثبات على مواقف أو تحالفات أو أطروحات، ومن هنا فإن كل مقارباته وتحالفاته دائماً تأتي فقط وفقط على خلفية “قوم تا اقعد محلك”.

هذا الرجل ومنذ أن عرفه مجتمعنا المسيحي خلال حقبة الحرب لم ينجح في أي عمل مارسه لا في السياسة ولا في العسكر ولا في عقد الإتفاقات، وهو كان ولا يزال في نظر الكثيرين ونحن منهم عنوناً ومثالاً فاقعاً للأنانية وللفشل تضرب فيه الأمثال.

نحن نرى بأن كل مقارباته مبنية ودائماً على وهم يعشعش في مخيلته، وهو أنه أذكى وأشطر من كل الناس، والأخطر هنا في مكونات هذا الوهم أنه مقتنع بإمكانيته الدخول في أي صفقة أو اتفاق أو تحالف ومن ثم ينقلب عليها وقت يشاء..ولنا هنا خير أمثلة في خيانته وانقلابه على ثورة الأرز، تجمع 14 آذار.

تحالف س س (سعد سمير) انقلب عليه وخرج خاسراً، اتفاق الطائف انقلب عليه وانتهى في السجن، ورقة نوايا معراب انقلب عليها وطلعت سلته بتقاسم المسيحيين حصصاً ومغانم فاضيي، انقلب على ثورة الأرز وما حقق حلمه الرئاسي، وفرط 14 آذار وكمان ما شاف كرسي بعبدا،  وتطول القائمة وتطول.

بيقول المثل، “القبضاي بيفوت ع تم الديب وبيطلع منو سليم” ولكن المعرابي المتشاطر والباطني والمتذاكي ما من مرة دخل تم ديب إلا وخرج منه مطوحناً.

نواقص بيانه التعتير الذي حمل عنوان “تشكيل قوة معارضة تعمل لانتخابات نيابية مبكرة”

1-تعامي كامل عن واقع الإحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله.

2- تهلي عن سابق تصور وتصميم  بأعراض الإحتلال وقد سماها بتذاكيه الغبي “الأكثرية الحاكمة”.

3- نكران معيب وخطير وذمي للقرارات الدولية وهي: اتفاقية الهدنة مع إسرائيل، 1559 و1701 و1860.

4- تجاهل لواقع فشل كل القوى النيابية “وخصيها” في ظل احتلال حزب الله منذ العام 2005.

5-حسابات خاطئة باعتبار الناس اغبياء وجهلة وبالإمكان تبليعهم بيان كله رزم نفاق وأكاذيب تخدم أجندته الرئاسية.

6-تخييط البيان وتفصيله تم بهدف استرضاء وارضاء حزب الله والقول له نحن مستعدين نشتغل تحت حكمك واحتلالك بس تكرم علينا بكم نائب زياده.

ولنفترض أن هذا المتشاطر المنتهي الصلاحية حصل على 128 نائباً وانتخبه حزب الله رئيساً للجمهورية .. فماذا بمقدروه أن يفعل.. بالطبع لا شيء بظل احتلال حزب الله وسيكون مجرد دمية رئاسية.

حبذا لو تمتع المعرابي بالصدق والجرأة وصارح الناس وقال لهم “انا كل همي صير رئيس”.. والباقي تفاصيل وما إلها أهمية عندي، وليش عون أحسن مني.

وترى على مين عم يندح تا يعمل تحالف معو.

مع الكتائب قطيعة وحروب اعلامية وتخوين واتهامات.

مع المردة صراع ع الكرسي.

مع الحريري ألف مشكل ومشكل.

مع جنبلاط الغارق في أخضان بري وحزب الله ويلي كل يوم بمزاج وبموقف؟

مع بري التابع لحزب الله؟؟

مع مين؟ مع الثوار يلي رافضينه ورافضين كل أصحاب شركات الأحزاب؟.

في الخلاصة، فإن المعرابي هو منتهي الصلاحية وغير مطابق للمواصفات ومن أو كلن يعني كلن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

قد تنتهي كل مآسي لبنان عندما يمنّ الله على هذا البلد برئيسٍ من طينة خوسيه موهيكا رئيس جمهورية الأورغواي

أبو أرز-اتيان صقر/30 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95411/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%82%d8%af-%d8%aa%d9%86%d8%aa%d9%87%d9%8a-%d9%83%d9%84-%d9%85%d8%a2%d8%b3%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7/

خوسيه موهيكا هو رئيس جمهورية الأورغواي. معاشه الشهري ١٢٫٠٠٠ دولاراً، يأخذ منه ١٢٠٠ دولاراً والباقي يتبرّع به لبناء بيوت للفقراء

سيارته من نوع فولكسفاكن موديل عام ۱٩٧٨ يقودها بنفسه ويرفض المواكبة.

عرضوا عليه مليون دولاراً مقابل هذه السيارة فرفض بيعها كونها تقدمة من أصدقائه.

تنتهي كل مآسي لبنان عندما يمنّ الله على هذا البلد برئيسٍ من هذه الطينة بدلاً من هذه الحثالات السياسية التي أتت على كل شيء حتى فِلس الأرملة وقجج الأطفال.

لبَّيك لبنان

أبو أرز

 

59 ضحية و3125 إصابة.. وحسن يبشّر بالخلاص بستة أشهر

المدن/29 كانون الثاني/2021

حافظ فيروس كورونا اليوم على أرقامه المرتفعة، فسجّل 59 ضحية جديدة ليرتفع العدد التراكمي للوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس في لبنان إلى 2680. أما على مستوى الإصابات اليومية، فأعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 3125 إصابة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات منذ 21 شباط الماضي إلى 296.282 إصابة. وتوزّعت الإصابات الجديدة بين 3120 لمقيمين و5 لوافدين من الخارج، ومن بينها أيضاً 7 إصابات في الطواقم الطبية التي بات عدد الإصابات فيها 2409.

أرقام اليوم

وأتت نسبة الفحوص الموجبة اليوم 21.6% بينما لا تزال نسبتها للأسبوعين الماضيين 22.4%. فتم إجراء 14494 فحصاً في الساعات الماضية، منها 12828 في مختلف المناطق اللبنانية و1666 في مطار رفيق الحريري الدولي. وفي حين سجّلت وزارة الصحة العامة في التقرير الصادر عنها 175.316 حالة شفاء إلى اليوم، ليكون عدد الحالات الموجبة النشطة قد بلغ 118.286 حالة.

استشفاء ومؤشرات

أما على مستوى الواقع الاستشفائي، فأشارت الوزارة في تقريرها إلى تسجيل 2400 حالة استشفاء يوم أمس، منها 951 حالة في العناية المركزة، و326 مع تنفّس اصطناعي. ولفتت الوزارة إلى أنّ نسبة الفحوص المحلية لكل 100 ألف بلغت 4329، أما نسبة الحدوث للعدد نفسه فهي 996.

حسن: 6 أشهر

أشار اليوم وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، إلى أنّ "الأمل في أن بعض الأبحاث تبشّر بأن القدرة التأثيرية أو الفتاكة على جسم الإنسان لهذا الفيروس بدأت تضعف، رغم أنّ قدرته على الانتشار أصبحت أسرع". وفي ما يخص اللقاح، لفت حسن في حديث صحافي على أنه "مع تحقيق مصادر لقاح ذات فعالية وجودة عالية للمجتمع اللبناني مع الإلتزام أكثر خلال مرحلة التلقيح لكافة الشرائح المستهدفة، ومع عمل القطاع الصحي العام والخاص سوياً على الاستمرار برفع الجهوزية، نكون خلال 6 أشهر بدأنا فعلاً بالعد العكسي للعودة إلى شبه الحياة الطبيعية التي يجب العودة إليها بشكلٍ أو بآخر".

إصابات الطواقم الطبية

وأكد اليوم نقيب الأطباء شرف بو شرف على أنّ "غرف العناية الفائقة أصبحت تفوق قدرتها الاستيعابية، وهناك زيادة كبيرة في عدد الاصابات بالطاقم الطبي"، لافتاً إلى أنه حتى تاريخه "ذهب ضحية الفيروس 17 طبيباً. وحالياً هناك حوالى 25 طبيباً في العناية الفائقة وما لا يقل عن 400 طبيب في حالة الحجر". وشدد بو شرف، خلال كلمة له في ندوة نظّمها "ملتقى حوار وعطاء بلا حدود"، على أنّ 3 فئات لمرضى كورونا، وهي "ثلث بحاجة للتطمين وثلت بحاجة للعلاج (أدوية أو أوكسيجين) والثلث الأخير الذي هو بحاجة لدخول المستشفى حيث نطلب من الصليب الأحمر تأمين النقل عبر التواصل مع المستشفيات لكسب الوقت"، لافتاً إلى أنه "استطعنا عبر التواصل مع الأطباء تأمين 200 طبيب و500 ممرضة جاهزين لأي عمل بالتنسيق مع وزارة الداخلية".

البزري واللقاح

وفي الندوة نفسها، شدد عضو اللجنة الوطنية للأمراض الجرثومية والمعدية، الدكتور عبد الرحمن البزري،على "اللقاحات تبقى الحل الوحيد للوصول إلى مناعة بحدود 65% إلى 85%، وهي النسبة المطلوبة ليتحول الفيروس معها من جائحة ووباء ليصبح أكثر تهذيباً وضرراً داخل المجتمع". ولفت البزري إلى أنه للوصول إلى هذه النسبة المناعية "أمامنا أمران، الأول أن نترك الفيروس ينتشر بالشكل الطبيعي الذي يعتمده لعملية الانتشار، لنصل لمناعة اجتماعية شبه كاملة وهو حل يحتاج ما بين 7 أو 8 سنوات. وهو مكلف جداً نسبة لعدد الإصابات والوفيات". أما الحل الثاني فهو "الوصول إلى المناعة عن طريق أخذ اللقاح الجديد والتحضير للمرحلة المقبلة. وهو الحل الأسهل، وإن كانت بعض الأمور لا تزال غير واضحة بالنسبة لبعض اللقاحات".

إصابات البقاع

وبقاعاً، أعلن محافظ بعلبك-الهرمل، بشير خضر، أن عدد الاصابات بجائحة كورونا في المنطقة "بلغت منذ شباط 2020 حتى اللحظة 15056 إصابة، وحالات الشفاء ارتفعت مقارنة بالأسابيع الماضية وبلغت 10998 حالة، أما الحالات النشطة فقد سجّلت 3786 حالة نشطة، وعدد الوفيات التراكمي بلغ 345 حتى اللحظة". وأهاب خضر بالمواطنين "التزام قرار الإقفال حفاظاً على السلامة العامة وللحد من انتشار الوباء وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية".

أجهزة أوكسيجين

وأعلنت جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية عن وضع عدد من أجهزة الاوكسيجين في خدمة من يحتاجها من المواطنين المصابين بفيروس كورونا في العاصمة بيروت وضواحيها، في إطار جهودها المستمرة على كافة الصعد الصحية والاجتماعية للمساعدة في مواجهة الأزمة الناتجة عن تفشي الوباء. وأشارت إلى التواصل معها على الرقم 70867316 لتأمين المساعدة اللازمة بهذا الخصوص.

 

اللواء أشرف ريفي :  نحن بحاجة لطبقة سياسية جديدة و أهالي طرابلس يطالبون بأستقالة نوابها

https://www.youtube.com/watch?v=yf98x9tFhSE

مقابلة من قناة الحدث مع اللواء اشرف ريفي يتناول من خلالها أخر التطورات الدموية في مدينة طرابلس ويجدد تأييده للإنتفاضة الرافضة لإحتلال حزب الله..هذا وناشد القوى الأمنية أن تكون مؤتمنة على الناس خلال انتفاضتهم وشدد على أن طرابلس هي مدينة الموقف الوطني وهي ترفض احتلال حزب الله وكل ما يحاول فرضه بالقوة من ثقافة ونمط حياة ونظام ملالوي ورأي ان الثورة الشعبية سوف تنتصر مهما كانت الصعاب

 

ماكرون: النظام اللبناني في مأزق

قناة العربية.نت/29 كانون الثاني/2021

في جلسة حوار خاصة مع ممثلي وسائل إعلام أميركية وأوروبية ومع “العربية”، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيزور لبنان للمرة الثالثة بعد التحقق من أمور أساسية، وقال: “سنفعل كل شيء لتشكيل حكومة في لبنان حتى لو كانت غير مكتملة المواصفات”. وأضاف: “نستعد لحملة اتصالات جديدة بشأن لبنان”. ورأى ماكرون أن “النظام اللبناني في مأزق بسبب الحلف الشيطاني بين الفساد والترهيب”، مشددا على أن “المبادرة الفرنسية هي الوحيدة التي تسمح بالتقدم نحو حل في لبنان”. ولفت الى ان “خارطة الطريق الفرنسية ما زالت على الطاولة ولا حلول غيرها”. وتابع: “عاطفتي تذهب نحو شعب لبنان، أما قادته فلا يستحقون بلدهم.. لبنان نموذج تعددي في منطقة عصف بها الجنون.. شعب لبنان رائع وقدم في الخارج نجاحات فكرية وثقافية غير مسبوقة”.

 

القائم بالاعمال البريطاني: "من المقلق رؤية هذه المشاهد في طرابلس

وطنية - الجمعة 29 كانون الثاني 2021

اشار القائم بالاعمال البريطاني مارتن لنغدن الى انه "من المقلق رؤية هذه المشاهد في طرابلس. إن الازمات الصحية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان لها تأثير مروع على حياة الناس. لكن مشاهد العنف، من أي جهة كانت، لا يمكن أن تكون مقبولة. يجب التحقيق بشفافية في رد القوى الأمنية".

 

واشنطن: الاحتجاجات في لبنان تؤكد الحاجة إلى إجراء الإصلاحات

قناة الحرة/29 كانون الثاني/2021

دعا متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جميع الأطراف المرتبطة بالاحتجاجات التي تشهدها مدينة طرابلس اللبنانية إلى “الامتناع عن العنف أو الأعمال الاستفزازية”. وقال المتحدث، في تصريح لقناة “الحرة”: “إن الوزارة تراقب الوضع في طرابلس عن كثب وتحث جميع الأطراف على الامتناع عن العنف أو الأعمال الاستفزازية”. وأعرب المتحدث عن “دعم الولايات المتحدة لحق الشعب اللبناني بالاحتجاج السلمي”، وقال: “إن أولئك الذين يقطعون هذه الجهود بالعنف والأفعال الاستفزازية يقوضون الخطاب المدني”. وحث المتحدث “الحكومة اللبنانية والأجهزة الأمنية على ضمان سلامة المواطنين المشاركين في الاحتجاجات السلمية”، متابعًا: “إن هذه الاحتجاجات تؤكد حاجة القادة السياسيين في لبنان إلى إجراء إصلاحات ذات مغزى تستجيب لرغبة اللبنانيين في الشفافية والمساءلة والفرص الاقتصادية”.

 

لبنان يتراجع في قائمة مؤشر الفساد لعام 2020… وهذا السبب!

قناة الحرة/29 كانون الثاني/2021

خلصت منظمة الشفافية الدولية، في تقرير مؤشر الفساد لعام 2020، إلى أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تزال شديدة الفساد رغم تقدم ضئيل في السيطرة، مشيرة إلى أنّ بعض الحكومات استغلت أيضا جائحة فيروس كورونا المستجد.

وفي هذا السياق، قالت رئيسة منظمة الشفافية الدولية، ديليا فيريرا روبيو، إنّ “فيروس كورونا ليس مجرد أزمة صحية واقتصادية، بل هو أزمة فساد نفشل حالياً في إدارتها”.

واعتبرت المنظمة أنّه وفقاً للتقارير، “الفساد تفشى في كافة مراحل الاستجابة للجائحة، لاسيما لجهة دفع الرشاوى في بعض الدول لقاء إجراء الاختبارات والكشوفات، وللحصول على الإمدادات الطبية اللازمة”.

ورصد تقرير المنظمة الفساد ومستوياته خلال عام 2020، مقارنة بعام 2012، وذلك ضمن 180 دولة ومنطقة حول العالم.

عربياً، تصدرت كل من الإمارات وقطر لجهة الأداء الأفضل على الصعيد الإقليمي، (المرتبة 21 و 30 عالميا)، بينما كانت ليبيا في المرتبة (173)، اليمن (176)، وسوريا (178) بتراجعها 12 درجة عن عام 2012، وهي في ذيل القائمة يسبقها فقط جنوب السودان (179)، والصومال (180).

ولبنان، حلّ في المرتبة (149)، يأتي متراجعاً عما كان عليه عام 2012 بمعدل خمس نقاط في مؤشر مدركات الفساد لعام 2020.

وأشارت المنظمة إلى أنّ “بيروت لم تحقق أي تقدم في محاربة الفساد رغم الاحتجاجات الحاشدة التي انطلقت في تشرين الأول 2019، ولكنها لم تصل إلى إجراء تحقيقات ومحاكمة مسؤوليين”.

وذكر التقرير أنّ كل من العراق (160)، تونس (69)، وعُمان (49)، قد شهدت تقدماً في تقييمهم السنوي. وكذلك فعلت مصر بتقدم درجة واحدة ما جعلها في المرتبة (117).

دولياً، تصدرت كل من الدنمارك، ونيوزيلندا، المؤشر، تليهما فنلندا، سنغافورة، السويد، وسويسرا.

 

ردّ مختصر على أوهام التفوق العنصري للشيعية السياسية

مازن بستاني/29 كانون الثاني/2021

عملت المارونية السياسية في العام ١٩٦٧ على إنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وبذلك ولدت كيانية قانونية للشيعة أعطتهم الحق بالمساواة والإعتبار الحقيقي في "العزة والكرامة". وبناء عليه أضحى لبنان في عهد المارونية السياسية "الإنعزالية" تلك أول بلد في جامعة الدول العربية يمنح الشيعة كامل مقومات مواطنيتهم وحقوقهم الإنسانية غير المنقوصة. ولذا إن طروحات التفوق العنصري لهذا أو ذاك ما هي إلا محض أوهام مختلبة، بل إن ما يتسق مع حركة التاريخ هو مسار الحرية والمساواة، وحيث أن لبنان بات بحاجة إلى إنتاج نظام جديد أكثر انضباطاً في نصوصه ليحاكي متطلبات التعددية الصعبة بعد انهيار ضماناتها المعنوية التي كانت تجسدها المارونية السياسية، وقد تم القضاء عليها بعد اتفاق الطائف. واليوم بعد أن راغت الشيعية السياسية كل طرف حلاوة في نظام الطائف، نضبت مقومات الرشوة الدستورية التي كانت تساوم الناس بغية الارتضاء بعدم المساواة مقابل بحبوحة اقتصادية وامنية مفترضة، دخلنا في زمن التمرد على الدولة بعد فشلها وبروز الهويات الأم، حيث سيخرج الشيعة أكبر الخاسرين منه في حال لم يسارعوا لطرح الحلول التي ترسي المساواة على أساس تسوية عادلة جديدة وهم أقوياء، فيكونوا قدروا من تدارك إنتقام الزمان من كل قوم وقف في وجه حركة التاريخ وتهتك بفريضة المساواة البشرية.  ولعل أحسن إستشراف لهذا الحال هي خاتمة أغنية "هما مين واحنا مين" للشيخ إمام حيث قال "حادي يا بادي يا عبد الهادي..ياللي عليك قصد الغنوا دي..لما الشعب يقوم وينادي..يا احنا ياهما في الدنيا دي..حزر فزر شغل مخك..شوف مين فينا حيغلب مين"

 

ايران توجه رسائل إلى واشنطن عبر “داعش”.. ما علاقة لبنان؟

 وكالة الانباء المركزية/29 كانون الثاني/2021

مرة جديدة، بدأ الحديث يكثر حول داعش. ويتخوّف ديبلوماسيون غربيون من عودة ظهور المنظمات الإرهابية وبفاعلية في عدد من دول المنطقة لا سيما في العراق بعد التفجير المزدوج الاخير. هذا التنظيم الذي اعتقد الجميع أنه انتهى، يبدو يظهر من جديد ويثير الرعب. فهل بدأت الخلايا الارهابية النائمة تستيقظ وتعيد تموضعها للتحرك في المنطقة بدءا من العراق مرورا باليمن وسوريا وصولا الى لبنان؟ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اعلن أمس، مقتل زعيم تنظيم داعش في العراق، أبو ياسر العيساوي، وذلك بعد أسبوع من الهجوم الدامي الذي شهدته العاصمة بغداد وتبناه التنظيم المتطرف. وذكر الكاظمي في تغريدة نشرها عبر” تويتر” “توعدنا عصابات داعش الإرهابية برد مزلزل، وجاء الرد من أبطالنا بالقضاء على زعيم عصبة الشر، أو مَن يطلق على نفسه  نائب الخليفة ووالي العراق في التنظيم، أبو ياسر العيساوي، في عملية استخبارية نوعية”.

في الأسابيع الأخيرة، نفَّذ “داعش” عمليات إرهابية في الصحراء السورية، تلاه الهجوم المزدوج الدامي في ساحة الطيران في بغداد الخميس الماضي، والذي أسفر عن مقتل 32 شخصا من العمّال والمتسوقين. وتتخوف اوساط دبلوماسية عربية عبر “المركزية” من تمدد المنظمات الارهابية الى لبنان واستغلالها التحركات المطلبية والمعيشية للمواطنين للتغلغل والاستفادة من الاوضاع الهشة، في ظل التأخر المتمادي في تشكيل الحكومة. وتعتبر ان داعش يقوى كلما ارادت ايران ذلك. وذكّرت بمقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أبو محمد المصري منذ نحو شهرين في طهران، وعندما نشرت وكالات الانباء العالمية الخبر، اضطرب الايرانيون وانزعجوا ونفوا الخبر. وعلى رغم نفي ايران، الا ان هناك الكثير من قيادات القاعدة التي تأتي من افغانستان ومنهم حمزة بن اسامة بن لادن الزعيم السابق للقاعدة، والذي قتل أيضاً في ايران عندما كان هاربا هناك”. وترى الاوساط ان ايران قد تكون وراء تحريك داعش كي تبعث برسالة الى الاميركيين مفادها “أننا حاجة وضرورة ونلزم من اجل التصدي لداعش”، ولهذا السبب يهمهم ان يتصدوا لإرهاب داعش كي يحصلوا على مكتسبات من الاميركيين في المقابل، خاصة ان الرئيس الاميركي جو بادين ليّن  نوعاً ما معهم خلافا لوزير الخارجية الجديد أنتوني بلينكن الذي أكد ان واشنطن لا يزال أمامها “طريق طويل” للتوصل إلى اتفاق مع طهران وطالب إيران بالعودة للالتزام باتفاقها النووي قبل أن تقوم واشنطن، التي انسحبت من الاتفاق في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بخطوة مماثلة. وتشير الاوساط الى ان داعش قد لا يصل الى لبنان، لكن هذا لا ينفي وجود بعض الخلايا الارهابية النائمة والتي لا احد يعرف متى تستيقظ، وما زلنا نتذكر منذ عدة سنوات كيف انفجر الوضع مرة واحدة في الضاحية والشمال وغيرها من المناطق. وتؤكد الاوساط ان هذه الخلايا موجودة الى ان يحين موعد او لزوم استخدامها في تفجير الوضع اللبناني. داعش واخواته، بحسب الاوساط، موجود في سوريا والعراق وبدأ يطل برأسه اكثر لأن الايرانيين يريدون ذلك، اولا، لأن وجود داعش يعتبر حاجة وضرورة لوجود ايران والحشد الشعبي في العراق والحرس الثوري الايراني وأذرعها كافة. وايران تقايض، مقابل القضاء على هؤلاء الارهابيين، واستئصال هذا الارهاب، وهي دعوة للاميركيين لمساعدتها ورفع العقوبات عنها، كي تعود الى الاتفاق الاميركي – الايراني الذي كان قائماً في السابق للقضاء على داعش. وتؤكد الاوساط ان ما يجري في العراق خطير جدا. ايران تضرب الاميركيين من جهة وتتنصل من الموضوع من جهة أخرى وتنفي علاقتها بالتفجيرات، في حين انها تقف وراءها، وتتهم داعش. صحيح ان “داعش” ينفذ، لكن ايران هي التي تستخدمه لأهدافها.

 

شيا تجول على المسؤولين… ما الرسائل التي تحملها؟

المركزية/29 كانون الثاني/2021

تواصل السفيرة الاميركية دوروثي شيا جولتها على القيادات اللبنانية، منذ مطلع الأسبوع. زارت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فوزير الخارجية شربل وهبي مرورا برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وصولا الى رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب. الجولة التي تقوم بها شيا لافتة للانتباه وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” لكونها الاولى من نوعها منذ تسلّم الرئيس الاميركي جو بايدن مقاليد الحكم في البيت الابيض. الدبلوماسية الاميركية قد تكون تجري زيارات تُعتبر من حيث الشكل “بروتوكولية”، اذ من الطبيعي- مع انتقال السلطة في بلاد العم سام، من إدارة الى اخرى- ان تتقصّد مقابلة المسؤولين في لبنان لابلاغهم بالسياسات التي ستنتهجها بلادها في التعاطي مع بيروت. الا ان جولة شيا، وفق المصادر، أكثر من بروتوكولية، نظرا الى المرحلة المفصلية والحساسة التي يمرّ بها وطن الارز منذ أشهر.

بحسب المصادر، لقاءات شيا تهدف الى امرين: نقل جملة رسائل الى القيادات اللبنانية من جهة، وتكوين صورة عن المعادلة التي تحكم الوضع في لبنان، تمهيدا لنقلها الى الادارة الاميركية الديموقراطية الجديدة، من جهة ثانية… على الصعيد الاول، أكثر من ملف تطرقت اليه السفيرة الاميركية خلال جولتها، تبدأ بتأليف الحكومة، حيث حثت على ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة قادرة على مكافحة الفساد وإخراج لبنان من ورطته، مؤلفة من شخصيات بعيدين من تأُثيرات “السياسيين” المصنفين اميركيا فاسدين او ارهابيين لا فرق، ينالون ثقة المانحين والمجتمع الدولي. الملف الثاني، كان ترسيم الحدود البحرية. وهنا تطالب شيا لبنان بخفض سقف شروطه والعودة الى خط هوف بما يساعد واشنطن- متى قررت الادارة الجديدة استئناف وساطتها- على اقناع تل ابيب بالجلوس مجددا على طاولة المفاوضات في الناقورة. الملف “المالي” حضر ايضا في محادثات الدبلوماسية الاميركية. فإزاء التطورات المتسارعة قضائيا، في الداخل والخارج، على ضفة المصرف المركزي، تشير المصادر الى ان شيا دعت الى معالجة هذه القضية، بهدوء وموضوعية، بعيدا من الصخب الاعلامي والاستغلال السياسي. كما حثت على المضي قدما في التدقيق الجنائي على ان يشمل كل المؤسسات العامة والادارات والوزارات. فاذا لم تكشف حقيقة حركة الحسابات في هذه المراكز كلّها، ومنها يُعتبر ابرز مسببات العجز والهدر في الخزينة وعنينا ملف الكهرباء، واذا لم يتم تبيان الخيط الابيض من الاسود، مرة لكل المرات، فسيكون من الصعب جدا على المانحين ان يتشجعوا على تجيير اي مساعدات جديدة للبنان في المدى المنظور.

علاوة على ذلك، تطرقت شيا ايضا الى ضرورة وقف التهريب الى سوريا ليس فقط لانه يفقر لبنان واللبنانيين، بل لانه يعتبر التفافا على قانون قيصر الذي يعاقب كلّ من يتعاون مع النظام السوري. وقد حثّت في هذا السياق، على اتخاذ قرار سياسي حاسم بضبط الحدود بين البلدين، من دون ان تغفل الاشارة الى اهمية المضي قدما في التقيد بمقتضيات قانون ماغنيتسكي واوفاك اللذين يبقيان نافذين ولو تغيرت الادارة في واشنطن، كونهما قانونين صدرا عن الكونغرس الاميركي، ويعاقبان من يموّل الارهاب او يساعد بشكل من الاشكال المنظمات المصنفة ارهابية في الولايات المتحدة.

هذه رؤوس اقلام حملتها شيا الى مضيفيها كون سياسات بايدن لم تتبلور بعد، أما الاجوبة اللبنانية في شأنها، والتي يدلّ اداء المنظومة على مضامينها، من التأليف المعطل الى الحدود السائبة، مرورا بفتح الملف المالي على مصراعيه في الاعلام، وصولا الى رفع السقوف في الترسيم، فستحملها السفيرة الى ادارتها، لنرى في ضوئها، خلال اشهر، كيفية تعاطي الادارة الجديدة مع لبنان.

 

القضاء اللبناني يدّعي على حاكم «المركزي» بتهمة «هدر المال العام وإساءة الأمانة»/مرجع قضائي لـ«الشرق الأوسط»: الملاحقة غير قانونية وقابلة للإبطال

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط أونلاين/29 كانون الثاني/2021

ادعت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، على حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، ورئيسة لجنة الرقابة على المصارف اللبنانية مايا دباغ، بجرم «الإهمال الوظيفي وهدر المال العام وإساءة الأمانة»، من خلال إدارة عملية الدولار المدعوم، كما ادعت على صاحب شركة استيراد الدولار من الخارج ميشال مكتّف، والصرّاف عبد الرحمن الفايد، بجرم مخالفة قرار إداري، وأحالت الملف مع الادعاء إلى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان القاضي نقولا منصور، وطلبت استجواب المدعى عليهم واتخاذ القرار المناسب بحقهم في ضوء نتائج التحقيق الاستنطاقي. ويأتي هذا الادعاء بعد تحقيقات أولية أجرتها القاضية عون على مدى الأسابيع الماضية شملت المدعى عليهم المذكورين وعدداً كبيراً من الصرافين، بناء على إخبار مقدّم إليها يتحدث عن عمليات هدر حدثت في سياق صرف الدولار الذي رصده «مصرف لبنان» بقرار من الحكومة لدعم السلّة الغذائية والأدوية. وكشفت مصادر قضائية مواكبة هذا الملف عن أن الادعاء «مبني على معطيات تفيد بأن عملية توزيع الدولار المدعوم كانت استنسابية، وشملت عشرات الصرافين المحظيين الذين استفادوا منها لجني الأرباح، بدل تخصيص هذه الأموال لدعم السلّة الغذائية التي يستفيد منها المواطنون فحسب». وأوضحت المصادر أن «المبالغ التي هدرت فيما بين شهر يونيو (حزيران) من عام 2020 ونهاية العام الماضي، تتراوح بين 5 و7 ملايين دولار». وينتظر أن يحدد قاضي التحقيق نقولا منصور موعداً لاستدعاء المدعى عليهم واستجوابهم، بعد انتهاء فترة الحجر والإغلاق الشامل المفروض للحدّ من انتشار جائحة «كورونا»، إلا إن مرجعاً قضائياً عدّ الادعاء على رياض سلامة غير قانوني وقابلاً للإبطال. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «صلاحية الادعاء، في حال توفرّت عناصر جرمية، تعود للنيابة العامة المالية، وليس النيابة العامة في جبل لبنان، كما أنه لا يمكن ملاحقة حاكم (مصرف لبنان) قبل الاستحصال على إذن مسبق من رئيس الحكومة». ولفت المرجع القضائي إلى أن القاضية عون «ربطت جرم إساءة الأمانة بجرمي الإهمال الوظيفي وهدر المال العام، كي تعطي نفسها حق الادعاء وصلاحية الملاحقة»، متوقعاً «وقف الملاحقة عندما يتقدم الوكيل القانوني لرياض سلامة بدفوع شكلية أمام المرجع القضائي المختص؛ أي قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان الذي وضع يده على الملف، أو أمام الهيئة الاتهامية». واللافت أن الادعاء على سلامة جاء بعد أيام قليلة من تسلّم القضاء اللبناني كتاباً من المدعي العام السويسري، يطلب فيه مساعدة قضائية وإبلاغ حاكم «مصرف لبنان» بتحريك دعوى قضائية ضده في سويسرا، حول شبهات «تبييض أموال وعمليات اختلاس»، جرّاء تحويلات مالية قام بها حاكم البنك المركزي ومعاونته ماريان الحويك وشقيقه رجا سلامة من «مصرف لبنان» إلى سويسرا. وكشفت المراسلة السويسرية عن أن قيمة التحويلات بلغت 400 مليون دولار. ولدى تبلغ سلامة من النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات مضمون المراسلة السويسرية، نفى قيامه بتحويلات من حساب «مصرف لبنان»، وأبدى استعداده للتوجه إلى سويسرا والمثول أمام المدعي العام هناك، للدفاع عن نفسه ودحض هذه الاتهامات.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 29/01/2021

وطنية/الجمعة 29 كانون الثاني 2021

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

شرارات الأحداث الملتهبة في طرابلس التي تطايرت في جهات لبنان الأربع، أصابت أول ما أصابت الوتر الملتهب أصلا ما بين بعبدا وبيت الوسط، فتجدد سجال التأليف والصلاحيات، بما يؤكد مجددا عمق الخلاف، ويشير إلى أن عملية التأليف دونها مسافات زمنية ومأزق مستحكم.

لكن التوصيف الأدق لما ابتلي به نظامنا لم يرد في سجال بعبدا - بيت الوسط، بل على لسان صديق لبنان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي قال: إن النظام اللبناني بمأزق بسبب الحلف بين الفساد والترهيب كاشفا عن أنه سيقوم بزيارة ثالثة للبنان لكن بعد التحقق من أمور أساسية لم يسمها.

وربطا بالحديث عن لبنان، لفت ماكرون الى وجوب تجنب خطأ عام 2015، عندما استبعدت القوى الإقليمية عن الاتفاق مع إيران. وقال: الوقت المتبقي لنا لمنع إيران من حيازة السلاح النووي قصير جدا، ويجب ضم السعودية إلى أي مفاوضات في شأن الإتفاق مع إيران، فالتفاوض مع طهران سيكون صارما جدا، ويجب أن تكون السعودية جهة في أي اتفاق مع إيران.

الشأن الاقليمي سجل اليوم تطورا ملفتا، تمثل بالتفجير الذي استهدف السفارة الاسرائيلية في الهند، في وقت تفتتح تل ابيب سفارات لها للمرة الأولى في بعض الدول العربية وبخاصة في الخليج.

وبالعودة الى لبنان، طرابلس ظلت في عين الحدث. فعلى هامش الهدوء الحذر اليوم سجل المزيد من مواقف الادانة لأعمال العنف، وبيان للجيش أشار إلى مواكبته الأحداث منذ اللحظة الأولى، وتوقيفه عددا من المتورطين في الإعتداءات. هذا في وقت سجل عداد كورونا تسعا وخمسين وفاة جديدة، و3125 إصابة جديدة في الساعات الاربع وعشرين الماضية.

لكن بداية النشرة من السجال السياسي. ففي حين قال المكتب الاعلامي للرئيس المكلف إن القصر يريد حكومة حزبيين، أكد المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري أنه لن تكون ثمة حكومة تناقض الميثاقية والعيش المشترك، المبني على التوازن الوطني.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

إذا لم يبرد لهيب طرابلس حماوة الإشتباك السياسي فمن يفعل؟.

إذا لم يتوقف الإستثمار الرخيص لوجع الناس بهدف تحصيل المواقع فمن يخسر؟.

لمصلحة من حرق كل الأوراق وخيوط التواصل؟.

لمصلحة من إدخال الوطن في نفق من الدخان والنار مع معرفة من يدفع إلى ذلك أن الخروج لن يكون لا بردا ولا سلاما؟.

هل نبقى متفرجين على الحرائق تندلع من قلب الوطن، ونحن على يقين بأنه إذا ما إحترق هذا القلب لن يبقى لبنان؟.

الأسئلة كثيرة وكبيرة... تلتهم يوميات كل مواطن، تحرق جيوبه الفارغة إلا من رحمة الله، فيما ثمة من لا يزال يبحث عن حصة من هنا ومقعد من هناك، بلا حتى إلتفاتة إلى إعانة مواطن جائع أو عون وطن إحترق قلبه.

ومن تحت الرماد حرك حديث رئيس الجمهورية ميشال عون عن عدم تعاون الرئيس المكلف سعد الحريري معه لتشكيل الحكومة جمر الإشتباك.

ومن باب اللامبالاة والإنكار لما تواجهه البلاد من سيل أزمات صحية وأمنية وسياسية، رد الحريري في شكل مفصل على عون لتصويب الحقائق وتجنيب الرأي العام من الوقوع في حبائل الخبريات المسمومة على حد توصيف بيان بيت الوسط.

الحريري إتهم دوائر بعبدا بتوجيه الإشتباك الحكومي نحو مسارات طائفية لتنزع بذلك عن رئيس الجمهورية صفة تمثيل كل اللبنانيين، وتحصر تمثيله بمسؤوليته عن حصص المسيحيين في الدولة والسلطة والحكومة.

وإذ شدد الحريري أنه ليس هو من يفرط في حقوق المسيحيين، لفت إلى أنه لن يعطي الفرصة لأي إشتباك إسلامي - مسيحي. وقال: لن تكون ثمة حكومة إلا من 18 وزيرا ونقطة على السطر.

وردا على رد الحريري شددت رئاسة الجمهورية على أنه لن تكون ثمة حكومة تناقض الشراكة والميثاقية والعيش المشترك الحقيقي، المبني على التوازن الوطني وحماية مرتكزاته.

وبالعودة إلى أول السطر، دعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى إقلاع بعض العقول الشيطانية وأصحاب المصالح المشبوهة في الداخل والخارج، عن المحاولات اليائسة لرسم معالم مستقبل لبنان من بوابة الشمال.

رئيس المجلس قرع جرس إنذار لتحمل الجميع مسؤولية إنقاذ الوطن عبر إنقاذ شماله... فهل يسمعون ويعون؟.

وربطا بالوضع اللبناني والملف الحكومي أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن المبادرة الفرنسية هي الوحيدة التي تسمح بالتقدم نحو الحل في لبنان لافتا إلى أنه سيزور لبنان وسيفعل أي شيء لتشكيل حكومة لبنانية حتى لو كانت غير مكتملة الأوصاف.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

أنقذوا طرابلس. أنقذوا عاصمة لبنان الثانية.

أنقذوا عاصمة الشمال، حيث القلب والفكر في هذه الأيام، خوفا عليها لا منها، واستنكارا لاستهداف أهلها الأبطال وسكانها الطيبين، سياسيا وأمنيا، إلى جانب الاستهداف المزمن والإهمال القديم إنمائيا واجتماعيا، من معظم سياسييها قبل الدولة.

أنقذوا المدينة بفتح تحقيق جدي بالأحداث الأخيرة ومسبباتها، وبخاصة بمدلولات استهداف مؤسساتها الرسمية، وحاسبوا كل من قصر ويقصر من الأجهزة الإدارية والأمنية.

أنقذوا طرابلس، وخلصوا معها كل لبنان، بالعمل السريع على تشكيل حكومة بالاتفاق والشراكة الكاملة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، وبدعم سياسي واسع مع برنامج عمل يستجيب لتطلعات اللبنانيين، ويقنع الدول المعنية بمساعدتنا، وفرنسا في المقدمة، وبخاصة بعدما أعلن رئيسها اليوم خلال اجتماع مع عدد من الصحافيين في الاليزيه وفق معلومات الأو تي في، ان خارطة الطريق الفرنسية من اجل لبنان لا تزال موجودة وان فرنسا ستبذل كل ما في وسعها لتشكيل حكومة.

أنقذوا طرابلس وخلصوا معها كل لبنان، بإطلاق التدقيق الجنائي فعلا لا قولا، بخاصة وأنه البند الأبرز في المبادرة الفرنسية، ولا تحولوا تلك المبادرة التي تدافعون عنها صوريا إلى مجرد سبيل للاستحواذ على السلطة من خلال تشكيل حكومة على القياس.

ففي المختصر المفيد، لن تكون ثمة حكومة تناقض الشراكة والميثاقية والعيش المشترك الحقيقي، المبني على التوازن الوطني وحماية مرتكزاته، تماما كما أكد بيان صادر عن قصر بعبدا اليوم، تعليقا على بيان لرئيس الحكومة المكلف في شأن مضمون الكلام المنقول عن رئيس الجمهورية في مقال صحافي.

رئيس الجمهورية كان شدد وفق المقال المذكور، على أن ثمة في لبنان من لم يعتد على احترام صلاحيات الرئيس، فأيام الحقبة السورية تعودوا على غازي كنعان يؤلف لهم الحكومات، ويدعون أنهم طبقوا الدستور وألفوا الحكومات.

واليوم، يريدون أن يفعلوا الأمر نفسه من دونه، وفي أحد اجتماعاتي مع الرئيس سعد الحريري، روى رئيس البلاد، قال لي إنه هو الرئيس المكلف، وهو من يؤلف الحكومة كلها، طبعا هذا ما لم أسمح به قبلا، ولا الآن، فبحسب المادة الثالثة والخمسين من الدستور، رئيس الجمهورية شريك أساسي في تأليف الحكومة، وفي الموافقة على كل إسم مرشح للتوزير، فالمسؤولية مشتركة ولا أحد يستأثر بها، ومن دون احترام التوازن وما أسميه المعايير الموحدة لن أوقع مرسوم حكومة، حسم رئيس البلاد، ليضيف: قلت له قبلا، أي للرئيس الحريري، أهلا وسهلا به في بعبدا، عندما يريد أن يأتي ومعه مشروع حكومة غير الذي أتى إلي به في آخر اجتماع بيننا، حين حمل مسودة من ثمانية عشر وزيرا، غير متوازنة، فرفضتها، وعندما يفكر بصيغة جديدة، أبواب بعبدا مفتوحة أما إذا أصر على مسودته تلك، فالأمر شأنه هو.

وعن موضوع الثلث المعطل قال رئيس الجمهورية: لم أطالب يوما بالثلث زائدا واحدا لأن إرادة التعطيل عندما تتكون لا تقتصر على فريق واحد، بل طالبت بستة وزراء، أي بخمسة زائدا واحدا، وهذه حصة التمثيل وليست حصة التعطيل.

وأضاف: عندما تسأله، أي الرئيس الحريري، عن الوزراء الشيعة، يقول إنه متفاهم مع الرئيس نبيه بري على وزارة المال، ومع حزب الله على وزرائه، وفي النتيجة يسمي وليد جنبلاط وزيره، والشيعة وزراءهم، وحزب الطاشناق وزيره، وسليمان فرنجية كذلك، والحريري يسمي الوزراء السنة، ويريد أن يكون شريكا في تسمية الوزراء المسيحيين، وهذا ما لا يمكن القبول به، لأنه يخل بالتوازن داخل الحكومة.

وتابع رئيس الجمهورية: ما إن يذهب، أي الرئيس الحريري، حتى يعود باقتراح مغاير لما سبقه، وحصل ذلك في ثلاثة عشر اجتماعا بيننا، فهو لا يريد تأليف الحكومة… لقد سايرناه بحكومة من ثمانية عشر وزيرا، لكن يبدو أنه لا يراها إلا كما يريدها هو، ولن نتحدث من الآن فصاعدا إلا في حكومة من عشرين، بإضافة وزيرين درزي وكاثوليكي… فطبعا أريد حكومة جديدة تكمل السنتين الأخيرتين من الولاية، لكن ليس كيفما كان، ولن أفرط بما أنجزناه خلال السنوات الأخيرة، بجعل الفريق المسيحي شريكا فعليا وليس صنيعة الآخرين، ودائما وفق الكلام المنقول عن رئيس البلاد.

غير أن من أهم ما ورد في المقال نفسه هو المقطع الآتي: ليس سرا أن أولى إشارات عدم التعاون والثقة، بدأت يوم أسر رئيس الحكومة المكلف الى رئيس الجمهورية رغبته بصرف النظر عن التحقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان: سأله رئيس البلاد عن سبب معارضته، فإذا جواب الحريري مباغت، حيث قال: الرئيس بري ووليد جنبلاط لا يمنحان الحكومة الثقة في ظل التحقيق الجنائي.

لكن، من دون التحقيق الجنائي كأن شيئا من الإصلاح لم يحدث في اعتقاد رئيس الجمهورية، ختم المقال. أما باقي التفاصيل، ففي سياق نشرة الاخبار.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

في "ليلة الحرائق" في طرابلس، إستشعر الجميع خطورة ما يجري، وقد تقع المدينة كلها تحت الحرائق.

ربما هذا المشهد هو الذي حرك المخاوف لدى المرجعيات والفاعليات والقوى الأمنية والعسكرية، لأنه أعاد إلى الأذهان مشاهد من طرابلس تعود إلى بدء الحرب في منتصف سبعينيات القرن الماضي، مرورا بحرب منتصف الثمانينيات وصولا إلى حرب المحاور، إلى أن حطت الحرب رحالها منذ ايام في المدينة وكادت ان تحيي صور الحروب الماضية.

فهل يشكل الخوف من عودة الحرب سببا اساسيا لعدم تجدد ما حصل في الأيام الثلاثة الأخيرة وبلغ ذروته ليل أمس؟

قد تؤدي المخاوف إلى تراجع العنف، ولكن ماذا عن الأسباب المباشرة للشرارة؟ كان أحد الاسباب الإختناق من الإقفال العام.

إذا هدأت وعاد الإقفال العام، فكيف سيستمر الوضع؟

في هذه الحال تكون السلطة قد عالجت النتائج من دون المسببات، وهي الأهم.

في ملف الحكومة، وعلى رغم التصعيد في المواقف وتبادل السجالات بين بعبدا وبيت الوسط، فإن بصيصا خافتا يلوح في أفق الإتصالات، ويمكن قراءة ذلك في تحركات ومواقف.

على مستوى التحركات، مسعى بارز قام به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع دولة الإمارات العربية المتحدة، نجح فيه في تحقيق خرق على مستوى لبنانيين موقوفين في الإمارات، ويتوقع أن يتوج هذا النجاح في إطلاق نصف الموقوفين ووصولهم إلى بيروت في الساعات القليلة المقبلة...

هذه الخطوة الأمنية رصيدها في السياسة، فالموقوفون الذين سيطلقون متهمون في انتمائهم إلى حزب الله، فكيف سيرد الحزب على هذه المبادرة؟.

يذكر أن اللواء ابراهيم نجح في السنوات الأخيرة في اكثر من مبادرة على خط إطلاق موقوفين أبرزها: إطلاق المواطن الكندي من سوريا وإطلاق نزار زكا من إيران.

ومن السابق لأوانه الإجابة، لكن كان لافتا اليوم ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنه سيقوم بزيارة ثالثة إلى لبنان، بعد التحقق من أمور أساسية، وسنفعل كل شيء لتشكيل حكومة في لبنان حتى لو كانت غير مكتملة المواصفات.

ماكرون وصف النظام اللبناني بأنه في مأزق بسبب الحلف الشيطاني بين الفساد والترهيب، مشددا على أن المبادرة الفرنسية هي الوحيدة التي تسمح بالتقدم نحو حل في لبنان.

وأضاف: خارطة الطريق الفرنسية ما زالت على الطاولة ولا حلول غيرها.

في غضون ذلك مازال السجال على أشده بين بعبدا وبيت الوسط، وأحدث معطيات هذا السجال ما أعلنه المستشار الإعلامي للرئيس الحريري من أن رئيس الجمهورية مصمم على فرض معايير غير دستورية، والعودة بالبلاد الى ما قبل الطائف، خاتما: العهد القوي يعاقب نفسه نكاية بالدستور.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون أم تي في

عادة، في لبنان كل يوم فضيحة... أما اليوم فنحن أمام فضائح كثيرة لا تنتهي! الفضيحة الاولى: ما حصل في طرابلس.

فالإعتداءات التي توالت على مقار رسمية ودينية في العاصمة الثانية ليل امس طرحت اكثر من سؤال، واثارت الكثير من الهواجس، واعادت الى اللبنانيين ذكريات مرة يفضلون عدم تذكرها.

فمن يصدق ان ما حصل هو فقط نتيجة ردة فعل شعبية؟، ومن يصدق ان الاعتداءات لم تكن مدروسة وخطط لها جيدا؟...

طبعا الغضب الشعبي موجود ومكبوت، وقد تفجر ليل امس. لكن الغضب أمر والاعمال التخريبية المرفوضة أمر آخر. فهل من تحقيق جدي سيجرى لمعرفة الفاعلين والمشاركين والمحرضين، ام ان المسؤولية ستلقى كالعادة على طابور خامس دائما لا يعرف من هو؟.

الفضيحة الثانية الخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المستقيل في شأن اي هيئة يجب ان تدعى لمواجهة ومعالجة تطورات طرابلس: المجلس الاعلى للدفاع ام مجلس الامن المركزي؟.

وفي النتيجة لم ينعقد لا هذا ولا ذاك، وقضي الامر باجتماع انعقد في وزارة الداخلية حضره قادة الاجهزة الامنية، اضافة الى قائد الجيش، ورافقه توتر بين المؤسسات والاجهزة الامنية.

ولا عجب في ذلك، اذ ان المسؤولين الامنيين على دين رؤسائهم!.

الفضيحة الثالثة: السجال الدائر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف في شأن تشكيل الحكومة. انها صورة مضحكة - مبكية. فالبلد ينهار، والناس يعانون، ومرضى الكورونا يموتون احيانا على باب المستشفيات وعون والحريري يتساجلان على امور وقضايا لم تعد تهم أحدا، لأن الوضع تجاوزها ولأن الناس في واد اخر.

فمتى يدرك رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف هذه الحقيقة الساطعة كالشمس؟ متى يدركان ان السجالات الشعبوية الفارغة قد تخطاها الزمن؟ فهي لا تطعم الجائع خبزا، ولا تشفي مريضا، ولا تبلسم جراح انسان يعاني، ولا تمنع شابا يائسا ان يركب موجة الهجرة عند اول فرصة ممكنة.

اكثر من ذلك، ان هذه السجالات السخيفة والمجانية تزيد من جرصتنا امام العالم. ترى الم يقرأ عون والحريري ما قاله الرئيس ماكرون اليوم عن ان قادة لبنان لا يستحقون بلدهم وان ثمة حلفا شيطانيا بين الفساد والترهيب هو الذي يمنع عودة لبنان الى حياته الطبيعية؟

في المختصر ايها اللبنانيون، ان الفساد من امامكم والترهيب من ورائكم، فالى اين المفر؟

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

اخمدت حرائق طرابلس، وتلاشى دخانها الاسود ليكشف عن مشهد مأساوي في غاية التعقيد في المدينة الاكثر حرمانا على شاطىء المتوسط.

فقراء يعترضون على حرمان لعقود، وافراد يعيثون خرابا ودمارا في عاصمة الشمال، وسياسيون يقتاتون على آلام الناس وأوجاعهم، يستنكرون اتخاذ المدينة منصة لتوجيه رسائل سياسية، فمن يا ترى يوجه رسالة الى من؟ ولماذا الرسائل عبر ما تبقى من بشر وحجر في بلد لعل كورونا بات فيه أرحم الاعداء أمام طبقة لم تبق ولم تذر شيئا للمواطن المترنح من اثر كدمات ولكمات تنهال عليه من كل حدب وصوب بقفازات سياسية.

البلد في موت سريري وافلاس واضمحلال وحده النكد السياسي يزدهر.

فما بين الثمانية عشر والعشرين، الحكومة الموعودة في أسفل الاسفلين، والهوة تكبر بين المعنيين، ولم ينجح السعاة المحليون في التقريب بين الطرفين، ليدخل الفرنسي مجددا على خط الوساطة مستعينا بصديق، هي احدى الدول العربية التي قد تدخل وفق مصادر للمنار على الخط.

فهل تنجح المحاولة الجديدة بوصل ما انقطع بين بعبدا وبيت الوسط، انقطاع اشتد معه التراشق عن بعد باندلاع حرب البيانات. لا شيء محسوما تؤكد مصادر المنار عن قدرة الوساطة على تحقيق خرق ما برغم جديتها، الا ان الوقت لم يعد في مصلحة احد وبخاصة بعد ما دخلت بورصة الشارع على الخط. وسواء أكان التحرك عربيا او غربيا، فما يهم المواطن هو حكومة ترأف بحاله وتدير أحواله، لا سلطة فيها للسارقين، وهنا محاسن التوجه شرقا ولو على سبيل القدوة.

التلفزيون الرسمي الصيني اورد اليوم خبرا فيه عبر، اعدام مسؤول مصرفي كبير أدين بتهم فساد وتلقي رشى بمئات ملايين الدولارات. وبما أن القانون في لبنان يمنع الاعدام، ليكن السجن لامثاله في بلدنا او الاقالة او على الاقل الابعاد ولو الى منتجعات سويسرا عسى أن يتخلص اللبنانيون من سطوة المتحكمين بالمال العام.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

احرقت سرايا طرابلس ومبنى البلدية بمؤلفاتها وملفاتها ليلا... واستكمل قصر بعبدا إحراق السريا الحكومية وإلقاء المولوتوف السياسية على مؤلفها نهارا.

وبين نارين وجائحة، ثمة من يلهو ويلاعب الأزمات ويدخل طرفا في الثورات. فمن تجارب ثورة تشرين كونت السلطة وأجهزتها خبرة بتحريك العسس والأدوات وشكلت قوة ضاربة لكل حراك ينذر بتصعيد... ولن يكون مستغربا دخول كل من أراد التزعم والتحرش السياسي والتعليم على السلطة نفسها وقد يخرج علينا منظرون ومدافعون وأرباب ثروة...

لكن يبقى أرباب الثورة العلامة والعلم وبينهم من هم على قيد جوعهم وفقرهم وعوزهم وسجلهم الحافل "بالتعتير" والذين لن يسمعوا اليوم بصراخ البكائين على تراث المدينة,.. لأنهم من مدن صفيح... ومن باعة لم يعودوا جوالين... ومن خيم ليست مؤهلة حتى لإيواء المشردين.

سيتقاتل الأمن والسلطة ورجال السياسية وكبار الزعماء الماكنين على معرفة من حرق مبنى البلدية وأضرم النار في ذكريات عثمانية... وقد يجري التحقيق مع خمسة إلى عشرة أشخاص... وقد ينقذهم زعيم محلي من غرفة التوقيف... لكن سيبقى في طرابلس جائعون وفقراء وحزام بؤس ودولة لم تقرر بعد صرف الأربعمئة ألف ليرة وتجري تعدادا للسكان قبل أن تكتشف غدا أننا كلنا أصبحنا بلا خط يرسم لنا حدود فقرنا.

وغالبا ما تعرف الأجهزة حارقي المدن والسرايات والعنابر... لكن في لبنان لكل طائفة وزعيم سياسي جهازه الأمني... وإذا ما اعتمدنا شهادة ابن المدينة ومن قدمائها توفيق سلطان، فإن الكل كان يعلم المخطط ولم يتدخل أحد لمنع حدوثه.

جيوش وجحافل من البيانات والمواقف المؤللة رميت على ساحات طرابلس بعد ليلة حارقة للمستقبل والتاريخ فرفض الرئيس سعد الحريري التطرف وقندهار في المدينة وغازل الرئيس نبيه بري قلبا على الشمال... وتطوع الرئيس نجيب ميقاتي مقاتلا شرسا لا ينأى بالنفس بعدما تهددت جامعة العزم... وحدد رئيس الجمهورية الحمض السياسي للفاعلين قائلا إن هوياتهم معروفة.

وبدأ الجيش بالتوقيفات، معلنا عن خمسة اشخاص بينهم سوري, وانعقد اجتماع امني رفيع المستوى برئاسة وزير الداخلية محمد فهمي خلص إلى أن ما حدث في طرابلس لا يمت الى ثورة الجياع بصلة لكن من بين كل هذه المواقف هناك تحد رسمه بدقة الرئيس حسان دياب يكمن في القبض على المجرمين واحدا واحدا، وإحالتهم إلى القضاء لمحاسبتهم. والتحدي أيضا في فتح تحقيق يحدد المسؤوليات فهل نصل الى هذا الهدف؟

التجارب السابقة لا تبشر بنتائج واعدة... وغدا ومع تحديد الهويات يتبين أن الفاعلين كانوا برعاية المنتجين.

ولأن الالولوية هي طرابلس وحقيقة نيرانها... فإن الوقت السياسي أضرم النيران اليوم على جدل التأليف حيث انهمرت القنابل الاتهامية المسيلة للدموع بين الرئيسين ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.

ومن صفحات سالت عليها دماء الرود والاتهامات والتعبئة السياسية، يستنتج ان المعركة تدور رحاها على ثلث معطل من دون زيادة او نقصان.

فرئيس الجمهورية ينفي على الورق مطالبته بالثلث... لكن مضمون كلامه يؤكد هذا المطلب عند كل سطر وفاصلة وهو قال: سعد الحريري لا يريد تأليف الحكومة. سايرناه في حكومة من ثمانية عشر وزيرا. يبدو أنه لا يراها إلا كما يريدها هو.

لن نتحدث من الآن فصاعدا إلا في حكومة من عشرين بإضافة وزيرين: درزي وكاثوليك" أريد التعاون معه لكن هو الذي لا يريد".

التف رئيس الجمهورية على الثلث المعطل... فهو لا يريده من حكومة الثمانية عشر لكنه سيفرضه بحكومة العشرين من الدرزي لطلال أرسلان والكالثوليكي القريب.

وقد رد الحريري بأن الثلث المعطل له شأن آخر يقودنا الى ورقة توزيع الحقائب على الطوائف وممثلي القوى السياسية، وهي ورقة تشكل خرقا تاما لمبدأ تشكيل حكومة من اهل الاختصاص، وتستدرج التشكيلة تلقائيا الى خانة الثلث المعطل. وبتبادل التعطيل... فإنه لا حكومة ولا من يؤلفون... ولا زيارة حاليا للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل أن يجري تدقيقا سياسيا في بضعة عوامل اساسية كشف عنها اليوم معلنا أن "النظام اللبناني في مأزق بسبب الحلف الشيطاني بين الفساد والترهيب".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 29 كانون الثاني 2021

وطنية/الجمعة 29 كانون الثاني 2021

النهار

تحتفل الكنيسة المارونية عذه السنة بعيد شفيعها من دون اي حضور رسمي بسبب جائحة كورونا علما ان الرسميين يفضلون عدم المشاركة بعد العظة التي القاها مطران بيروت للموارنة بولس عبد الساتر وشكلت خطاب ادانة للرؤساء والوزراء في حضورهم ما اعتبره البعض اساءة مباشرة لهم.

اجرى وزير الاقتصاد راوول نعمه سلسلة اتصالات باصدقاء ومعارف له من اجل التبرع بالات اوكسيجين لمصلحة الصليب الاحمر اللبناني وقد لاقى تجاوبا جيدا وفر في المرحلة الاولى نحو عشرين الة سيتم الاتفاق مع احدى شركات المعدات الطبية لشرائها وتسليمها

عُلم أن معظم الأحزاب ألغت جمعياتها العمومية وانتخاباتها وشكلت خلايا أزمة، ولوحظ أنّ معظم كوادر الحرس القديم أُبعدوا وهناك اتكال على عناصر شبابية لإدارة الأزمة الراهنة.

تلتزم سفيرة أوروبية بارزة معنية بلادُها بمبادرة أساسية بالصمت ترقباً للتطورات المقبلة في ضوء الاتصال الذي جرى بين رئيس بلادها والرئيس الأميركي لتبني على الشيء مقتضاه لاحقاً عندما تصلها المعلومات الجديدة حول ماهية الاتصال ونتائجه.

تدور بلبلة في اوساط المجلس الاعلى للروم الكاثوليك بعدما حدد البطريرك يوسف العبسي اذار موعدا نهائيا للانتخابات في ظل رغبة عدد كبير من الاعضاء في تأجيل الاستحقاق نحو ستة اشهر اذ ان الظروف المحيطة غير مؤاتية لمعارك انتخابية انطلقت شرارتها بابعاد سياسية.

الجمهورية

تخوّف ديبلوماسيون غربيون من عودة ظهور المنظمات الإرهابية وبفعالية في عدد من دول المنطقة.

ما زالت الإتصالات مستمرة بين مسؤولين ماليين ومؤسسة دولية كبيرة تحضيراً لخطة دعم، بعيداً عن الإعلام والمزايدات.

أكدت جهة رسمية أنها ليست هي من سرّب ملفاً قضائياً جرى تحريكه أخيراً من الخارج.

اللواء

تنتظر زيارة مرجع إلى دولة معنية استكمال الاتصالات مع عاصمة إقليمية، بشأن مجموعة ملفات، من بينها الملف اللبناني..

تهتم الأجهزة الأمنية بمعرفة الجهات لتي بادرت إلى استخدام المولوتوف، وقنابل من أحجام صغيرة في مواجهات الشمال!

فُهم أن فريق العمل الذي أعدّ موازنة الـ2021، والإجراءات القاتلة للقطاع العام فيها، هي جزء ترتيبات المبادرة الفرنسية، التي أخذت طريقها إلى التطبيق، كجزء من حزمة إصلاحات.

الأنباء

حراك دبلوماسي لافت تجاه مرجعيات سياسية ويشمل بعضها بعد انقطاع.

فريق سياسي يأخذ طرحا غير دستوري على محمل الجد رغم مزايدته الدائمة على الاخرين بحماية الدستور.

البناء

قال مصدر أمني إن عودة التفجيرات وهجمات تنظيم داعش الى العراق وسورية رغم وجود أسباب ذاتيّة لها تشكّل رسائل جهات إقليميّة للرئيس الأميركي للضغط عليه لإبقاء قواته في البلدين، ولم يستبعد رغم الأسباب المحلية لأحداث طرابلس أن تكون صندوق بريد لرسائل تظهير القدرة لهذه الجهات نفسها.

اعتبر خبير عسكري إقليمي أن زيارة قائد المنطقة الوسطى في القوات الأميركية لكيان الاحتلال واستباقها بالحديث عن وجود فرص جيّدة مع طهران وملاقاته بتهديدات إسرائيلية لطهران تعبير عن التجاذب الذي سيتّسع بين الحليفين، كلما اقتربت ساعة العودة الأميركية للتفاهم النووي مع إيران.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

ما الأسباب التي تؤجج الاحتجاجات ضد الإغلاق العام في لبنان؟

بيروت/الشرق الأوسط أونلاين/29 كانون الثاني/2021

أعادت تدابير الإغلاق المشدد للجم تفشي وباء «كوفيد- 19» المئات من المتظاهرين إلى الشارع في شمال لبنان؛ حيث وقعت مواجهات عنيفة مع قوات الأمن. فما أسباب هذه النقمة؟ وهل يوشك لبنان على انفجار اجتماعي جديد؟ منذ الاثنين، تشهد مدينة طرابلس التي تعد من أفقر مدن لبنان احتجاجات ليلاً، تخللتها أعمال شغب ومواجهات مع قوات الأمن، أسفرت عن إصابة أكثر من 400 شخص بجروح من الطرفين، ومقتل شاب على الأقل، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. يشهد لبنان منذ عام 2019 أسوأ أزماته الاقتصادية التي أدت إلى خسارة العملة المحلية أكثر من 80 في المائة من قيمتها مقابل الدولار، وفاقمت معدلات التضخم، وتسببت في خسارة عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم. على وقع الانهيار المتمادي، بات أكثر من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر. وارتفع عدد السكان الذين يعانون من فقر مدقع من ثمانية إلى 23 في المائة، وفق الأمم المتحدة.

وانخفض الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 25 في المائة في عام 2020. وقفزت الأسعار بنسبة 144 في المائة، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي. ومنذ خريف عام 2019، فرضت المصارف تدريجياً قيوداً مشددة على الحسابات؛ خصوصاً بالدولار. وبات المودعون غير قادرين على سحب دولاراتهم؛ لكن يمكنهم الحصول عليها بالليرة وفق سعر الصرف الرسمي المثبت على 1507 ليرات أو وفق سعر تفضيلي؛ لكن ضمن سقف، في حين أن سعر الصرف في السوق السوداء يكاد يلامس عتبة التسعة آلاف. ويقول الأكاديمي والباحث الاقتصادي جاد شعبان، إن القيود المصرفية «أدت إلى انخفاض فعلي في قيمة الودائع بأكثر من خمسين في المائة». وأقرت السلطات خطة إنقاذ اقتصادية طموحة في أبريل (نيسان) الماضي، وتقدمت على أساسها بطلب مساعدة من صندوق النقد الدولي. إلا أن الخطة بقيت حبراً على ورق، وعلق صندوق النقد المفاوضات بعد جولات عدة، في انتظار توحيد المفاوضين اللبنانيين تقديراتهم لحجم الخسائر، ووضع إصلاحات ملحة يطالب بها المجتمع الدولي على سكة التنفيذ. وغرقت البلاد بعدها في دائرة من المراوحة السياسية مع ازدياد تفشي وباء «كوفيد- 19» الذي فاقم الأعباء الاقتصادية. ثم وقع انفجار المرفأ المروع في 4 أغسطس (آب)، وتسبب في مقتل أكثر من مائتي شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح، وألحق أضراراً جسيمة بالمرفأ الرئيسي في البلاد وعدد من أحياء العاصمة. استقالت الحكومة بعد أيام من الانفجار. ورغم الانهيار الاقتصادي المتمادي وغضب الشارع وضغوط دولية قادتها فرنسا عبر رئيسها إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت مرتين، محدداً مع القوى السياسية خريطة طريق لإنقاذ البلاد وتنفيذ إصلاحات عاجلة مقابل حصول لبنان على دعم دولي عاجل، لم تبصر الحكومة النور بعد، وسط تجاذبات وانقسامات سياسية كبرى.

في نهاية العام، شهد لبنان؛ حيث يقيم قرابة ستة ملايين شخص، قفزة غير مسبوقة في معدل الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد والوفيات. ودفع ذلك السلطات إلى تشديد إجراءات الإغلاق العام، وفرض حظر تجول على مدار الساعة مع استثناءات قليلة، وقد بدأ تطبيقها منتصف الشهر الحالي وتستمر حتى الثامن من الشهر المقبل. وجاء القرار بعد إغلاق على مراحل شهدته البلاد منذ بدء تفشي الفيروس في فبراير (شباط). وبحسب برنامج الأغذية العالمي، تسبب الإغلاق الأول بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران) في انتقال نحو ثلث اللبنانيين إلى البطالة. وأبدت منظمة «أنقذوا الأطفال» (سايف ذي تشيلدرن) قلقها «العميق» من أن يؤثر الإغلاق الجاري على العائلات والأطفال الذين يعانون من أوضاع اقتصادية هشة، ما لم يتم دعمهم بشكل فوري، في بلد يشكل العمال المياومون قرابة نصف اليد العاملة فيه، بحسب وزارة العمل. ولا يستفيد هؤلاء من أي تقدمات اجتماعية أو صحية. ووافق البنك الدولي الشهر الحالي على تقديم مساعدة طارئة للبنان قدرها 246 مليون دولار على شكل تحويلات مالية وخدمات اجتماعية لنحو 786 ألف لبناني يعيشون تحت خط الفقر. وتم الجمعة توقيع اتفاق القرض بين الطرفين. وتقدم السلطات، وفق وزارة الشؤون الاجتماعية، مساعدات مادية بقيمة 400 ألف ليرة (50 دولاراً) شهرياً لنحو 230 ألف أسرة لبنانية، وهو مبلغ زهيد جداً لا يكفي لتأمين حاجات أساسية، في بلد 25 في المائة فقط من مواطنيه لا يحتاجون إلى مساعدة، بحسب وزارة الشؤون الاجتماعية. ما لم تتكثف الجهود لإخراج لبنان من دوامة المراوحة السياسية، ووضع إصلاحات اقتصادية بنيوية قيد التنفيذ للحصول على دعم دولي عاجل، فإن المستقبل يبدو قاتماً. ويشرح شعبان: «إذا استمر المأزق السياسي واستمرت الاشتباكات والحوادث الأمنية، فيمكن أن يرتفع سعر الصرف في السوق السوداء إلى عشرة آلاف ليرة أو أكثر مقابل الدولار، ما قد يؤدي إلى ارتفاع جديد في الأسعار».

وعلى وقع تضاؤل احتياطي المصرف المركزي بالدولار، تدرس السلطات منذ أشهر رفع الدعم عن استيراد مواد أساسية هي القمح والأدوية والوقود. ويوضح شعبان أن «رفع الدعم الذي كان متوقعاً أساساً في نهاية 2020 ستكون له آثار تضخمية». أما الحصول على دعم دولي فيبقى مرهوناً - وفق شعبان - بتنفيذ الإصلاحات وتشكيل حكومة ذات مصداقية. وتعليقاً على احتجاجات طرابلس، توجه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في تغريدة إلى الطبقة السياسية الخميس قائلاً: «شكلوا حكومة فعالة من دون مزيد من التأخير. لم يعد بإمكان الناس تحمل هذا السقوط الحر إلى الهاوية». في طرابلس، قال أحد الناشطين في المدينة: «الوضع المعيشي مقبل على انفجار شعبي، وما حدث ليلاً ليس إلا مقدمة».

 

دياب يتعهد إحباط مخطط «العابثين» الذين «أحرقوا» طرابلس اللبنانية

بيروت/الشرق الأوسط أونلاين/29 كانون الثاني/2021

ندد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، اليوم (الجمعة)، بأعمال العنف التي اندلعت ليلاً في مدينة طرابلس، حيث اشتبك محتجون غاضبون من إجراءات العزل العام مع قوات الأمن وأضرموا النار في مبنى البلدية. وكانت هذه رابع ليلة على التوالي تشهد عنفاً في واحدة من أفقر المدن اللبنانية بعدما فرضت الحكومة حظر التجول على مدار اليوم في محاولة للحد من انتشار «كوفيد - 19» الذي أودى بحياة أكثر من 2500 في لبنان، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وقال حسان دياب في بيان «المجرمون، الذين أحرقوا بلدية طرابلس، وحاولوا إحراق المحكمة الشرعية، وعاثوا فساداً في المدينة ومؤسساتها الرسمية والتربوية والاقتصادية، إنما عبروا عن حقد أسود دفين على طرابلس وعنفوانها». وتابع قائلاً «التحدي الآن هو في إسقاط أهداف هؤلاء المجرمين، بالقبض عليهم، واحداً واحداً، وإحالتهم إلى القضاء لمحاسبتهم على ما ارتكبوه بحق طرابلس وأبنائها الصامدين». وأتت النيران على المبنى الحكومي بعدما اشتعلت فيه قبيل منتصف ليل الخميس. وكانت الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين ألقوا القنابل الحارقة. كانت جنازة رجل توفي بعد إصابته بعيار ناري مساء الأربعاء أججت المزيد من الاحتجاجات. وقالت قوات الأمن، إنها أطلقت الذخيرة الحية لتفريق مثيري الشغب الذين حاولوا اقتحام المبنى الحكومي. ولم يذكر بيان دياب، اليوم، واقعة القتل. وقد دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق. وقال دياب «التحدي الذي نلزم به أنفسنا، هو بأننا سنحبط مخطط العابثين، من خلال وعد بالعمل سريعاً على إعادة تأهيل مبنى بلدية طرابلس، ليبقى معبراً عن شموخ المدينة وتراثها النقي المتجذر عبر التاريخ». وتزيد إجراءات العزل العام التي بدأت في 11 يناير (كانون الثاني) من معاناة الفقراء الذين يزيد عددهم الآن على نصف السكان في ظل مساعدات حكومية لا تُذكر. ويعيش لبنان في أسوأ أزمة مالية منذ عام 2019 وتحول الغضب إلى احتجاجات على الاقتصاد والفساد في مؤسسات الدولة وسوء الإدارة السياسية. وأثار انهيار الليرة مخاوف من زيادة أعداد الأشخاص الذين يواجهون خطر الجوع، لكن الزعماء اللبنانيين لم يطلقوا بعد خطة إنقاذ أو يسنّوا إصلاحات من شأنها السماح بتدفق المساعدات الخارجية؛ مما أثار انتقادات بما في ذلك من المانحين الأجانب. ويقود دياب حكومة تصريف الأعمال؛ إذ لا يزال الساسة المنقسمون غير قادرين على الاتفاق على حكومة جديدة منذ استقالته في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب)؛ مما ترك لبنان بلا دفة وسط تزايد حدة الفقر.

 

مواقف لبنانية ترفض «الحل الأمني» للأزمة المعيشية

«المستقبل» ينتقد «مخطط أقبية المخابرات»... وميقاتي يحذر من «استغلال حاجات الناس»

بيروت/الشرق الأوسط أونلاين/29 كانون الثاني/2021

ّكان الوضع الأمني في شمال لبنان محور اللقاءات السياسية والأمنية التي عُقِدت، أمس، في موازاة مواقف مستنكرة، وأخرى ترى أن تحركات طرابلس هي نتيجة الأزمة المعيشية الخانقة التي وصل إليها اللبنانيون. وعلّق المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان السابق، يان كوبيتش، على المستجدات في طرابلس، وكتب عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «تزايد مستوى العنف، بخاصة أثناء الاحتجاجات في طرابلس، مع سقوط عدد من الجرحى، الذين أُصيب بعضهم بجروح خطيرة؛ سواء بين المتظاهرين أو القوى الأمنية، هو رسالة أخرى للطبقة السياسية». ودعا السياسيين «إلى تشكيل حكومة فعالة بدون المزيد من التأخير»، معتبراً أنه «لم يعد باستطاعة الناس تحمل هذا السقوط الحر إلى الهاوية». وكان هناك موقف لافت وعالي اللهجة من قبل «تيار المستقبل»، مؤكداً في بيان له أن الحل الأمني للأزمة المعيشية ليس حلاً، وأبناء طرابلس وسكانها لن يجاروا مخططاً دنيئاً يطل برأسه من أقبية المخابرات سيئة الذكر، متهماً أطرافاً في أجهزة أمنية بغض النظر عما يحصل. وقال البيان: «بين الأيادي المشبوهة التي تعمل على إغراق طرابلس بالفوضى وبين الصرخة المحقة التي تعكس واقع المعاناة المعيشية في الأحياء الشعبية، تتصدر عاصمة الشمال المشهد السياسي والأمني والحياتي، وسط معلومات تؤكد وجود أمر مريب يعود بالذاكرة إلى مراحل الفلتان الأمني والاشتباكات المسلحة التي كانت تحصل غب الطلب». وأضاف: «إذا كان كثير من المواقف قد أكد في الساعات الماضية على وجود جهات حزبية وسياسية وفعاليات محلية، اشتغلت على تسلق أوجاع المواطنين، وقامت بتمويل مجموعات، بعضها استقدم من خارج طرابلس والشمال، فإن أداء أطراف في أجهزة أمنية؛ سواء في غض النظر عن ممارسات مخلّة بالأمن والقانون، أو في التخلُّف عن دعم القوى الأمنية في الوقت المناسب، هي وجه من وجوه التقصير الذي يثير الشكوك ويطرح الكثير من علامات الاستفهام حول الأهداف المبيتة لعمليات التخريب التي استهدفت الأملاك الخاصة والعامة في المدينة».

وفيما أكد أن المسؤولية تقتضي مقاربة وضع طرابلس بخطة واضحة ترفع عن كاهل الناس أعباء المعيشة في هذه الظروف الصعبة، سائلاً عن سبب التأخر في توزيع المساعدات التي أُقرت خلال فترة الإقفال العام، وأضاف: «هل هو متعمَّد؟ ولماذا لم يتم توزيع المساعدات قبل انفجار الغضب الشعبي؟»، وشدد على أن «الحل الأمني للأزمة المعيشية ليس حلاً، والذين يراهنون على استدراج طرابلس إلى ساحات الفوضى والفلتان يعلمون جيداً أن الأكثرية الساحقة من أبناء طرابلس وسكانها، لن يجاروا هذا المخطط الدنيء الذي يطل برأسه من أقبية المخابرات سيئة الذكر وأزلامها المعروفين».

وأسف رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي لمقتل الشاب عمر طيبا، ولسقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف المدنيين والعسكريين خلال الأحداث التي شهدتها طرابلس، سائلاً الله أن «يحمي طرابلس ولبنان من كل من يريد استغلال حاجات الناس لتنفيذ مخطط سياسي وأمني».

ولفت إلى أن «ما تشهده طرابلس من احتجاجات هو ترجمة لغضب كبير على إهمال الدولة وسياساتها الخاطئة، وما يستفز الناس أكثر هو اللامبالاة التي تتعاطى بها السلطة مع أوجاع اللبنانيين، لكن في النهاية، المحتجون أهلنا وأبناؤنا والقوى الأمنية والعسكرية هم أشقاؤنا، وبالتالي لا يجوز أن يتحول هذا الغضب المشروع إلى مواجهات بين المواطنين وعناصر القوى الأمنية الذين يتقاسمون المعاناة، لذلك على الجميع أن يتنبه إلى الجهات التي تحاول حرف الاحتجاجات عن مسارها المطلبي لتحقيق مكاسب على حساب الفقراء».

ورأى رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أن «ما جرى هو حال غضب حقيقي جراء انهيار الثقة وكل الانهيارات الاقتصادية والمعيشية والمصرفية والطبية، فاللبناني خسر ما يقارب 80 في المائة من قيمة دخله، وأصبح يتعذر على اللبنانيين القادرين أن يصلوا إلى أموالهم، وبالتالي ازداد عدد الفقراء في لبنان»، وأضاف في المقابل: «إن ما حدث من أعمال عنف وتكسير هو دليل على أن هناك مَن يندس دائماً بين صفوف المتظاهرين، ويؤدي إلى استعمال العنف، وهو أمر لا يخدم مصلحة اللبنانيين ولا يوفر رغيف خبز إضافياً».

كذلك كتب رئيس «حزب الكتائب»، النائب المستقيل سامي الجميّل، على «تويتر»، قائلاً: «أهل طرابلس وعناصر قوى الأمن كما كل لبنان هم ضحية الاستهتار وفقدان الضمير والفراغ في المؤسسات ومحاولات إرساء دولة بوليسية، بدلاً من دولة قانون سيّدة منفتحة مزدهرة وقادرة على تأمين حياة كريمة للبنانيين، في ظل حجر صحي لا مفر منه لمواجهة الوباء». وأصدر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع موقفاً حول ما حصل في طرابلس، قائلاً في بيان له: «مواطن ينتحر يأساً، ومواطن آخر يسقط في طرابلس ضحية أعمال العنف التي اندلعت على هامش التحركات الشعبية في طرابلس وفي مناطق أخرى، رغم قرار الإقفال وخوف الناس من (كورونا). ثلاثة أشهر ونصف على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة ولا بصيص أمل في الأفق لتشكيل أي حكومة، لأنه طالما الأكثرية النيابية الحالية، والتي قوامها (حزب الله) و(التيار الوطني الحر) حاكمة ومتحكمة، فلا أمل يُرجى في أي شيء، والحاضر المباشر، كما الماضي القريب والماضي الأبعد قليلاً، خير دليل على ذلك». في المقابل، ربط مستشار رئيس الجمهورية النائب السابق أمل أبو زيد أحداث طرابلس بعملية تشكيل الحكومة، وقال، عبر حسابه على «تويتر»: «الاحتجاجات الناتجة عن الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة وفوقها قرار الإقفال العام وجائحة (كورونا)، تكون مفهومة عندما يكون منطلقها مطلبياً بحتاً. لكن هذه التحركات تصبح غير مفهومة ومستغربة في توزيعها الجغرافي، ما يؤشر إلى رغبة في استغلال الشارع لتوجيه رسائل سياسية ضاغطة في غير مكانها في الملف الحكومي». وأضاف: «إن ما يرافق هذه التحركات من أعمال شغب ومن دخان أسود ومن تعد على الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والممتلكات العامة والخاصة، يطرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذ كان هناك منتفعون من هذه الاحتجاجات لمصالح سياسية ضيقة من جهة، وإن كانت هناك رغبة دفينة لدى البعض الآخر في زعزعة الاستقرار الأمني ونشر الفوضى التي لا تقود إلا إلى المجهول».

 

الحزب” يعزز علاقاته بالداخل في مواجهة التطبيع

وكالة الانباء المركزية/29 كانون الثاني/2021

كشفت عملية تطبيع العلاقات بين الدول الخليجية واسرائيل عن تحول دولي واقليمي في مسار التعاطي مع ملفات المنطقة لاسيما العالق منها ان كان على المستوى السياسي أو الاقتصادي ، ما ادى الى اعادة خلط للاوراق والاحلاف التي كانت قائمة منذ اتفاقية “سايكس بيكو” التي رسمت الحدود الجغرافية لدول الشرق الاوسط  في العام 1916 وأدت الى تهجير الشعب الفلسطيني وقيام “الكيان الصهيوني” الغاصب للحقوق والثروات والمتعطش دائما الى التعدي على الاملاك والممتلكات كما هو جار في القرى المحاذية للحدود الجنوبية. وأذا كانت الولايات المتحدة الاميركية ومن ورائها اسرائيل، على ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” قد سعت الى حل للنزاع العربي- الاسرائيلي المزمن عبر البوابة الخليجية ودولها الدائمة الخشية من التطلعات الثورية الايرانية وتخوفها من تواجد أذرع لها تعمل على هز الاستقرار فيها، الا أن ما أرتسم في الافق جاء ليشي أن ابعاد هذا المسعى هو اكثر من أمني ليلامس بالفعل تدعيم عملية السلام في المنطقة، وذلك بعد توفير الحلول للدول التي تعاني من النزاعات وعدم الاسقرار بدءا من اليمن والعراق وصولا الى سوريا فلبنان بحيث لا تعود اي ساحة من ساحات الدول المذكورة وخصوصا لبنان ورقة تستعمل للضغط او الاستثمار. وختمت المصادر: “من هنا يسعى حزب الله وبعكس كل ما يشاع الى تعزيز تحالفاته ليس مع العهد ورئيسه والتيار الوطني الحر انما مع سائر المكونات اللبنانية حتى أنه لم يقطع يوما التواصل مع تيار المستقبل ورئيسه المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ويسهل مهمته في الوصول الى تركيبة وزارية وفق المواصفات التي حددتها المبادرة الفرنسية من الاخصائيين وغير الحزبيين .”

 

بري: للتحرك سريعًا لإطفاء الحرائق السياسية وتصفية الحسابات

أي أم ليبانون/29 كانون الثاني/2021

حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من “خطورة ما حصل ويحصل في طرابلس”، قائلاً: “دائماً وابداً القلب موضعه الى جهة الشمال، وطرابلس هي القلب وهي كل جهات الوطن فالمطلوب اليوم قبل الغد ممن بيدهم الحل والربط خاصة المعنيون في حكومة تصريف الأعمال من موقع مسؤولياتهم عن ادارة شؤون البلاد والعباد ، أيضا وايضا المعنيون بتشكيل حكومة انقاذ ومهمة ومن معرقلي تشكيلها في أي موقع كانوا المبادرة والتحرك سريعا لإطفاء الحرائق السياسية والامنية والمعيشية والانمائية والصحية وتصفية الحسابات وصراع الاجندات الخارجية التي بدأت ألسنة نيرانها تندلع على نحو مشبوه ومريب من صورة المشهد الدامي الذي عكسته وتعكسه الاحداث في عاصمة لبنان الثانية طرابلس”. وأضاف، في بيان: “نعم المطلوب فورا ان يقلع الجميع عن استخدام وجع الناس، وجوعهم، وألمهم وقلقهم وخوفهم على المصير في أي استثمار سياسي رخيص، لتحصيل مواقع وزارية او إدارية على حساب مصير الوطن الذي للأسف تحاول بعض العقول الشيطانية واصحاب المصالح المشبوهة في الداخل والخارج ان ترسم يائسة معالم مستقبله من بوابة الشمال الذي كان ابناءه وسيبقون طليعة المدافعين عن وحدته وعن عروبته وسلمه الاهلي وعن صيغة التعايش الفريد فيه”. وتابع: “كما الإمعان في حرمان الشمال وعكار والهرمل وأحياء طرابلس في التبانة والمنكوبين وجبل محسن وابي سمراء و باب الرمل والبحصاص والزاهرية والسويقه وكل احياء المدينة الابية مرفوض ولم يعد جائزا الاستمرار في تجاهل تداعياته التي تستوجب عناية فائقة وتستدعي التحرك العاجل لرفع المعاناة وتأمين العيش الكريم لأبناء هذه المدينة وهذه المناطق. وأردف: “أيضا يجب التوقف مليا أمام الحرائق التي أشعلت ليل الخميس بشكل مدروس وممنهج ومخطط له، للمباني الرسمية والمرافق العامة والمؤسسات البلدية والتربوية والقضائية فهي مدانة ومستنكرة ولا تمت لابناء طرابلس بصلة لا من قريب ولا بعيد”. واعتبر، في الختام، أنه “آن الاوان كي يتحمل الجميع مسؤولية انقاذ الشمال لانقاذ الوطن، فهل نفعل؟ ام نبقى متفرجين على الحرائق تندلع من جهة الشمال حيث قلب الوطن طرابلس… فإذا ما أحترق القلب لن يبقى لبنان”.

 

هل ردّ بشار الأسد في طرابلس على اتهامه بنيترات بيروت؟

أي أم ليبانون/29 كانون الثاني/2021

تضع مصادر طرابلسية متابعة علامات استفهام كبرى على ما جرى ويجري في طرابلس من حوادث أمنية مقلقة تكاد تودي عاصمة الشمال إلى ما لا تُحمد عقباه. وتؤكد هذه المصادر لموقع IMLebanon أن ثمة بصمات معروفة تقف وراء ما يجري على الساحة الطرابلسية، وخصوصاً أن ثمة من سعى إلى إرسال رسائل واضحة من بوابة طرابلس إلى الدولة اللبنانية من خلال الإصرار على استهداف رمزي الدولة فيها، أي السراي الذي يضم مكاتب جميع مسؤولي محافظة الشمال، وبلدية طرابلس، عبر محاولة اقتحام السراي أولاً ومن ثم إحراق مبنة البلدية.وتلفت المصادر إلى أن هذه الحوادث المؤلمة استغلت غضب أبناء طرابلس وجوعهم وعملية الإقفال التي عطّلت أعمال الأكثرية الساحقة من أبناء المدينة ما فجّر سخطهم في ظل عجز الدولة عن تقديم أي بدائل أو مساعدات. ولكن لناحية التوقيت فإن الاعتداء هذه أتت بعد الفضائح الإعلامية التي كشفت تورّط حلقة ضيقة من المقربين من نظام الرئيس السوري بشار الأسد في عملية استيراد باخرة نيترام الأمونيوم إلى بيروت، والتي كانت لافتا بالتوازي معها كلام عالي النبرة للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بعد 5 أشهر على انفجار المرفأ مطالباً بمعرفة الحقيقة، وبالتوازي أيضاً مع الأخبار عن لقاءات سورية- إسرائيلية عُقدت في قاعدة حميميم برعاية روسية وما كُشف فيها عن استعداد سوري للتطبيع مع إسرائيل مقابل بعض الأثمان. وتسأل المصادر: هل يسعى بشار الأسد إلى الرد من بوابة طرابلس عبر استهداف رموز الدولة المركزية فيها للتلويح بأنه سيهدّ لبنان على رؤوس اللبنانيين في حال فضح تورّطه في جريمة النيترات وتفجير المرفأ؟

الثابت بالنبسة إلى المصادر أن المشتبه بقيامهم بحرق البلدية وتحريك بعض المجموعات معروفون، وتاريخهم معروف منذ أيام الاحتلال السوري وأجهزة استخباراته لعاصمة الشمال، وعلى الأجهزة الأمنية كشفهم بالأسماء وسوقهم إلى العدالة وعدم السماح لهم بجرّ لبنان إلى الخراب لحماية النظام السوري وتورطه في جرائم كثيرة أخطرها أخيرا جريمة انفجار مرفأ بيروت من خلال المسؤولية عن استقدام باخرة نيترات الأمونيوم من جورجيا إلى بيروت!

 

ما صحة الخلاف بين عناصر جهاز أمن المطار وفصيلة التفتيشات؟

أي أم ليبانون/29 كانون الثاني/2021

اشارت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامة الى أنه نشر موقعٌ إلكتروني -وتناقلته وسائل مواقع التواصل الاجتماعي- خبر حصول إشكال بين عناصر جهاز أمن المطار من جهة وفصيلة تفتيشات المطار في قوى الأمن الداخلي من جهة أخرى، على خلفية السماح لإحدى السّيّدات بالمرور عبر نقاط التفتيش من دون توقيفها بعدما تبيّن أنها تُهرّب كميّات ضخمة من الأدوية من لبنان إلى أفريقيا، (حوالى 400 علبة دواء، وفقاً لما جاء في الخبر). وأوضحت المديرية العامة  أنّ هذا الخبر غير دقيق، كونه لم يحصل أي خلاف من هذا النوع في مطار رفيق الحريري الدولي بين فصيلة التفتيشات وعناصر جهاز أمن المطار، وإنّ كميّة الأدوية ليست بالكميّة الضخمة كما ذُكِر، وإنما هي كافية للاستعمال الشخصي، لعائلة مؤلّفة من /6/ أشخاص، بينهم طفلان، أفرادها مغتربون في أفريقيا. وأضافت “مع بداية الأزمة التي يمرّ فيها لبنان، كانت قوى الأمن الداخلي السّبّاقة في مكافحة عمليات تهريب الأدوية المدعومة، بهدف الاستفادة منها من قِبل المواطنين اللبنانيين، ولا سيّما من خلال عمل عناصر فصيلة تفتيشات المطار، مع العلم أن هذا النوع من التهريب ليس من اختصاصها”. ولفتت قوى الأمن الى أنّه من المعيب جدّاً تحريف الوقائع والتعامل مع عائلة لبنانية مغتربة بهذا الأسلوب.

 

الاتحاد الأوروبي: التظاهر السلميّ حقّ وعلى قوات الأمن ضبط النفس

أي أم ليبانون/29 كانون الثاني/2021

غرّد سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف عبر حسابه على “تويتر”: “يذكر الاتحاد الأوروبي بحق الناس في التظاهر السلمي. لا يشمل هذا الحق الأساسي العنف والتخريب. ويجب احترام تدابير الصحة العامة. على قوات الأمن أن تمارس ضبط النفس. يجب أن يكون استخدام القوة متناسبا في جميع الأوقات”.

 

أدوية اللبنانيين ودولاراتهم… إلى سوريا در!

أي أم ليبانون/29 كانون الثاني/2021

مع توقف معامل الادوية تدريجيا بسوريا وتراجع الانتاج حتى 75% بسبب تفلت اسعار الصرف وعدم امكانية المركزي السوري على الدعم، بدأت الادوية تفقد بلبنان لتظهر بسوريا والعراق وحتى ليبيا.

 

"مُخَطَّط ظلامي يَستهدفُ طرابلس... ما علاقة حزب الله؟"

القناة 23/29 كانون الثاني/2021

كتب المحامي نبيل الحلبي الذي يرأسُ منتديات لبنان، على صفحته عبر "فيسبوك": "أشعر بأنّ مخططاً ظلاميًا يستهدف طرابلس على غرار مدينة الموصل". وأضاف، "حزب الله وأعوانه السياسيين الذين تواطئوا على ظلم المدينة وأهلها على مدار عقود، وتواطؤ الأجهزة يوم أمس في صناعة الأحداث الدامية، تلتقي مع الذي أشار إليه منذ أسابيع الصديق فراس طلاس". وختم الحلبي، قائلاً: "مطلوب من أهلنا في عاصمة الشمال توخّي أقصى درجات الوعيّ، وتفويت الفرصة على من يحيك لنا في المنطقة الشرور". أشعر بأنّ مخططاً ظلاميًا يستهدف طرابلس على غرار مدينة الموصل. حزب اللا وأعوانه السياسيين الذين تواطئوا على ظلم المدينة... وتشهد مدينة طرابلس أعمال العنف والشغب لليوم الرابع على التوالي، حيث عمد المحتجون إلى رمي المفرقعات بشكل كثيف بإتجاه القوى الأمنية أمام السرايا. وقام أحد المتظاهرين بإلقاء قنبلة يدوية هجومية ثانية على الباحة الخارجية للسرايا، مما أدى إلى سقوط جريح إصابته طفيفة.

كما عمدت العناصر الأمنية إلى اطلاق قنابل المسيلة للدموع وإستخدام خراطيم المياه لإبعاد المحتجين، عن السور والباب الخارجي للسرايا بإتجاه ساحة النور.

 

ممنوع مهاجمة "حزب الله"!

"لبنان /29 كانون الثاني/2021

علم "لبنان 24" من مصادر مطلعة أن هناك قرارا داخل "التيار الوطني الحر" بتجنب القياديين والنواب ومن يمون عليهم التيار مهاجمة "حزب الله" عبر وسائل الاعلام. واشارت المصادر الى أن هذا القرار يهدف الى الحد مما يحصل بين الطرفين بسبب انتقادات واسعة يقوم بها بعض القياديين العونيين ضد الحزب عبر وسائل الاعلام ما يوتر العلاقة بين الطرفين.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

البيت الأبيض: على إيران الالتزام بمتطلبات الاتفاق النووي

مصدر دبلوماسي أوروبي: المبعوث الأميركي الخاص بإيران تحدث مع سياسيين في بريطانيا وفرنسا وألمانيا لتقييم الوضع

دبي – العربية.نت/29 كانون الثاني/2021

أكد البيت الأبيض اليوم الجمعة أن على إيران الالتزام بمتطلبات الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران ومجموعة الـ5+1. يأتي هذا بينما قال مصدر دبلوماسي أوروبي اليوم الجمعة إن المبعوث الأميركي الجديد الخاص بإيران روبرت مالي تحدث مع مسؤولين بارزين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا يوم الخميس، لمعرفة تقييم الأطراف الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015 للوضع الحالي. وأضاف المصدر، مشيرا إلى حوار مالي مع السياسيين البريطانيين والفرنسيين والألمان: "الأمر يتعلق بمحاولة الإلمام بالملف وتقييم ما نفكر فيه".

وقد اختارت الإدارة الأميركية الجديدة، برئاسة جو بايدن، روبرت مالي، أحد مهندسي الاتفاق النووي الإيراني، ليكون مبعوثها الخاص لإيران. وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الجمعة أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن "يبني فريقاً مكرساً" للملف الإيراني، "يقوده مبعوثنا الخاص لإيران روب مالي".وأضاف أن مالي "يضفي إلى هذا المنصب نجاحاته السابقة في المفاوضات حول القيود على البرنامج النووي الإيراني"، مؤكداً أن "وزير الخارجية لديه الثقة بأنه وإلى جانب فريقه، سيتمكن مالي من التوصل إلى هذه النتيجة مرةً أخرى". وكان مالي، صديق بلينكن من الطفولة، يرأس "مجموعة الأزمات الدولية" وهي منظمة مستقلة في مجال العمل على تفادي النزاعات في العالم. وقبل ذلك، عمل مالي كمسشتار في البيت الأبيض وكان أحد المفاوضين الرئيسيين في الاتفاق الهادف إلى منع إيران من تطوير قنبلة نووية وأبرِم في عهد باراك أوباما. لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي كانت كل من روسيا وألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة أطرافاً فيه أيضاً. واعتبره ترمب غير كاف لردع أنشطة إيران "المزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط. وأكد بلينكن هذا الأسبوع نية الرئيس بايدن العودة إلى الاتفاق النووي، بشرط أن تجدد إيران الالتزام بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق والتي بدأت بالتخلي عنها رداً على عقوبات إدارة ترمب. وتريد إيران في المقابل أن تقوم واشنطن بالخطوة الأولى عبر رفع العقوبات. وحتى قبل تسميته رسمياً، أثار اسم روبرت مالي غضب أوساط "الصقور" من اليمين المحافظ المناهض لإيران. وكتب السناتور الجمهور توم كوتون في 21 يناير في تغريدة "من المثير جداً للاستياء أن يفكر الرئيس بايدن باسم روب مالي لقيادة السياسة الإيرانية". وحذر السناتور من أن "مالي معروف بتعاطفه مع النظام الإيراني وعدائيته تجاه إسرائيل"، معتبراً أن المسؤولين في إيران "لن يصدقوا مدى حسن حظهم إذا ما عيّن" مالي.

 

مستشار الأمن القومي: تعامل بايدن مع "نووي إيراني" أولوية قصوى

جيك سوليفان: إيران تقترب خطوة فخطوة من الحصول على مواد انشطارية تكفي لإنتاج سلاح نووي

واشنطن – رويترز/29 كانون الثاني/2021

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم الجمعة إن من الأولويات القصوى والمبكرة لإدارة جو بايدن التعامل مع الأزمة المتصاعدة مع إيران، مع اقترابها من الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لامتلاك سلاح نووي. وقال سوليفان لبرنامج على شبكة الإنترنت يرعاه "المعهد الأميركي للسلام": "من وجهة نظرنا، إحدى الأولويات المبكرة الهامة يجب أن تكون التعامل مع ما تعتبر أزمة نووية متصاعدة، مع اقتراب (إيران) خطوة فخطوة من الحصول على مواد انشطارية تكفي لإنتاج سلاح (نووي)". وقد أكد البيت الأبيض اليوم الجمعة أن على إيران الالتزام بمتطلبات الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران ومجموعة الـ5+1. يأتي هذا بينما قال مصدر دبلوماسي أوروبي اليوم الجمعة إن المبعوث الأميركي الجديد الخاص بإيران روبرت مالي تحدث مع مسؤولين بارزين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا يوم الخميس، لمعرفة تقييم الأطراف الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015 للوضع الحالي. وأضاف المصدر، مشيرا إلى حوار مالي مع السياسيين البريطانيين والفرنسيين والألمان: "الأمر يتعلق بمحاولة الإلمام بالملف وتقييم ما نفكر فيه". وقد اختارت الإدارة الأميركية الجديدة، برئاسة جو بايدن، روبرت مالي، أحد مهندسي الاتفاق النووي الإيراني، ليكون مبعوثها الخاص لإيران. وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الجمعة أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن "يبني فريقاً مكرساً" للملف الإيراني، "يقوده مبعوثنا الخاص لإيران روب مالي". يأتي هذا بينما قال التلفزيون الإيراني، إن إنتاج البلاد من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% تجاوز 17 كيلوغراما من اليورانيوم في غضون شهر، ما يقرب برنامجها النووي من مستويات التخصيب المستخدمة في صنع الأسلحة، في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة. وقال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، خلال زيارة لمنشأة فوردو النووية، في خطاب بثه التلفزيون، إن العلماء الإيرانيين تمكنوا خلال أقل من شهر من الحصول على 17 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. ولإنتاج قنبلة نووية ينبغي الحصول على ما يقرب من 250 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لتحويله إلى 25 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة

 

إيران: دوي صفارات الإنذار في طهران كان بسبب خلل فني

بعض المواقع الإخبارية الإيرانية تتحدث عن احتمال سقوط طائرة فوق مطار الخميني الدولي

العربية.نت - صالح حميد/29 كانون الثاني/2021

أكد حميد رضا غودرزي المساعد الأمني لمحافظ طهران أن دوي صفارات الإنذار في بعض المناطق غربي العاصمة، كان بسبب خلل في أنظمة الإنذار الواقعة في حي شهرك ازمايش. وقال عودرزي: "صوت صافرات الإنذار انقطع بعد عدة دقائق" مضيفاً : "لا توجد أي مشكلة أمنية، وندعو السكان إلى عدم القلق". وتابع: "ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن سقوط طائرة في منطقة غربي طهران غير صحيح". وكانت وسائل إعلام إيرانية مساء الجمعة إطلاق صافرات الإنذار لسبب غامض غربي العاصمة طهران فيما تحدثت بعض المواقع عن احتمال سقوط طائرة فوق مطار الخميني الدولي. وأفادت مواقع لرصد الطيران أن الطائرة التركية خرجت من المجال الجوي الإيراني وهبطت في مطار باكو في أذربيجان. بدورها نقلت وكالة الطلبة الايرانية "ايسنا" عن المعاون الأمني لمحافظة طهران حميد رضا غودرزي قوله أن " الصفارات انطلقت غرب طهران بسبب خطأ فني في احدى المنظومات". ويذكّر الخطأ المذكور بالمنظومة الايرانية بما حدث أثناء اسقاط الطائرة الاوكرانية في يناير 2020 بصاروخين للحرس الثوريومقتل جميع ركابها، حيث بررت ايران ذلك ب"حدوث خطأ بشري" من قبل مسؤولي بطاريات الصواريخ. ونشرت صحيفة ”همشهري“ الإيرانية مقطع فيديو عبر ”تويتر“ وقالت: سماع صوت صافرة إنذار ممتد غربي طهران، بينما لا يزال سبب الإنذار مجهولا. وتداول مواطنون إيرانيون مقاطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي توثق دوي صافرات الإنذار، معربين عن تخوفهم من وقوع حادث أمني جوي محتمل بالعاصمة وفق تعليقاتهم حيث أشار بعضهم إلى صافرات الإنذار تدوّي في العاصمة الإيرانية طهران للمرة الأولى منذ 32 عامًا دون تحديد الأسباب. وتحدثت أنباء غير رسمية عبر ”تويتر“ عن تغيير طائرة ركاب تركية مسارها فوق أجواء طهران، وسط حديث عن تعطيل مطار العاصمة الإيرانية. وتداول ناشطون أنباء عن قطع الكهرباء في منطقة غرب طهران التي تضم مطار الخميني الدولي وهو المطار الرئيسي للعاصمة طهران ما أدى إلى وقف الرحلات الجوية.

 

السعودية: سنتحاور مع أميركا وأوروبا بشأن أنشطة إيران

وزير الخارجية السعودي: تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية تؤكد تطلعهم لتحقيق الأمن في المنطقة

العربية.نت/29 كانون الثاني/2021

شدد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، على أن أمن المنطقة يحتل اهتمامات الدول الأوروبية وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأن تصريحات مسؤولي الإدارة الأمريكية تبين أنهم يتطلعون لتحقيق الأمن والاستقرار ويضعون ذلك بعين الاعتبار، مضيفاً «سنتحاور معهم حول التحديات التي تواجهنا ومنها أنشطة إيران المزعزعة للأمن والاستقرار وبرنامجها النووي، ونحن على ثقة بأننا سنتغلب على هذه التحديات بالعمل معاً». وقال خلال مشاركته في جلسة منتدى دافوس الاقتصادي المنعقدة افتراضياً بعنوان «إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية»:«نتطلع لأن يتحول الاهتمام في هذه المنطقة من العالم من التركيز على مهددات الأمن والصراعات العسكرية إلى التركيز على إسهاماتنا في تحقيق الازدهار والرخاء والنماء للعالم، فهذه الأمور يجب أن يتم التركيز عليها، وسنعمل مع شركائنا لتحقيق ذلك» وأكد الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في محور التطورات الإيجابية التي شهدتها المنطقة بتوقيع اتفاق بيان العُلا، أن المملكة تدرك جيداً بأن تحقيق التعاون الدولي لا يتم بمعزل عن تحقيق التعاون الإقليمي، ولهذا تنبع أهمية الوصول لتوقيع اتفاق بيان العُلا الذي جاء لتوحيد الصف في مواجهة التحديات، لتحقيق الأمن والاستقرار. وشدد على أن جميع التحديات التي نواجهها في عالمنا اليوم تتطلب التكاتف والعمل سوية للتغلب عليها، وقال:«رأينا عام 2020م أنه لولا عملنا سوية فإننا لن نتمكن من مواجهة التحديات العالمية معاً». واستذكر ترؤس المملكة لمجموعة العشرين العام الماضي، وجهودها في تنسيق الاستجابة العالمية لمواجهة فايروس كورونا المستجد، مشدداً على أهمية التعاون للحد من خطر الوباء. وأشار وزير الخارجية إلى أهمية التعاون لمواجهة التحديات الأخرى التي يشهدها العالم ومنها تغير المناخ، مؤكداً أن المملكة ستستمر في العمل مع شركائها الدوليين لتحقيق التعاون الإقليمي والعالمي، ومواجهة التحديات التي تتطلب القيادة والمسؤولية، لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للشعوب حول العالم.

 

وثائق تكشف جهار "النهضة" السري بتونس.. دولة داخل الدولة/جهاز استخباراتي مؤلف من 21 ألف عنصر أدمجوا في الإدارة.. وأجهزة تنصت تفوق قدرات الجيش والأمن

تونس – قناة العربية/29 كانون الثاني/2021

كشفت تقارير إعلامية في تونس عن معطيات خطيرة تتعلق بكيفية عمل الجهاز السري لحركة النهضة في البلاد ومدى تغلغله داخل أجهزة الدولة، وذلك استناداً إلى وثائق تم الإفراج عنها مؤخراً. وأفادت المجلة الأسبوعية "الأنوار" الصادرة اليوم الجمعة بأن الوثائق التي اعتمدتها في تقريرها خرجت إلى الضوء عندما أفرجت وزارة الداخلية التونسية منذ نحو عامين عن فحوى تحقيقها ما يسمى بـ"الغرفة السوداء" التي تمثل خلاصة أعمال أمنية وتحتوي على مئات القرائن المادية التي تظهر مدى تغلغل التنظيم السري للنهضة في الميدان وفي دفة الحكم معاً بتونس، إلى جانب الترابط العضوي بين هذا الجهاز والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين. ويستفيد الجهاز السري وفق المصدر ذاته، من جهاز استخباراتي داخل الدولة يتألف من 21 ألف عنصر أدمجوا في الإدارة التونسية بمقتضى قانون العفو التشريعي العام وأخذوا موقعا في مصالح حساسة على غرار "مصلحة إدماج المعطيات للمركز الوطني للإعلامية" التي تُعد في قلب منظومة الانتخابات في تونس، إلى جانب مكاتب الضبط المركزي لسائر الوزارات والمؤسسات العمومية. وقال المصدر ذاته إن وزارة التجارة اضطرت في صيف 2018 إلى تغيير طاقم مكتب الضبط المركزي عندما اكتشفت أن بريد الوزارة يوجه آليا إلى مقر النهضة بـ"مونبليزير" بالعاصمة، قبل أن يطلع عليه الوزير وكاتب الدولة.

كما أوردت أنه تم حجز مراسلات مكثفة بين حركة النهضة في تونس وتنظيم الإخوان المسلمين في مصر تؤكد ضرورة إبعاد كل ما من شأنه أن يعيق انتشار هذه الحركة في تونس. يذكر أن حركة النهضة استقبلت في يونيو 2012 وفداً عن إخوان مصر نظم ورشات تدريب في تقنيات الرصد والتنصت. وقد ادعت النهضة آنذاك أن الوفد المذكور يمثل حماس الفلسطينية. وفي السياق ذاته، قال التقرير إن لطفي بن جدو وزير الداخلية الأسبق قد اعترف أن النهضة تمتلك أجهزة تنصت تفوق قدرات الجيش والأمن في تونس، وهي تجهيزات في شكل حقائب قادرة على التقاط 4000 مكالمة في نفس الوقت وعادةً ما تنتقل على متن سيارات مغلقة. وأضاف التقرير أن المدعو مصطفى خذر، الذي يعتبر "القرص الصلب" للتنظيم السري، قد ضُبطت لديه وثائق تتضمن "قوائم تفصيلية لآلاف المنحرفين" في إقليم تونس الكبرى تتضمن هوياتهم وأرقام هواتفهم "وهو ما يبين حصول عمليات تجنيد واسعة للمنحرفين لفائدة التنظيم"، حسب المجلة.

وتثبت الوثائق المحجوزة في السياق ذاته، أن مصطفى خذر، الذي وجه له القضاء رسمياً تهمة القتل العمد لمحمد البراهمي، كان المسؤول عن البريد الخاص لوزير الداخلية الأسبق علي العريض الذي قام بالتغطية على هروب زعيم "أنصار الشريعة" أبو عياض، كما طمس مراسلة وجهتها وكالة الاستخبارات الأميركية يوم 13 يوليو 2013 إلى وزارة الداخلية وتكشف عن مخطط اغتيال البراهمي (12 يوماً قبل واقعة الاغتيال). كما أفاد التقرير، استناداً إلى الوثائق المضبوطة، بضلوع نحو 17 من قيادات النهضة في عملية اغتيال البراهمي وبتورطهم في التنظيم السري الذي يعتمد على قاعدة مالية ضخمة تتغذى أساساً من "الجباية" المفروضة على الأنشطة الاقتصادية الموازية استناداً إلى قاعدة "الحماية السياسية مقابل الدفع" وكذلك التبرعات الخارجية وعائدات الاستثمارات الضخمة التي يديرها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في عدة أنحاء من العالم. أما بخصوص نفقات التنظيم، فأكد التقرير الإعلامي أنها لا تختلف كثيراً عن إدارة ميزانية الدولة، حيث أن أغلب العائدات توجّه للإعلام والاستعلام والمنظومة الأمنية التي كانت موضوع عدة تسريبات، منها تلويح القيادي في النهضة عبد الكريم الهاروني مؤخراً بإخراج الأمن الموازي تحت شعار "مساعدة وزارة الداخلية على كبح أعمال العنف والنهب" التي رافقت الحركات الاحتجاجية الأخيرة.

أما على الأرض، فيكتسب التنظيم السري هيكلة عنقودية لا تختلف عن تنظيم المافيا من خلال فرض أتاوات شهرية على التجارة الصغرى تبلغ 2000 دينار. ويدير "جيوش من المخبرين تتألف من المنحرفين وصغار التجار الذين تلقوا مساعدات مالية"، وفق المصدر ذاته.

وخلص التقرير إلى أن التنظيم السري لحركة النهضة في تونس هو "دولة داخل الدولة"

 

إيران: طلب واشنطن بالتراجع عن خطواتنا النووية لن يحصل

رويترز/29 كانون الثاني/2021

أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن “طهران لن تقبل مطالبة الولايات المتحدة بالعدول عن تسريع برنامجها النووي قبل أن ترفع واشنطن العقوبات”. وقال، في مؤتمر صحافي في إسطنبول: “إن هذا الطلب غير عملي ولن يحدث”.

 

الكاظمي يعلن مقتل زعيم «داعش العراق» غداة غارات مشتركة مع التحالف الدولي قضت على 10 من التنظيم

بغداد/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2021

أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أمس، مقتل أبو ياسر العيساوي الذي وصفه بأنه «زعيم تنظيم داعش في العراق»، بعد أسبوع من الهجوم الدامي الذي شهدته بغداد وتبناه التنظيم. وقال الكاظمي عبر حسابه على «تويتر»: «توعدنا عصابات (داعش) الإرهابية برد مزلزل، وجاء الرد من أبطالنا بالقضاء على زعيم عصبة الشر، أو من يطلق على نفسه (نائب الخليفة ووالي العراق) في التنظيم، أبو ياسر العيساوي، في عملية استخبارية نوعية». ويعتبر خبراء أن العيساوي قيادي كبير في التنظيم الذي سيطر في أعوام سابقة على نحو ثلث أراضي العراق وأجزاء واسعة من سوريا قبل أن يتراجع نفوذه وينحصر في خلايا تنشط في مناطق صحراوية وجبلية. وتأتي العملية بعد أسبوع من التفجير الانتحاري المزدوج في ساحة الطيران ببغداد الذي أسفر عن مقتل 32 شخصاً من العمال والمتسوقين وتبناه التنظيم المتطرف. وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مصادر أمنية، أول من أمس، أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمكافحة تنظيم «داعش» شن «خمس ضربات جوية، أدت إلى مقتل 10 (من عناصر التنظيم) على الأقل في وادي الشاي جنوب مدينة كركوك». وأكد مصدر أمني عراقي كبير أن العيساوي «من بين القتلى». وأوضح أن العملية نفذت بناء على معلومات لجهاز المخابرات العراقي وتنسيق العمليات المشتركة العراقية. وكشفت مصادر استخباراتية أن القيادي في التنظيم، واسمه الكامل جبار سلمان صالح علي العيساوي، يتحدر من بلدة الكرمة التابعة لقضاء الفلوجة في محافظة الأنبار وشغل منصب «والي شمال بغداد» و«ولاية البركة» في سوريا بمنصب «أمير جيش عمر». ومنذ الهجوم المزدوج الدامي في بغداد، صارت السلطات العراقية تحت ضغوط شعبية تطالب بمطاردة عناصر التنظيم وتنفيذ أحكام الإعدام على آلاف السجناء.

 

عقبة قانونية تواجه تعهد بايدن بإعادة فتح مكتب منظمة التحرير

واشنطن/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2021

قال مسؤولون ومستشارون للفلسطينيين إن خطة الرئيس الأميركي جو بايدن للعمل على إعادة فتح البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن قد تصطدم بقانون يعرض المسؤولين الفلسطينيين للملاحقة في قضايا مكافحة الإرهاب، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء. وتأمل إدارة بايدن في إصلاح العلاقات مع الفلسطينيين، بعد تدهور حاد في أثناء حكم الرئيس السابق دونالد ترمب الذي أغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن في 2018، وأوقف مساعدات بملايين الدولارات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. لكن بموجب تعديل قانون مكافحة الإرهاب الذي وافق عليه الكونغرس، ووقعه ترمب في 2019، يتعين على الفلسطينيين سداد عقوبات مالية قدرها 655.5 مليون دولار، إذا فتحوا مكتباً في الولايات المتحدة. وهناك تساؤلات أيضاً بشأن كيف سيفي بايدن بتعهده باستئناف المساعدات الاقتصادية للفلسطينيين. وعلق قانون تايلور فورس الذي صدق عليه الكونغرس في 2018 بعض المساعدات حتى ينهي الفلسطينيون مدفوعات لسجناء اتهمتهم إسرائيل بـ«ارتكاب جرائم عنف»، فضلاً عن شروط أخرى. وقال ريتشارد ميلز، القائم بأعمال المبعوث الأميركي لدى الأمم المتحدة في مجلس الأمن، يوم الثلاثاء، إن واشنطن «تعتزم اتخاذ خطوات لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية التي أغلقتها الإدارة الأميركية السابقة»، دون ذكر إطار زمني لذلك. وتلقي العقبات القانونية الضوء على حجم التحديات التي قد تواجهها إدارة بايدن لاستعادة العلاقات مع الفلسطينيين، وإلغاء قرارات ترمب الذي خالف سياسة أميركية طويلة الأمد في الشرق الأوسط، واتخذ سلسلة من الخطوات الداعمة لإسرائيل، تشمل إنهاء معارضة الولايات المتحدة للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

ويقول الفلسطينيون إن أفعال ترمب نالت من مصداقية الولايات المتحدة، بصفتها وسيطاً رئيسياً في صراعهم مع إسرائيل، وتقوض أي فرصة لإبرام اتفاق سلام يشمل إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي تحتلها إسرائيل. ورحب الزعماء الفلسطينيون بتعهدات بايدن بالتقارب، لكن رغم أنه يستطيع العدول عن بعض الإجراءات من خلال أوامر تنفيذية، فإن بعضاً آخر يشمل قوانين وافق عليها الكونغرس، ولهذا لا يسهل تغييرها. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: «ستلتزم إدارة بايدن - هاريس تماماً بالقانون الأميركي، بما في ذلك قانون تايلور فورس، فيما يتعلق بمنح المساعدات». لكن المسؤول لم يعلق بشأن ما إن كانت إدارة بايدن ستنظر في تعديل قانون مكافحة الإرهاب سعياً لإعادة بناء العلاقات مع الفلسطينيين. وقال مستشار قانوني أميركي للفلسطينيين إن هناك محادثات بين الإدارة والكونغرس من أجل «إصلاح» تعديل القانون، بما يتيح إعادة فتح بعثة منظمة التحرير الفلسطينية، مضيفاً أن الفلسطينيين «لا يملكون المال» لدفع تكلفة الدعاوى المالية ضدهم. وقال مستشار لبايدن لـ«رويترز»، قبيل انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إن بايدن سيسعى لإعادة فتح بعثة منظمة التحرير في واشنطن، لكنه أضاف: «هناك قانون يمكن أن يجعل ذلك أكثر صعوبة». وبموجب تعديل قانون مكافحة الإرهاب، يتعين على الفلسطينيين دفع عقوبة مالية ضخمة أقرتها لجنة محلفين أميركية إذا فتحوا أو أبقوا على أي منشأة في الولايات المتحدة، أو زاولوا أنشطة نيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية، أو خصصوا أي مدفوعات لفلسطينيين مسجونين لاتهامهم بارتكاب جرائم عنف ضد الأميركيين، وغيرها من الشروط.

وجاء هذا الحكم بعد دعاوى قضائية من 11 عائلة أميركية سعت لتحميل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير مسؤولية عمليات إطلاق نار وتفجيرات بين 2002 و2004 في القدس، أسفرت عن مقتل 33 شخصاً، منهم عدة أميركيين. وندد الزعماء الفلسطينيون بالهجمات، واتهموا أفرادا مارقين بالمسؤولية عنها، لكن المحكمة الأميركية العليا رفضت في 2018 النظر في أمر سداد هذه المطالبات، وأيدت ما خلصت له محكمة أدنى، بعدم وجود ولاية قضائية للمحاسبة على الهجمات التي تقع خارج الأراضي الأميركية.

 

عودة الاشتباكات إلى طرابلس بين ميليشيات تابعة لـ«الوفاق»/إعادة فتح مدخل مصراتة بعد 5 أيام من الإغلاق

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2021

اندلعت في الساعة الأولى من صباح أمس اشتباكات بين ميلشيات مسلحة تابعة لحكومة «الوفاق»، التي يرأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس. وقال شهود عيان أمس إن اشتباكات بأسلحة ثقيلة ومتوسطة اندلعت قرب قاعة الشعب، كما سمع دوي إطلاق نار قرب حي الأندلس وسط المدينة. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة أو أجهزتها الأمنية، لكن مصادر قالت لوسائل إعلام محلية إن الاشتباكات نتيجة صراع بين «أجهزة أمنية» تابعة للحكومة على أحقية التمركز، من بينها قوة «الأمن العام» بقيادة عماد الطرابلسي، وقوة «الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة. من جهة أخرى، وعقب اجتماع عقدته مع السراج، أعادت قوات تابعة للحكومة فتح بوابتي «الكراريم والدافنية»، المدخلين الشرقي والغربي لمدينة مصراتة، وأزالت السواتر الترابية من الطريق، بعد إغلاق دام خمسة أيام. وبحسب مصادر ليبية فقد تعهد السراج بصرف كل المستحقات للقوة، وحل معاناة الجرحى خلال أسبوع واحد، خلال الاجتماع الذي عقده مساء أول من أمس بقيادات عسكرية، وممثلين عن مجالس الأعيان ورجال الأعمال وبلدية مصراتة. ولم يكشف السراج عن تفاصيل الاجتماع، فيما تجاهله مكتبه الإعلامي. لكن غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة، التابعة لقوات الحكومة المعترف بها دوليا، قالت في المقابل إن السراج ناقش خلال ما وصفته بـ«اجتماع هام» بالعاصمة طرابلس، مع آمرها العميد إبراهيم بيت المال، وأعضاء المجلس البلدي مصراتة، وأعيان وحكماء المدينة، متطلبات منتسبي الغرفة، والوقوف على احتياجاتهم الضرورية، من مكافآت مالية ودعم لوجيستي متكامل؛ مشيرة إلى أن السراج «وعد بتلبية كل هذه المطالبات». في غضون ذلك، حثت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على توحيد السلطات الانتخابية البلدية في ليبيا، وشددت في بيان لها مساء أول من أمس «على أهمية إجراء الانتخابات البلدية، مع توحيد الهيئات الانتخابية المسؤولة عن إجراء انتخابات المجالس البلدية في ليبيا»، في ظل ما وصفته باستمرار التقدم، الذي تشهده العملية السياسية من خلال «ملتقى الحوار السياسي»، لتأمين الظروف اللازمة لإجراء الانتخابات المقبلة. كما دعت البعثة «جميع الأطراف المعنية والمؤسسات والجهات الفاعلة، المشاركة في الانتخابات البلدية، بما في ذلك مجلس النواب، لدعم وتسهيل التعاون بين الكيانين الانتخابيين في طرابلس وبنغازي، كخطوة أساسية نحو توحيد المؤسسات الليبية».

واستؤنفت مطلع الشهر الماضي الدورة الثانية لانتخابات المجالس البلدية في ليبيا، حيث يتوقع استكمال انتخاب البلديات، البالغ إجمالي عددها أكثر من 100 بلدية، خلال العام الجاري، علما بأن الانقسام السياسي، الذي تعانى منه البلاد، أسفر عن تشكيل لجنة عليا مركزية للانتخابات موازية في المنطقة الشرقية، لكن اللجنة الرئيسية التي يوجد مقرها في طرابلس لا تعترف بها. في شأن آخر، أعلنت الجزائر في ختام زيارة وزير خارجيتها صبري بوقادوم إلى العاصمة طرابلس، مساء أول من أمس، إعادة فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس خلال أيام، وذلك بعد سبع سنوات من الإغلاق، وإجلاء طاقمها إثر تهديدات أمنية. وقال بيان لوزارة الخارجية إن بوقادوم تفقد مقر السفارة، تحسبا لاستئناف نشاطها الدبلوماسي في الأيام المقبلة. في سياق مختلف، أشاد سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، خوسيه أنطونيو، خلال اجتماعه أمس في طرابلس مع مصطفى صنع الله، رئيس مؤسسة النفط، الموالية لحكومة «الوفاق»، بما وصفه «الموقف الوطني» الذي اتخذه الأخير، وحرصه على أن تبقى إيرادات النفط في حسابات المؤسسة إلى أن يتم التوصل لتسوية شاملة وواضحة، مؤكداً سير العملية السياسية بشكل جيد، واستمرار الاتحاد الأوروبي في دعمه للمؤسسة، كونها العمود الفقري للاقتصاد في ليبيا. وأكد صنع الله على أن المؤسسة الوطنية هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن إدارة قطاع النفط بالدولة الليبية، وهو المصدر الوحيد للدخل في البلاد، مبرزاً أنه قد تم الاحتفاظ بالأموال في حسابات المؤسسة لدى المصرف الليبي الخارجي، «بهدف ضمان استخدامها في بناء ليبيا، وخدمة لشعبها، وعدم ذهابها إلى اللصوص».

 

واشنطن تطالب روسيا وتركيا بـ«الانسحاب فوراً» من ليبيا

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2021

طالبت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كلاً من روسيا وتركيا بـ«الشروع فوراً» في سحب قواتهما من ليبيا، بما في ذلك «المرتزقة» الأجانب والوكلاء العسكريون، الذين جندتهم ومولتهم ونشرتهم في هذا البلد العربي. وجاءت هذه التصريحات الأميركية خلال جلسة عقدها مجلس الأمن، استمع خلالها لإحاطة عبر الفيديو من الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا، ستيفاني ويليامز، قالت فيها إن «ليبيا تواجه نقطة تحول حاسمة»، وطالبت مجلس الأمن باتخاذ «موقف لحل كل المؤسسات التنفيذية الموازية في البلاد». مبرزة أن «اتفاق وقف النار لا يزال قائماً»، وفقاً لما توصلت إليه اللجنة العسكرية المشتركة بين قوات حكومة الوفاق، و«الجيش الوطني». وأوضحت ويليامز أنها ستتوجه إلى جنيف لعقد جولة جديدة من المحادثات بين الأطراف الليبية، متوقعة «نتائج كبيرة ولكن المسؤولية تقع على عاتق الجميع». من جهته، قال المندوب الأميركي الدائم بالإنابة، ريتشارد ميلز، في كلمة تعكس توجهاً جديداً لإدارة الرئيس جو بايدن حيال هذا الملف، إن «أمامنا طريق قابل للتطبيق نحو حكومة موحدة، وانتخابات وطنية، وإنهاء الصراع»، مضيفاً أنه «يتعين على الأطراف الليبية نفسها الآن اغتنام الفرصة لاختيار سلطة تنفيذية وطنية مؤقتة، تتجاوز الوضع الراهن، وتستجيب لنداء الشعب الليبي لحكم شفاف وفعال». وشدد ميلز على أنه «يجب على كل الأطراف الخارجية المشاركة في هذا الصراع (...) وقف تدخلها العسكري، والانسحاب من ليبيا على الفور»، مشيراً إلى مطالبة الشعب الليبي نفسه في إعلان 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بوقف إطلاق النار. ورأى أنه «يجب أن يظل مجلس الأمن والمجتمع الدولي منخرطين لضمان تمكن الليبيين من المضي بسلام، ودون عوائق، في طريقهم نحو الانتخابات الوطنية في ديسمبر (كانون الأول)، حتى يتمكنوا من استعادة السيطرة السيادية على بلدهم بأسره». داعيا «تركيا وروسيا إلى الشروع على الفور في سحب قواتهما من البلاد، وإزالة المرتزقة الأجانب والوكلاء العسكريين، الذين جندتهم ومولتهم، وعملت على نشرهم ودعمهم في ليبيا». في سياق ذلك، لفت ميلز إلى «ثقافة الإفلات من العقاب التي أطالت أمد الصراع في ليبيا»، مشيرا إلى «اكتشاف مواقع المقابر الجماعية في المناطق، التي أخلاها الجيش الوطني الليبي»، مما أثار «مخاوف بشأن مدى انتهاكات حقوق الإنسان، وانتهاكات القانون الإنساني الدولي في جميع أنحاء ليبيا خلال الحرب الأهلية». وقال بهذا الخصوص إن بعثة تقصي الحقائق الدولية إلى ليبيا تحتاج إلى «وصول آمن ودون عوائق إلى كل الأراضي الليبية، حتى يتمكن أعضاؤها من زيارة المواقع، والتحدث بحرية وسرية مع أي شخص في ليبيا».

 

حكومة» المعارضة في إدلب تقرر إغلاق محلات بيع السلاح بعد سقوط قتلى بانفجارات وشكاوى من مدنيين

إدلب: فراس كرم/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2021

أصدرت وزارة الداخلية التابعة لـ«حكومة الإنقاذ» المعارضة، العاملة في محافظة إدلب ومناطق أخرى شمال غربي سوريا قراراً يقضي بإغلاق كافة محال بيع الأسلحة والذخائر، «نظراً لارتفاع عدد الحوادث الناجمة عن استخدام الأسلحة في المحال وتجريبها وانفجار القنابل أثناء عمليات البيع والشراء والتي تسببت بمقتل عدد من المدنيين وجرح آخرين ما باتت تشكل خطراً مباشراً على المدنيين ضمن المناطق المأهولة بالسكان والازدحام السكاني». وقال أحمد لطوف، «وزير الداخلية» في «حكومة الإنقاذ»: «أصدرنا قرار إغلاق جميع محلات بيع وشراء الأسلحة، بالقرار رقم 5 في وزارة الداخلية، وذلك بسبب حوادث الانفجارات التي تكررت في محلات بيع السلاح؛ ما أدى إلى إزهاق أرواح ضمن المناطق المحررة، وترويع الناس، فهذه المحلات أغلبها ضمن التجمعات السكنية، وفي الأسواق العامة، لذا كان لازمًا علينا حفظ سلامة أهلنا في المحرر، من مثل هذه الحالات، حيث أعطينا مهلة حتى منتصف الشهر المقبل، لأصحاب المحلات لتفريغها من محتوياتها بشكل كامل». وتابع أن «الوزارة» طلبت «من أصحاب محلات السلاح مراجعة إدارة الأمن الجنائي التابعة لوزارة الداخلية، للاطلاع على التعليمات الجديدة، ونحن بصدد دراسة شاملة لهذه المحلات كي نضمن سلامة وأمن المحرر»، أي مناطق خارجية عن سيطرة دمشق.

وأشار إلى أن «إدارة الأمن الجنائي ستقوم في نهاية هذه المهلة بمراقبة حسن تنفيذ هذا القرار وتطبيقه، وكل مخالف سيعرض نفسه للمساءلة أمام القضاء المختص، وتوقيف جميع الرخص الصادرة عنها آخذين بعين الاعتبار ضوابط الحيطة والسلامة للناس من تبعات مزاولة هذه المهنة، التي أصبحت تشكل خطراً واضحاً على الأرواح ضمن التجمعات السكنية والأسواق داخل المدن». من جهته، أوضح الناشط الميداني سامر العلي في مدينة إدلب قال إن قرار وزارة الداخلية القاضي بمطالبة أصحاب المحال التجارية لبيع وشراء الأسلحة إغلاقها، «قرار صائب لاقى ارتياحا كبيرا بين المواطنين، كونها تشكل مصدر خطر وخوف على حياتهم أثناء انفجار بعضها داخل المحال وخارجها كما جرت العادة أكثر من مرة». ويضيف، أن «مشهد عرض الأسلحة والذخائر بات يشكل حالة من الخوف في نفوس الأطفال وتحديداً في المناطق التي يكثر فيها السكان من جهة ومن جهة ثانية باتت هذه المحال تشكل خطرا كبيراً على مستقبل الكثير من الشباب حيث باتت مؤخراً مقصد الكثير من الشبان الذين يطمحون لامتلاك السلاح واستخدامه في المناسبات وغيرها»، لافتاً إلى أنه وقع خلال الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 6 حوادث في محافظة إدلب قتل خلالها 5 مدنيين وجرح آخرون، نتيجة انفجار القنابل داخل محال بيع الأسلحة وخارجها أثناء تجريبها خلال عمليات البيع والشراء. وتابع أنه في 18 من شهر يناير (كانون الثاني)، قتل صاحب محل لبيع وشراء الأسلحة وسط مدينة إدلب، جراء انفجار قنبلة داخل المحل لبيع الأسلحة بمدينة إدلب وكان قبل ذلك قتل وجرح 5 أشخاص آخرون في محل لبيع الأسلحة في مدينة معرة مصرين نتيجة انفجار قنبلة يدوية، وقتل مدنيان في مدينة إدلب إثر انفجار لغم أثناء تفكيكه داخل المحل. وقال «أبو صالح» صاحب محل لبيع وشراء الأسلحة في مدينة إدلب إن «هناك عشرات المحال التجارية لبيع وشراء الأسلحة تتوزع في مدينة إدلب ومناطق سرمدا والدانا وأطمة وحارم ومناطق أخرى شمال وغرب إدلب، وباتت هذه المحال وهذا النوع من التجارة، مصدر رزق أساسيا لأصحابها». ويضيف، «ربما قرار حكومة الإنقاذ صائب ويهدف إلى الحفاظ على حياة التجار والمدنيين على حد سواء من مخاطر انفجار الأسلحة والذخائر، إلا أن كميات الأسلحة والذخائر الكبيرة لدى محلات الاتجار بالسلاح تتطلب خطة من قبل الحكومة، إما شراؤها لتفادي الخسائر المالية الكبيرة لدى أصحاب المحال أو توفير محال تجارية تتوافق مع شروط السلامة خارج المدن والمناطق المأهولة بالسكان».

 

اتفاق على إعلان الحكومة السودانية الخميس المقبل/النيابة العامة تلغي حصانة «جهاز الأمن»

الخرطوم: أحمد يونس ومحمد أمين ياسين/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2021

اتفق مجلس شركاء الفترة الانتقالية في السودان على تشكيل الحكومة الجديدة في الرابع من فبراير (شباط) المقبل، واستكمال مجلس السيادة الانتقالي بإضافة ثلاثة من قادة الحركات المسلحة، الموقعة على اتفاق سلام جوبا، للمجلس. وعلمت (الشرق الأوسط) أن رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، أمهل كل المكونات السياسية 48 ساعة للدفع بقوائم المرشحين للوزارة الجديدة. وكان رئيس الوزراء قد دعا الأسبوع الحالي «قوى التغيير» و«الجبهة الثورية»، بالتعجيل برفع قوائم الترشيحات لشغل الحقائب الوزارية في التشكيل الحكومي، مبديا مخاوف من حدوث فراغ سياسي في البلاد، بسبب تأخر تشكيل الحكومة. وذكر تعميم صادر عن مجلس السيادة، أن اجتماع مجلس الشركاء، الذي عقد أمس، برئاسة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء، توصل لاتفاق على فترة زمنية لاستكمال هياكل السلطة الانتقالية، المجالس الثلاثة (السيادة والوزراء والتشريعي). وحدد الاجتماع الرابع من فبراير المقبل موعدا لإعلان التشكيل الوزاري الجديد، واستكمال مجلس السيادة الانتقالي، بتعيين ثلاثة أعضاء قادة أطراف السلام، وهم رئيس الحركة الشعبية مالك عقار، ورئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس، ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم. وأشار البيان إلى أن الاجتماع حدد 31 من يناير (كانون الثاني) الحالي لطرح برنامج الحكومة الجديدة، والخامس عشر من فبراير المقبل لتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي والمفوضيات. ويضم مجلس الشركاء، الذي تم تكوينه في ديسمبر (كانون الأول) 2020، 29 عضواً من قوى التغيير والجبهة الثورية، بجانب ممثلين للعسكريين في مجلس السيادة. وأثار تشكيل المجلس خلافات حادة بين مجلس الوزراء وقوى الحرية والتغيير من جهة، والمكون العسكري في مجلس السيادة، بسبب الصلاحيات والاختصاصات، التي تتغول على صلاحيات مجلس الوزراء. وسيعقد المجلس اجتماعا (الأحد) المقبل لمواصلة المناقشات حول الموضوعات المتبقية. من جهة ثانية، علمت (الشرق الأوسط) من مصادر متطابقة أن المجلس المركزي لـ«قوى إعلان الحرية والتغيير»، أعلى هيئة سياسية في التحالف، أجاز أمس قوائم المرشحين للوزارة الجديدة. وأفادت المصادر ذاتها أنها ستدفع في غضون الساعات المقبلة بأسماء المرشحين لرئيس الوزراء، حيث تم التوافق على تقديم قائمة موحدة من كل شركاء الفترة الانتقالية. وتسببت الخلافات الحادة داخل أطراف عملية السلام في اختيار مرشحيها في الحكومة، وفي تأخير تسليم القوائم لرئيس الوزراء للاختيار بين المرشحين. ويقود فريق وساطة من جنوب السودان مشاورات مارثونية مع الفصائل المسلحة، الموقعة على اتفاق سلام جوبا، لحثها على التوافق على مرشحيها في الحكومة الجديدة.

ونصت اتفاقية السلام على تمثيل قوى السلام بنسبة 25 في المائة من مقاعد الحكومة الانتقالية، و3 أعضاء في مجلس السيادة، و75 عضوا في المجلس التشريعي. وانتهت المشاورات المكثفة بين الأطراف، والتي استغرقت بضعة أشهر، على الاتفاق على تشكيل حكومة من 26 وزارة، من بينها 7 وزارات للجبهة الثورية المنقسمة لتحالفين. من جهة ثانية كشفت النيابة العامة السودانية عن قرار بإلغاء «الحصانات»، التي كانت ممنوحة لضباط وأفراد جهاز الأمن الوطني، وإيداع مشروع قانون جديد لتنظيم رفع الحصانات على منضدة وزارة العدل، في وقت يزداد فيه السخط الشعبي، الذي وصل حد اتهام السلطات بالتواطؤ معه، خاصة قضية عدم تسريع تنفيذ حكم الإعدام شنقاً حتى الموت، الصادر بحق عدد من عناصر الجهاز. وقال النائب العام تاج السر الحبر، خلال افتتاح نيابة جديدة لمكافحة الفساد بالخرطوم، إنه قدم مشروع قانون لتنظيم الحصانات لوزارة العدل للإجازة، مبرزاً أن القانون «قيد الدراسة»، ومؤكداً إلغاء النص في القانون، الذي يعطي جهاز الأمن حصانات وصلاحيات واسعة. وأعطى قانون الأمن الوطني لعام 2010 حصانات، وصلاحيات واسعة لضباط وأفراد جهاز الأمن الوطني، منع بموجبها اعتبار أي تصرف يصدر عن أي عضو في الجهاز أثناء تأديته لمهامه «جريمة»، وعدم إجباره على الإدلاء بأي معلومات، كما أنه لا يجوز اتخاذ أي إجراءات جنائية أو مدنية ضده، وأن تكون محاكمة أي فرد من الجهاز سرية، إلا بموافقة المدير العام للجهاز. وأوضح الحبر أن موضوع تفسير الحصانات «ما زال محل أخذ وردّ» بين الجهات التشريعية والمختصة، وقال بهذا الخصوص: «هناك خلاف بين الشرطة والنيابة في تفسير نصوص الحصانة». داعياً الأجهزة المختلفة للتعاون مع النيابة بشأن رفع الحصانات.

وبموجب هذا القانون، فإن الجهاز «سيئ السمعة» ارتكب كثيراً من الفظائع في عهد نظام الإسلاميين المعزول، تضمنت التوقيف التحفظي للمعارضين لفترات طويلة، والتعذيب الممنهج، والحرمان من العمل، والقتل خارج القانون، وكان من يرتكب هذه الجرائم من أفراد الجهاز، سواء بالأوامر أو لحسابهم الشخصي، لا يقدمون للمحاكمات، وكان يترك الأمر للمدير العام الذي يملك صلاحيات واسعة.ويعرض التلفزيون الرسمي السوداني هذه الأيام تحقيقاً مسلسلاً بعنوان «بيوت الأشباح»،  يستضيف فيه عدداً من ضحايا التعذيب من المعارضين لنظام الإسلاميين، والذين أخضعوا لتعذيب قاسٍ وعنيف من قبل الجهاز، لقي بعضهم مصرعه تحت التعذيب. و«بيوت الأشباح» هي معتقلات غير رسمية وغير معروفة، وعبارة عن منازل عادية بين الأحياء، يتم اقتياد المعارضين السياسيين إليها، وممارسة أقصى درجات التعذيب عليهم من قبل الجهاز وأفراده. وقد لقي عدد من المعارضين حتفهم أثناء التعذيب في تلك البيوت سيئة السمعة، وأصيب آخرون بعاهات مستديمة، وزعم بعضهم أنهم تعرضوا لانتهاك الكرامة والاغتصاب. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2019، أصدرت محكمة سودانية حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت على 29 من عناصر جهاز الأمن، بعد أن إدانتهم بقتل المعلم والناشط السياسي المعارض أحمد الخير عوض الكريم أثناء اعتقاله في أحد المقار التابعة لجهاز الأمن في يناير (كانون الثاني) 2018. إثر تعرضه لتعذيب وحشي وانتهاكات جسيمة للكرامة الإنسانية، بعد توقيفه لمشاركته في الثورة الشعبية التي أسقطت نظام عمر البشير. وبانتصار الثورة التي أسقطت حكم الرئيس المعزول، طالبت جهات كثيرة بحل جهاز الأمن الوطني، وإنشاء جهاز بديل. بيد أن العسكريين الذين تسلموا السلطة وأعضاء المجلس العسكري الانتقالي، الذي خلف البشير، لم يسهلوا حل الجهاز على الحكومة المدنية. وأصدر رئيس المجلس العسكري الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، في أغسطس (آب) 2019، مرسوما دستورياً عدّل بموجبه قانون الأمن الوطني، فتم بموجبه تعديل اسم الجهاز من «جهاز الأمن والمخابرات الوطني» ليصبح «جهاز المخابرات العامة»، وجمد المادة 50 من القانون، التي تعطي الجهاز سلطة القبض والتفتيش، وحصر مهامه في جمع المعلومات وتحليلها، وتقديمها للجهات المعنية في الدولة.ة لكن النشطاء السياسيين لا يعتبرون هذا التعديل كافياً، ويطالبون بحل الجهاز وتأسيس جهاز جديد بديلاً عنه، وتصفيته من العناصر الموالية للنظام المعزول، ليتماشى مع روح الثورة التي أسقطت النظام الإسلاموي، بل يذهب البعض إلى أن الجهاز ما زال موجوداً بشكله القديم.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دراسة مفصلة عن جانب من تاريخ عين إبل: الكهنة في عين إبل منذ انشائها

الكولونيل شربل بركات/29 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95405/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%af%d8%b1%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d9%85%d9%81%d8%b5%d9%84%d8%a9-%d8%b9%d9%86-%d8%ac%d8%a7/

من المهم جدا عند دراسة التاريخ في المجتمعات المارونية أن نعرف بأن هؤلاء المزارعين المنغرسين في أرضهم وعملهم ومواضيع الانتاج، لم يكونوا من محبي القتال، إلا إذا فرض عليهم، ولا ممن يحاولون السيطرة أو الغنيمة بالقوة (كما هي الحال في المجتمعات البدوية). ولذا فليس لهم الكثير من التنظيمات العسكرية وهيكليات اصحاب السلطة في تلك الأيام. ولكن علاقتهم بالله كبيرة ومتجذرة، وقد أرادوها أن تتمتع دوما بالاستمرارية، وبدون انقطاع ما أمكن، علها تسهم في بقائهم في هذه الأرض وابعاد المآسي عنهم. من هنا أهمية دراسة سلسلة الكهنة في قرية معينة لأن ذلك يعطينا فكرة دقيقة حول استمرارية السكن فيها وتطورها. فالكاهن كان يعمل كغيره من المزارعين، ولكن بالاضافة إلى عمله، كان يهتم بالكنيسة وبالطقوس الدينية واقامة الذبيحة ورعاية الناحية الأخلاقية في الوعظ والتوجيه خاصة أثناء الاعتراف. ويقوم أحيانا بتعليم الصغار على القراءة والكتابة لمساعدته في اجراء هذه الطقوس لاحقا، وبالتحديد قرأة الكتب الدينية وخدمة القداس ومراجعة الكتاب المقدس. وهو بالتالي يجب أن يكون متعلما أكثر من بقية المزارعين، وأن يتمتع بالادراك وبعد النظر وسعة المعرفة، التي تسهم في نجاحه بتوجيه وحل مشاكل هؤلاء الفلاحين في الكثير من الأحيان.

في عين إبل بدأت سلسلة الكهنة مع تلميذ المدرسة المارونية في روما عبد المسيح الطويل الذي كان رافق المطران يوسف حليب العاقوري مطران صيدا في جولته سنة 1630 على أبرشيته، وهي تشمل الشوف وما يليه حتى الأراضي المقدسة. وحين وصل يومها إلى عين إبل، وجد عبد المسيح اقاربه من بيت الطويل من حدث الجبة، الذين كانوا استوطنوا هذه الخربة وجعلوها مزرعة منتجة خلال مدة سكنهم فيها، والتي كانت بدون شك قد تجاوزت الربع قرن، قبل أن يرسم كاهنا عليهم ويصبح أول راع لمزرعة عين إبل. ولكن وبحسب مقدمة الشحيمي المارونية التي طبعها عبد المسيح في روما وأخبر قصته فيها، فإنه هرب من البلدة والتجأ إلى شرق صيدا بعد الحادثة التي هزتها يومها، واضطر فيها جريس الطويل إلى الاختباء عند عرب الخريسات في منطقة الشعب، وتغيير اسمه إلى جريس خريش منذ ذلك الحين أي سنة 1645. ولن نطيل شرح هذه القضية لأننا سنتطرق لها في مكان آخر وما يهمنا هنا هو موضوع الكهنة الذين أتوا بعد عبد المسيح هذا.

أول كاهن رسم على عين إبل من سكانها بعد عبد المسيح الطويل كان بركات الابن الثالث لجريس دياب جد عائلة دياب في عين إبل. وقد كان جريس دياب ارسل من قبل البطريرك العاقوري لمساندة السكان في البلدة وحل قضية هرب جريس الطويل منها. ومن ثم استوطن جريس دياب عين إبل في تلك الفترة وأرسل ابنه بركات إلى بلاد الزاوية ليتلقن تعليمه ويعود خوري متزوج من إحدى قريباته من الحدث. لا نعرف إذا كان أي كاهن وصل إلى البلدة بين هرب الخوري عبد المسيح وارتسام بركات دياب عليها، ولكننا نعرف بأن بركات جريس دياب قد استمر يمارس كهنوته على البلدة طيلة حياته. وقد شجع ابن أخيه شاهين المدعو انطانس على الذهاب إلى لبنان واكمال تعليمه ليتسنى له أن يرتسم كاهنا يواصل مهمته في رعاية شؤون البلدة الدينية.

بعد انطانس ابن شاهين دياب، أو خلال أيامه، قام حفيد جريس خريش ابن ابنه يوسف المدعو أيضا انطانس بالدراسة في لبنان حيث ارتسم كاهنا مساعدا في عين إبل. ونعتقد بأن هؤلاء الثلاثة يمكن أن يكونوا عاشوا في فترة ما معا في البلدة، حيث توسعت أعمال الفلاحين فيها وزاد عدد القادمين إليها. فقد كان بطرس عتمه قدم من مشموشة وسكن فيها. ومن ثم وبعد بضعة سنوات قدم عبدالله صادر من درب السيم، ويقال بأن أصله من سلالة العناحلة من جبة بشري، وسكنها أيضا. وفي بداية القرن الثامن عشر كانت البلدة تضم عددا أكبر العائلات. ولذا وبوجود ثلاثة كهنة قد تكون بدأت أعمال بناء كنيسة كبيرة تليق ببلدة يتزايد فيها عدد السكان شيئا فشيئا.

من المؤكد بأن الكنيسة القديمة، التي بقيت حيطانها واقفة بالرغم من تهدمها في بداية القرن العشرين بسبب استعال الكنيسة الجديدة الكبيرة  والتي لا تزال حتى اليوم كنيسة السيدة في عين إبل، كانت قد بنيت بحجارة الخرب من حولها، وبالقرب من الكنيسة القديمة التي بقيت أرضها حتى ايامنا تشكل ارض بئر بيت انطانس منصور الحصروني جار هذه الكنيسة العتيقة. وكلنا يعرف الحجارة الكبيرة التي كانت تشكل اساسات هذه الكنيسة والتي يمكن رؤيتها في الحائط الجنوبي والشرقي من جهة الشارع. هذه الكنيسة إذا كانت بنيت في بالنصف الأول من القرن الثامن عشر بشكل عقد. ولا نعرف من كان معلم العمار الذي ساهم في بنائها. ولكنها بنيت بالتأكيد بالعونة من قبل الأهالي وبمساعدة معلم عمار استقدم لعقد السطح. ولكن كثرة الحجارة المقصبة الموجودة في المنطقة حولها كانت كافية على ما يبدو لبنائها ما قلل التكاليف المطلوبة . 

في هذه المرحلة من تاريخ البلدة زاد عدد السكان فقد قدم إليها بيت عواد من حصرون في شمال لبنان ومن ثم سكنها بيت خيرالله القادمين من الجش وأصلهم من بسكنتا وبيت مطر الذين قدموا من الدامور واصولهم من جبة المنيطرة وبيت شحادة وقدموا أيضا من جهات لبنان وبيت صقر الذين قدموا من جبة المنيطرة وكلهم استوطنوا خلال النصف الأول من القرن الثامن عشر.

في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ارتسم على عين إبل الخوري يوسف ابن حنا ابن ابراهيم ابن جريس دياب وهو درس بكل تأكيد في لبنان وعاد إلى البلدة وتزوج من رفقة الحصروني ورسم بعدها كاهنا كسابقيه. وقد خدم مدة طويلة، وفي ايام خدمته في البلدة فتحت مدرسة عين ورقة  في دير مار أنطونيوس - غوسطا من بلاد كسروان والتي حلت محل المدرسة المارونية في روما وأصبحت تخرج خاصة من سوف يتسلمون رعاية الشعب الماروني. وكانت هذه المدرسة تعلم قواعد الصرف والنحو بالعربية حيث كان المجمع اللبناني المنعقد سنة 1736 قد قرر اعتماد اللغة العربية وتعليم الصغار الزاميا بدون تمييز بين الجنسين، وهي من أهم مقرراته. وقد كان ضمن برنامج المدرسة تعليم اللغات العربية والسريانية والفرنسية والإيطالية إضافة إلى الرياضيات والهندسة وعلم الفلك والتاريخ والجغرافيا والآداب.

ومن العينبليين الذين تعلموا في هذه المدرسة نقلا عن مجلة المنارة: "الأول  سنة 1813 موسى بن طنوس صادر وعمره 16 سنة رقمه 41. الثاني بطرس ابن الخوري يوسف دياب سنة 1829 عمره 21 سنة رقمه 132. الثالث طنوس العياش (مذكور بأنه من عين إبل وقد يكون ابن روكز بن جريس عواد الحصروني) سنة 1836 رقمه 179. الرابع أنطونيوس بن بولس ابن الخوري يوسف دياب سنة 1855 عمره 14 سنة رقمه 249 (وهو الذي ارتسم باسم الخوري ابراهيم وفي زمنه بنيت الكنيسة الجديدة وقد توفي سنة 1916). وهناك أحد التلامذة الذي لم ينهي دراسته من عين إبل وهو بطرس بن يوسف بشارة اسحاق وقد درس مدة ثلاث سنوات وشهرين وعاد إلى بلاده بدون افادة سنة 1832 رقمه 167".

وقد رسم بعد الخوري يوسف ابنه ابراهيم ولم يكن من خريجي مدرسة عين ورقة ولكنه درس في مدرسة أخرى من مدارس لبنان ورسم حوالي سنة 1820. ورسم بعده الخوري موسى ابن طنوس ابن صادر ابن عبدالله صادر الذي درس كما سبق في عين ورقة وارتسم باسم الخوري موسى.

ورسم من بعده خليل ابن الخوري يوسف دياب باسم الخوري يوسف. وقد تابع الخوري موسى صادر والخوري يوسف دياب الصغير خدمة رعية عين إبل، بينما ارتسم بطرس ابن الخوري يوسف الكبير ابن حنا ابراهيم دياب على عكا، وبعدها انتقل إلى بيروت واهتم بالترجمة والتأليف، وله عدة كتب. وقد ساهم في انشاء رهبنة المرسلين اللبنانيين – الكريمية.

أما شقيقه الخوري ابراهيم ابن الخوري يوسف دياب الكبير والذي كان تزوج قبل سيامته ورزق بصبي سماه لويس سنة 1824 ثم توفيت زوجته ولا يزال الصبي صغيرا (ابن سنة)، وقامت بتربيته جدته لأبيه رفقة الحصروني زوجة الخوري يوسف الكبير. وعندما بلغ لويس التاسعة من عمره سنة 1833، وكان مرض الطاعون قد انتشر في جهات لبنان، حيث منع الأمير بشير دخول وخروج اي كان من القرى التي يتفشى فيها هذا المرض. ولما ضرب المرض قرية نيحا الشوف وتوفي كاهنها (الذي قد تكون ربطته بالخوري ابراهيم علاقة من ايام الدراسة)، قرر الخوري ابراهيم أن يسافر إلى نيحا ليخدم المطعونين فيها، وهو يعلم بأنه يدخل إلى مكان لن يخرج منه حيا. ولكنه لم يكن بقادر أن يتصور هؤلاء المرضى بدون أن يكون لديهم كاهن يقيم الذبيحة، ويمشحهم قبل الوفاة، ويصلي على جثامينهم أثناء الدفن. وقد خدم مدة من الزمن وتوفي بعدها مصابا بالطاعون. وقد اعتبره الأهالي قديسا وبقي قبره معروفا مدة مئة سنة بعد وفاته.

أما ابنه لويس فقد ارسل بعمر ثلاثة عشر سنة إلى مدرسة مار عبدا هرهريا، حيث تعلم العربية والسريانية وعلم المنطق وعلم الذمة وتوابعها، وتخرج منها. ثم رسمه المطران عبدالله البستاني سنة 1846 كاهنا باسم الخوري يوحنا. ومن ثم عينه البطريرك يوسف الخازن سنة 1852خادما على موارنة بيروت. وكان أول خوري على كنيسة مار مارون في بيروت (الجميزة)، والتي لا تزال حتى اليوم. وهو من أنشأ مدرسة الحكمة الشهيرة من ماله الخاص. وقد توفي في بداية الحرب العالمية الأولى سنة 1914.

طنوس عياش الحصروني خريج مدرسة عين ورقة المارونية، لم نعرف عنه الكثير وربما خدم في رعية عين إبل أو غيرها ولكنه بحسب سجله في المدرسة قد يكون رسم كاهنا حوالي سنة 1840 فهل انه خدم خارج عين إبل أم أنه توفي شابا؟ يجب البحث عن الموضوع؟

وفي عين إبل كان الخوري موسى بعد أن شب ولده انطانس قد أرسله أيضا إلى جبل لبنان لكي ينال قسطه من العلوم. ومن ثم ارتسم كاهنا وعاد ليخدم البلدة فيما بعد. في هذه الأثناء ارتسم ايضا الخوري يوسف عتمه وهو ابن ابراهيم ابن يوسف كتور ابن متى من بيت عتمه. وقد خدم الرعية زمن الخوري انطانس صادر وبعد وفاته دفن في الكنيسة الجديدة.

وكان بولس ابن الخوري يوسف دياب الكبير قد أرسل ولده مطانس لكي ينال قسطه من العلوم في مدرسة عين ورقة كما ورد سابقا. ومن ثم ارتسم كاهنا على عين إبل باسم الخوري ابراهيم دياب الثاني. وهو عاصر الخوري انطانس صادر الكبير في آخر أيامه، حيث كان مسؤولا عن بناء الكنيسة الجديدة والتي توقف بناؤها بأمر من الباب العالي مدة ست عشرة سنة قبل أن تعود لتكتمل سنة 1882. وهو يذكر في سجله أن أغلب الأعمال في بناء الكنيسة نفذت بالعونة وكانت النساء يجمعن الحطب لاستعماله في آتون الكلس بينما يجمع الرجال الأتربة لوضعها حول البناء واستعمالها بدل ما نسميه اليوم السقالة وأيضا بنقل الحجارة المقصبة ورفعها إلى الحيطان لمساعدة المعلم الذي يشرف على البناء. وقد ذكر ايضا قيمة ما كان يدفع من أجرة للمعلم.

ومن ثم فقد ارتسم حفيد الخوري انطانس صادر ابن ابنه مارون كاهنا على عكا باسم الخوري انطانس صادر الثاني على اسم جده. وقد خدم عين إبل في فترة الحرب الكبرى وعاصر الخوري ابراهيم دياب الثاني الذي توفي سنة 1916. ومن ثم رسم الخوري يوسف فرح الذي خدم عين إبل أيضا في مرحلة الحرب الكبرى وهو درس في اليسوعية ونال اجازة في الاهوت والفلسفة وكان من المنظورين على المستوى الوطني على ما يبدو لأنه صدر بحقه حكم بالاعدام يوم أعدم جمال باشا الكثير من قادة الرأي في لبنان وقد صدر الحكم باعدامه وأرسل من ينفذه خلال الحرب العالمية الأولى وقد استبدل بشقيقه نقولا يومها فأعدم في ساحة الكنيسة بدل الخوري يوسف الذي كان فارا.

في ايام الخوري يوسف فرح ارتسم الخوري انطانس خريش كاهنا على عكا. وخدم رعية مار لويس في مدينة حيفا، حيث كانت تقيم جالية عين ابلية كبيرة. وهو كان ذهب ليتعلم في روما بعمر 13 سنة وكان من التلامذة الناجحين. ومن ثم انتقل إلى صور كنائب للمطران المعوشي الذي أصبح بطريركا فيما بعد. وفي زمنه عين الخوري انطانس المذكور مطران على صيدا، وبقي فيها حتى انتخابه بطريركا على انطاكيا وسائر المشرق في الكنيسة المارونية سنة 1975 (وهو البطريرك رقم 75 بعد مار يوحنا مارون و137 بعد مار بطرس على كرسي انطاكية). 

وفي عين إبل وبعد وفاة الخوري يوسف فرح ارتسم الخوري مارون صادر ابن الياس ابن مارون ابن الخوري انطانس صادر الجد كاهنا على الرعية. وخدم فيها حتى بداية الستينات حيث انتقل إلى صور ليخدم كأمين سر المطرانية زمن المطران يوسف الخوري. وفي نفس الوقت كراعي لموارنة صور. ومن ثم أصبح بعده مطران صور والأراضي المقدسة سنة 1992 . وقد جرى على ايامه فصل الأراضي المقدسة عن مطرانية صور وانشاء مطرانية حيفا والأراضي المقدسة كمطرانية مستقلة للموارنة.

وقد خلفه في عين إبل الخوري ايلي بركات الذي رقي إلى رتبة خوراسقف أو مونسينيور وبقي حتى وفاته. وكان البير ابن يوسف ابن ايوب خريش والذي انهى تعليمه في روما قد ارتسم كاهنا، ولكنه لم يخدم في عين إبل. وهو ايضا رقي إلى رتبة مونسنيور، وكان من أساتذة الجامعة اللبنانية ومدرسة غزير التي تعلم الكهنة الجدد.

ومن ثم ارتسم الخوري حنا سليمان كاهنا على عين أبل وعمل كمساعد للمونسينيور ايلي وتسلم الرعية من بعده. وقد خدم رعية عين إبل الخوري عبدالله من رميش في الفترة ما بين وفاة الخوري فرح وارتسام الخوري مارون. وفي نفس تلك الفترة ايضا جاء الخوري غانم من بكاسين والذي اشترى بعدها خربة قطمون وسكن رميش ولا يزال احفاده من سكان رميش.

أما الرهبان فقد كان أديب ابن مسعود خريش التحق برهبانية المرسلين اللبنانيين حيث ارتسم كاهنا باسم الخوري يوسف، وعمل في الأرجنتين مدة خمس عشرة سنة، عاد بعدها إلى لبنان وبقي في خدمة رهبانيته حتى وفاته. كما التحق وليم ابن حنا بركات في الرهبنة الأنطونية، وارتسم باسم الخوري اسطفان، وتسلم المدرسة الأنطونية في بعبدا، ومن ثم خدم رعايا اغترابية في بروكسل ببلجيكا وليون في فرنسا مدة حوالي العشرين سنة، وعاد بعدها إلى لبنان وبقي في الدير في بعبدا حتى وفاته هذه السنة. 

وفي رعية مار الياس للروم الكاثوليك والتي بنيت خلال توقف البناء في كنيسة السيدة الكبيرة أي بين 1866 و1882 فقد خدمها الخوري ابراهيم الحداد، ومن بعده الخوري أثاناثيوس الحداد. وقد التحق بولس ابن حبيب سماحة بالرهبنة المخلصية في دير المخلص وأصبح راهبا فيها، ومن ثم رئيسا عاما حمل لقب الأباتي سماحة. ومن ثم ارتسم أيضا الخوري سمعان الصيداوي  وكان درس في القدس مع الآباء البيض ومن ثم التحق بالرهبانية البولسية وخدم كاهنا في عدد من الرعايا قبل وفاته.

وقد ساهم العينبليون ايضا في رهبنة الفرير ومنهم بشارة ابن سمعان ابن يوسف صقر الذي أخذ أسم الفرير فرنسوا وكان مدير مدرسة فرير فرن الشباك ومسؤول عن كافة أديار الفرير في الشرق. والفرير نويل ابن قيصر ابن حنا ابن يوسف صقر الذي خدم في بيت مري وبسكنتا والقدس وبيت لحم وأخيرا في عمان في الأردن وله الكثير من الفضل على مسيحيي الأراضي المقدسة خاصة في منطقة القدس. 

أما الرهبان من خارج عين إبل الذين خدموا في الدير مع اليسوعيين فمنهم الأب حوا (وهو مدفون في عين إبل) والأب ساروفيم والأب دوفيلنوف (مدفون ايضا في عين إبل) والآباء بيلسييه وريغوليه وموجيل وبرويي كوستاز وفيكسيفيار (الذي كان مسؤولا عن مدارس اليسوعيين يزور عين إبل ولا يقيم فيها). ومن المتطوعين الفرنسيين الذين خدموا في مدرسة عين إبل هنري جينو وميشال دويي وبرنار وجيل سيلفي لوليغوا وبينيار. والكهنة اللبنانيين ابراهيم جلوان وغوش وخليل النداف من دبل كما وعلم الخوري يوسف النداف من دبل في مدرسة عين إبل طيلة فترة الحرب الأخيرة.  

الراهبات من عين إبل:

أول راهبة هي رفقة ابنة الياس ابن حنا ابن ابراهيم ابن جريس دياب. وقد عاشت في جو من التقوى وعرف عنها صغيرة ولوعها بالصلاة وفروضها. وهي كانت تركع وتصلي الفرض عند قرع الناقوس اينما كانت. ويحكى بأنها كانت تركع وحملة الحطب فوق راسها اذا لم يكن هناك من يساعدها على اعادة حملها بعد الصلاة. وقد ترهبت في دير حراش في كسروان. ويوم سمع اقاربها بأنها مريضة حاولوا زيارتها ووصلوا إلى دير مار أنطونيوس في غوسطا ليسألوا عنها. فأجابهم الخوري (المطران يومها) يوحنا الحاج (وهو الذي أصبح فيما بعد البطريرك الماروني رقم 71 والذي توفي في نفس اليوم مع القديس شربل) بأنها انتقلت مع أخواتها الراهبات إلى دير جربتا في بلاد البترون. وقال لهم بأن قريبتكم هذه قديسة فقد كانت الراهبات يطلبن منها أن تصلي لأجلهن أثناء الزلزال لأن الرب يستجيب لها. ولم يقدروا أن يكملوا إلى تلك الأنحاء فعادوا بدون أن يروها. ويقال بأنها هي نفسها القديسة التي عملت عدة عجائب.

الراهبة بربارة يوسف التي ذكرتها الأم الرئيسة كليمنتين خياط في تقريرها عن مجزرة عين إبل سنة 1920 وهي من راهبات القلبين الأقدسين.

الأخت ماري ايمي بطرس فاعور دياب والأخت ليلى ابراهيم عبدالله مطر وكلتاهما أيضا من راهبات القلبين الأقدسين. والأخت مارينا (ناتالي) اللوس التي ترهبت في دير الكرمليات في حاريصا.

الراهبة الأخت تريز حداد  من الراهبات المخلصيات.

لآئحة الخوارنة الموارنة في عين إبل

اسم الخوري  سنوات الخدمة التقريبية

عبد المسيح الطويل           1630  -  1645

بركات جريس دياب 1660  -  1725

انطانس شاهين جريس دياب 1690  -  1755

انطانس يوسف جريس عبدالله خريش  1720  -  1785

يوسف حنا ابراهيم جريس دياب 1750  -  1825

موسى طنوس صادر عبدالله صادر 1820  -  1875

ابراهيم ابن الخوري يوسف دياب 1822  -  1833

يوسف(خليل) ابن الخوري يوسف دياب 1835  -  1865

بطرس ابن الخوري يوسف دياب (عكا - بيروت  من مؤسسي رهبة المرسلين اللبنانيين - الكريمية) 

انطانس ابن الخوري موسى صادر 1842  -  1898

بطرس ابن يوسف بشارة اسحاق  (لم يكمل علومه في عين ورقة ولكنه قد يكون رسم كاهنا وبيته بجانب بيت سمعان مقابل بيت بشارة ولا يزال يعرف ببيت الخورية) 1839  -  1865

يوحنا (لويس) ابن الخوري ابراهيم دياب (رسم على صيدا وخدم بيروت من مؤسسي مدرسة الحكمة) 

يوسف ابراهيم يوسف كتور من جب متى من عائلة عتمه  1845  -  1895

ابراهيم ابن بولس ابن الخوري يوسف دياب  (في زمنه بنيت الكنيسة الجديدة)      1864  -  1916

انطانس (بطرس) ابن مارون ابن الخوري انطانس صادر  

(ارتسم على عكا وخدم عين ابل أثناء الحرب الكبرى وما بعدها)         1899  -  1950                           

يوسف فرح (كان له دور مهم في فترة المجزرة 1920) 1906 -   1956

مارون ابن الياس ابن مارون ابن الخوري انطانس صادر 1952  -  1960

(رسم الخوري مارون صادر على عين ابل وخدم فيها حتى 1960 حيث انتقل ليخدم كنائب للمطران يوسف الخوري في صور ومن ثم اصبح مطران صور سنة 1992 توفي سنة 2005)

أديب مسعود انطانس حنا عبدالله جريس خريش (ارتسم راهبا باسم الخوري يوسف خدم في الأرجنتين)

الياس بطرس نقولا بركات دياب (المونسينيور ايلي)    1960  - 2010 

وليم حنا بركات يوسف بركات دياب (ارتسم راهبا باسم الخوري اسطفان خدم في بعبدا وبلجيكا وفرنسا)

حنا شكرالله سليمان  (خادم الرعية الحالي)

 

القلانس الثلاث: مار أنطونيوس الكبير ومار افرام السرياني ومار مارون.

الأب سيمون عساف/29 كانون الثاني/2021

1- مار أنطونيوس الكبير

2- مار افرام السرياني

3- مار مارون.

http://eliasbejjaninews.com/archives/95387/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d8%a3%d9%86/

القَلَنْسُوَةُ والجمع قلانس وقلانيس، قُلَنْسِيَةُ، توضَع على الهامَة.

هي غطاء رأس رجال اليهود المتدينين وفي صلاتهم خاصة. وايضا يضعها الرهبان في الصوامع والأديار، تُخاط في البرنوس وكان النُسَّاكُ يلبسونها في صدر الإسلام أو القمصان أو عباءة.

يعتمرها بشكل خاص كما ذكرنا المتعبدون ترمز الى الرغبة الوحيدة في التجدد بالروح القدس الذي لا يزال يهبّ فتتجلَّى مواهبُه في حياة الأصفياء والأبرار والقديسين، كما انها علامة رجال يسلكون طريقًا للوصول الى كمال محبة الواحد الأعظم. وبالتالي اشبه بخوذة الفوارس او المصارعين في الميدان. ينَوِّه عنها بولس الرسول:” إلْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ (…) فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ. حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. وَخُذُوا خُوذَةَ الْخَلاَصِ، وَسَيْفَ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ كَلِمَةُ اللهِ. ( أفسس 6: 11)

مار أنطونيوس الكبير

1) وُلد هذا القدِّيس العظيم في مدينة كوما في صعيد مصر نحو السنة (251م- 356 م). وَقد كتب سيرته القدِّيس أثناسيوس بطريرك الاسكندريِّة معاصره، قال: “وُلد أنطونيوس في مصر من أبوَين مسيحيَّين تقيَّين. توفي والداه تاركَين له أختاً دونه سِنًّا، فكان لها الأخ الشفيق المحبّ. سمع يوماً كلام الإنجيل المقَّدس: “إن كنت تريد أن تكون كاملاً فاذهب وَبِعْ كلَّ شيءٍ لكَ وأَعطِه للمساكين فيكون لك كنزٌ في السماء وتعال اتبعني” (متَّى 19: 21). فكان لهذه الآية وقعُها العميق في قلبه، فمضى فَبَاع ما يملك، تاركاً لشقيقته نصيبها، ووزَّع ما خصَّه على الكنائس والفقراء. واعتزل الدنيا. وأخذ يزور النسَّاك، صارفاً أوقاته بالصوم والتأمُّل والصلاة. فَحَسَدَه الشيطان وأخذ يجرِّبه. أمَّا أنطونيوس فكان ينتصر على هذه التجارب وهو يقتات بالخبز والملح وقليل من الماء.

وبالرغم من انتصاراته على التجارب، لم ينفكَّ الشيطان عن منازلته. وانفرد في الصحراء ودخل قبراً قديماً أقام فيه أشهراً. وما زال الشيطان يهاجمه بِصُوَرٍ حيوانيَّةٍ مُرعِبَةٍ، لكنَّه كان يقاومها بمعونة الله. وفي هذا العراك الهائل أشرق في ذلك الكهف نورٌ سماويٌّ وظهر الربُّ يسوع. فصرخ أنطونيوس: “أين كنت يا سيِّدي؟” فأجابه الربُّ: “كنتُ هنا، يا أنطونيوس، أنظر الى جهادك”. ثمَّ توغَّل في صميم الصحراء، واستأنف حياة التأمُّل ومناجاة الخالق مدَّة عشرين سنة، إلى أن عرف الناس بمقرِّه فأخذوا يأتونه من كلِّ صوب. وطلب الكثيرون منهم أن يَقبَلَهم في عداد تلاميذه، فأجاب طلبهم ونزل معهم إلى ضفاف النيل، حيث أنشأ لهم أديرة عديدة.

وفي المرحلة الأخيرة من حياته، زار أديرة رهبانه مُحَرِّضاً الجميع على الثبات في طريق الكمال. ورقد بسلامٍ في 17 كانون الثاني سنة 356 وله من العمر مئة وخمس سنين. من تركته الروحيَّة سبع رسائل شهيرة كان قد وجَّهها إلى بعض أديرة المشرق. وقد نقلت من القبطيَّة إلى اليونانيَّة واللاتينيَّة وطبعت مندمجة بين تآليف الأباء.

مار افرام السرياني

2) الملفان مار أفرام السرياني بالسريانية (ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܣܘܪܝܝܐ: مور إفرم سوريويو). ولد عام 306 م في مدينة نصيبين من أسرة مسيحية، وتتلمذ على يد خاله مار يعقوب النصيبيني أسقف نصيبين وانخرط بالسلك الرهباني واختار البقاء في رتبة الشمامسة حتى وفاته حيث لم يكن يحسب نفسه أهلا لأن يقلد مهام الكهنوت، قام بتأسيس مدرسة لاهوتية في نصيبين (306 م ـ الرها 373 م)، ذاع صيتها واشتهرت بين أبناء ذاك الزمان.

راهب سرياني من رواد كتاب وشعراء المسيحية، ويعده بعض المؤرخين واللاهوتيين أعظم من كتب القصيدة والترنيمة الدينية في الشرق المسيحي، ولفصاحة لسانه وبلاغة أدبه وطهارة سيرته لقب بالقاب عدة كقيثارة الروح القدس وشمس السريان، وهو على كل حال أحد اباء ومعلمي الكنيسة الذي تجمع على قداسته جميع الطوائف المسيحية الرسولية.

أجبر على النزوح من مدينة نصيبين بعد سقوطها بيد الساسانيين عام 363 م، وانتقل إلى مدينة الرها التي كانت آنذاك خاضعة للحكم الروماني وتنيح هناك عام 373 م.

كما انه برع القديس افرام السرياني بتفسير الكتاب المقدس وعقائد الإيمان القويم واتبع في ذلك الطريقة الشعرية حيث أبدع أجمل ما كتب في شرح وإيضاح المعاني الروحية لكلمة الله، إضافة إلى ذلك اهتم بالكرازة وعاش حياة المتصوفين، جميع مؤلفاته كتبها باللغة السريانية وترجمت لمختلف لغات العالم وتعد من روائع الأدب المسيحي السرياني، وتمتاز مؤلفاته الكثيرة بالرقة وبجمال التفكير والتعبير وما زالت تتلى حتى اليوم كجزء من ليتورجيات الكنائس السريانية المختلفة، كتب الكثير في مدح السيدة العذراء. كما يعزى إليه تطوير الموسيقى الكنسية السريانية المستخدمة في القداديس السريانية.

مار مارون

3) وُلِدَ القدّيس مارون نحو سنة 350م، في شمال سوريا في مدينة (“كفر نابو” ) قورش حاليا وهي تقع شمال شرقي أنطاكية. وهو آرامي العُرق وسريانيّ اللغة، كما يدل اسم مارون. وهو لفظة سريانية آرامية “مار” وتعني ” السيد “. على ما جاء في كتاب “تاريخ أصفياء الله” الذي الفه المؤرخ ثيودوريطس أسقف قورش عام 459 . كان صديق القديس يوحنا فم الذهب وزميل الدراسة، دراسة في أنطاكية قبل أن يتبنى كل منهما نمط الحياة النسكية كما ورد في رسالة القديس يوحنا فم الذهب.

في عام 398 هجرَ مارون الحياة العامّة واعتزل في كالوتا على جبل في المنطقة القورشيّة شمالي غربي مدينة حلب. وعلى رأي عالم الاثار«كلرمون- غانو» ان هذا الجبل يدعى اليوم جبل سمعان، نسبة الى دير مار سمعان العامودي. وهناك قضي أيامه ولياليه في العراء بالصوم والصلاة والتقشّف متنسكا. وقد وصفه ثيودوريطس قائلا :” مارس مارون تقشف وضروب من الإماتات، تحت جو السماء، متعبدًا ومجهدا في الأصوام والصلوات والليالي الساهرة والركوع والسجود، والتأمل في كمال الله ومتى اشتدَّت العواصف كان يلجأ إلى خيمةٍ نَصَبَها هناك من جلد الماعز. وابتنى لنفسه صومعة حقيرة يلجأ إليها في ظروف نادرة” . واقام على المعبد الوثني المهجور للإله نبّو فحوّل ما فيه الى عبادة الله الحقيقية.

ونظرا الى تقشّفه ومواعظه وموهبة الشفاء جعلت الناس يتوافدون إليه من القرى والبلدات المجاورة ، منهم مَن لجأ إليه لمرضٍ جسديّ وآخرون لمرضٍ نفسي. فجاء في سيرة حياته :«كانت الحُمىَّ تخمدُ بظلِّ بركته، والأمراض على اختلافها تشفى جميعها، والأبالسة تنهزم بعلاجٍ واحد منه وهو “الصلاة”.

غير أن القديس مارون لم “يقتصر على شفاء أمراض الجسد بل كان يبرئ أيضًا أمراض الروح، فكان يشفي من الغضب والكذب واستباحة المحرمات وغيرها من المنكرات” كما ورد في سيرته في كتاب ثيودوريطس.

والتفَّ حوله في مغاور وكهوف وصوامع، ينتظرون تفقده إياهم فيُصغون بلهفة الى عظاته وإرشاداته«الموجّهة الهادية في مجاهل الحياة النسكية». وكان أقرَب الأشخاص إلى مارون الراهب زابينا الّذي أولاه القدّيس الكثير من الاحترام وأوقرَ شيخوخته واقتدى ببعض طُرُقه في الزُهدِ والتقشّف حتى أنّ بعض المؤرخين اعتبرَ أنَّ الراهب زابينا قد يكون معلّم مارون. ومن تلاميذه ايضا يعقوب القورشي وليمناوس، وصديقه الناسك زيبيناس.

وفي عام410 توفي القدّيس مارون “فقامت معركة عنيفة بين السكّان المجاورين للاستيلاء على جثمانه، وكانت الغلبة لبلدة متاخمة مكتظّة بالسكّان.” كما ذكرُ المؤرِّخ ثيودوريطُس وهذه البلدة تنطبق فعليًا على براد التي كانت مركزًا إداريًا في سوريا الشماليّة، جنوب قورش في نحو نصف ساعة بينها وبين حلب. وهو ما قامت البطريركية المارونية بتثبيته رسميًا عام 2010.

وفي 452 شيَّد الامبراطور البيزنطيّ مرقيانوس ديراً بجوار بلدة معرّة النعمان تكريماً لهذا القدّيس العظيم. وانتسبَ كثيرون إلى هذا الدير فسُمّوا رُهبان دير مار مارون، كما انضوى أيضاً عددٌ لا يُستهان به من الراهبات ولعلَّ أشهرهنَّ القدّيسات مارانا وكيرا ودومنينا.

وبعد أن بشّر تلامذة مار مارون اهل لبنان تركز كيان المارونية في لبنان. فنشأت روحانية الموارنة في لبنان . واصبحت هذه الروحانية تراثٌ روحيٌّ يشدُّ الموارنة إلى الإنجيل، إلى السيّد المسيح الإله المتجسّد، بالقديس مارون مثالهم في عيش الإنجيل ببساطة وإخلاص، وبتفانٍ وبطولة .

وقد تمّ نقل ذخائرهامة القديس مارون من إيطاليا إلى لبنان العام 1999 ، بناءً على طلب من البطريركيّة المارونيّة، وأودعت في دير ريش موارن، دير هامة مارون . ومع ان الموارنة بعيدون عن جثمان القديس مارون، فان بركته تشملهم بذخائر هامته المقدسة.

ومنح البابا غفرانًا كاملاً وفق معتقدات الكنيسة الكاثوليكية، لكل من يمارس سر الاعتراف وسر الإفخارستيا يوم 9 شباط من كل عام. وإلى هذا القديس يعود أصل تسمية الموارنة Maronites الذين يعيشون في لبنان، ويعتبرون القديس مارو أباهم الأكبر ويذكرونه في قداساتهم.

 

ما جرى بطرابلس متعمَّد "أمنياً".. لتطويع اللبنانيين وتعميم الفوضى

منير الربيع/المدن/30 كانون الثاني/2021

ليست المرة الأولى التي تكون فيها طرابلس ساحة لصراعات متعددة الأشكال، ويُستثمر فيها القهر والفقر. فغالباً ما يقع الخيار على طرابلس لممارسة أشكال متعددة من المواجهات العنيفة.

ديار عون وحزب الله الغريبة

هذا ما جرى منذ معركة مخيم نهر البارد و"فتح الإسلام" في العام 2007، إلى جولات القتال المتكررة بين بعل محسن وباب التبانة، بعد تلك المعركة. وهذا الشكل من أشكال الصراع يدفع أركان النظام اللبناني إلى الاقتناع بأنه مهما كبر حجم المواجهة أو الاشتباك في طرابلس، لن تمتد إلى المناطق الأخرى. وهذا ما خبره ويعلمه رئيس الجمهورية ميشال عون. ومثله، بل أكثر منه، حزب الله. فعون ومؤيدوه وحزب الله ينظرون إلى طرابلس نظرتهم إلى ديار منقطعة عن لبنان، وليس لها من يرعاها، ومتمردة على قواها وزعاماتها السياسية.

تعمُّد أمني وسياسي

والفراغ أو التسيّب السياسي في المدينة، هما ما يسنحان لبعض الأجهزة الأمنية بلعب أدوار واسعة في المدينة، طالما أن هذه الأجهزة متغلغلة في الأحياء والمناطق والشوارع، وبين الشبان البائسين. وهم الذين استدرجوا بشكل أو بآخر لما حصل في المدينة. ويكمن وراء هذا الاستغلال احتمالان: إما سوء تقدير وتدبير سياسيين وأمنيين. أو تعمُّد تفجير العنف الذي يُراد منه حصول ما حصل، لتعميم مفهوم الفوضى. وهناك معلومات تشير إلى التداول بمثل هذه السيناريوهات قبل 24 ساعة من إحراق السرايا ومبنى البلدية في طرابلس. وهذا يقود إلى الخلاصة التالية: ما جرى كان متعمداً. وبعده ستسلك القوى الأمنية بطريقة مغايرة لضبط التحركات ومنع تصاعد وتيرتها، بعد دق ناقوس الخطر

تطويع السّنة

ولا يخرج ما جري في طرابلس عن سياق تأديب لبنان واللبنانيين، وأي منطقة تفكر في الانتفاض. ولا بد أيضاً من معاقبة المدينة لأنها متمردة على زعمائها التقليديين. وهناك عقلية في لبنان ترى أنه لا بد من تطويع السنّة وضربهم وإضعافهم أو تصويرهم بأن التطرف والإرهاب ينمو في بيئاتهم. ولهذه العقلية حسابات سياسية معروفة. وهي لم تتأخر عن وضع ما يحدث في طرابلس في سياق المعركة السياسية المفتوحة على تشكيل الحكومة، أو النزاع على الصلاحيات. وقد تجلى ذلك في السجال المستجد بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف، والغرق في صراعات التحاصص حول تشكيل الحكومة.

مستثمرو الفوضى

ما يجري هو أبرز الدلائل على الانهيار، الذي لا يبدو أنه يترك أثراً ما في سلوك المنظومة السياسية الحاكمة وتعايشها غير معنيّة بما يحدث: تفجير مرفأ بيروت، انهيار القطاع المصرفي، فقدان الدولار، أزمة معيشية خانقة. فيما تتبدد  كميات هائلة من الطحين الذي قُدّم مساعدات للبنانيين في أسوأ أزماتهم المعيشية. لكن الأخطر في ما تطرحه بعض العقليات هو مراكمة نجاحاتها على مثل هذه الانهيارات، تعميمها وتوسيعها لتطال الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمؤسساتية، وصولاً إلى الاستثمار في الفوضى. ولعلّ ذلك يؤدي إلى إعادة طرح مشاريع سياسية متعددة على طاولة التفاوض. ويغيب عن هؤلاء أن طريق الدخول في الفوضى تكون معروفة، فيما طريق الخروج منها غامضة لا يعرفها أحد.

منظومة الوباء

حال الاستعصاء المستمرة والصراع القائم على وقع التجاذبات وصراعات النفوذ، لا تبشر بإمكان ذهاب لبنان إلى مرحلة جديدة وقريبة. فحال الانهيار والتفكك ستستمر طويلاً. وهناك قناعة دولية ومحلية باستحالة ترقيع هذا النظام اللبناني وإعادة إحيائه، واستحالة التعامل مع هذه الطبقة السياسية التي لا تنتج إلا المعارك والخراب. وتنسحب هذه النظرة الدولية على آلية تعاطي المنظومة الحاكمة مع المساعدات التي تقدم للبنان، فتُهمل ولا يستفيد منها اللبنانيون. ما يعني أنه لا يمكن الحصول على مساعدات دولية، أو من مؤسسات خارجية، قبل حدوث تغيير سياسي حقيقي.

 

لبنان من الجمهورية المتحللة الى دولة الرعاع

لم يبق لنا فعليا سوى تدويل الازمة اللبنانية لاحتواء تأثيراتها على السلم الاهلي، والتعاطي مع مشاكلنا الوجودية البالغة التعقيد والخطورة، والتداول المتحرر في سبل ايجاد حل سياسي لازمات مديدة ومتحولة.

شارل الياس شرتوني/29 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95403/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d9%87%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/

ان درجة التفكك التي وصلت اليها الدولة اللبنانية تطرح اسئلة جدية حول قدرة هذا الكيان الوطني على اعادة تكوين حيثياته، ومعالجة مشاكله الحياتية على نحو فعلي، وصيانة سلمه الاهلي والحؤول دون تمدد الفراغات الاستراتيجية الاقليمية باتجاهه، وتحوله الى مداد نزاعي اضافي تستعمله النزاعات الاقليمية والدولية بديلا كما هو الحال منذ ١٩٥٨ حتى اليوم.

ان الطابع الخطير الذي تتخذه الاحداث الجارية في طرابلس ليس الا تظهيرا لعجز، ما تبقى من الكيان الدولتي اللبناني، عن التعاطي مع المسائل الحياتية الاولية، لجهة ادارة مندرجات الازمة الوبائية (تنسيق العمل بين القطاعات الطبية والمؤسسات الدولية والمدنية، وصياغة وانفاذ سياسات الدعم التي تستوجبها الانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية المتداخلة… )، والخروج من واقع التعطيل الحكومي على قاعدة تسويات سياسية مرحلية تساعد البلاد على استعادة مبادرتها ومعالجة أوضاع بالغة التدهور، سوف تؤدي الى سقوط السلم الاهلي وادخال البلاد في ديناميكيات صراعية مفتوحة على غير محور، وتوسيع رقعة المكبات النزاعية الاقليمية في دواخلها.

ان الاقفالات السياسية المفروضة التي تحول دون أية مقاربة عملية للازمات المتوالية منذ بداية الازمة المالية البنيوية وتردداتها (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والبيئية…) لا تندرج بعد انقضاء ١٥ شهرا في سياق ازمة حكومية دورية او عابرة، بل في ديناميكية انقلابية واندثارية تستهدف شرعية البلاد الوطنية، وقدرتها على اعادة بناء سياق سياسي متماسك، يعيد بناء مفاهيم الحوكمة على قاعدة تفاهمات اصلاحية جامعة ومرتبطة بمفكرة تنفيذية ملزمة تتركز حول المحاور التالية:

-السلم الاهلي، ان التداخل بين الازمات الحياتية المتضاعفة والسياسات الانقلابية والمداخلات الخارجية هو سياق مألوف تشهده كل الدول التي تعاني من نزاعات اهلية حادة (ڤنزويلا، العراق، سوريا، اليمن، ليبيا، مالي، الصومال، اتيوپيا …)، تستثمره سياسات النفوذ على محاور عدة من اجل تعزيز تموضعاتها وامكانياتها الانقلابية على خط التقاطع بين افتعال الازمات السياسية، وتحفيز الاجواء النزاعية وترسيخ الانهيارات البنيوية من خلال اللجوء الى سياسات التدمير الشامل (عملية مرفأ بيروت الارهابية)، وتعزيز المناخات النهيلية (المواجهات في وسط بيروت وما يرافقها من تفلت أمني تديره الفاشيات الشيعية، وتحفزه الأزمات الاجتماعية في طرابلس، وتستثمرها سياسات النفوذ المتضاربة، وسياسات القمع التي استعملتها القوى الامنية بتوجيه من مفكرات سياسية تابعة لمراكز النفوذ الشيعية). تفترض الادارة العقلانية للازمات المتداخلة ارادة تسوية توافقية، وتفكيكا للمسارات المتداخلة، ومقاربة موضعية للاشكاليات، تستند الى مواقيت عملية تساعد على اجراء نقلات نوعية في أزمنة قياسية.

لم يعد هنالك من امكان للتأقلم مع حسابات الفريق الشيعي الاستراتيجية (امل، حزب الله) على مستوى السلطات الاجرائية والتشريعية والقضائية، ومصالح ملحقاته السياسية (ميشال عون وفريقه السياسي، ونزق القاصر حسان دياب وفريقه الحكومي التابع لحزب الله، ومجموعة الانتهازيين الذي يدورون في فلكه، جبران باسيل، طلال ارسلان، وئام وهاب، عبد الرحيم مراد، ومناورات سعد الحريري غير الناضجة، والتوفيق بين المصالح الاوليغارشية المتحركة والمتضاربة،…).

ان انهاء هذه المعادلات المغلقة يفترض خروجا عن سياسات المحاور الاقليمية السنية والشيعية على تنوع مداراتها الايرانية، والتركية والقطرية والسعودية، لحساب تسوية داخلية مرحلية تسمح باعطاء الاولوية لمعالجة المسائل السياسية والحياتية الداخلية، والخروج من دائرة الصراعات الاقليمية المفتوحة.

ان التسمر على خطوط تماس مراكز القوى الاقليمية المعنية، والانتظام على قاعدة تفاهماتها وخلافاتها المرحلية، هو تواطؤ فعلي مع سياساتها وأولوياتها، وتثبيت لديناميكية تفكيك الاوصال القائمة على غير اتجاه.

-أولوية الحكومة ومعالجة المسائل الحياتية واشكاليات الاصلاح البنيوي، ان تأليف الحكومة هو شرط مسبق من أجل معالجة المسائل الحياتية على نحو ناجز ونزيه خلافا لاداء حكومة حسان دياب في مجال التعاطي مع كارثة مرفأ بيروت، وما أوحى به من سياسة تمييزية فاقعة تجاه الشق الشرقي من العاصمة، وجلافة اخلاقية عبر عنها من خلال التنكر لما جرى، وانعدام التعاطف بحدوده الانسانية الأولية، وعدم المشاركة في اعمال الاغاثة واعادة الاعمار والاستنكاف في مسألة التعويضات، لناحية تخمينها وصرفها ومشاركة المؤسسات الدولية في اعمال المسح والتخطيط واعادة الاعمار والتعويضات، ناهيك عن الانصياع لاملاءات حزب الله لجهة التحقيق الجنائي وآلياته القضائية ورفض مشاركة الهيئات الجنائية الدولية، والتلاعب بمسرح الجريمة، وتغطية اعمال الاغتيالات التي طالت مسؤولي الجمارك والمصور المهني جو بجاني، ورفض الامتثال للسلطة القضائية وانهاء مهمات القاضي المولج بالملف.

يضاف اليها ملف الازمة الوبائية والتعاطي معها على قاعدة حسابات مصالح مراكز النفوذ الشيعية، وخارجا عن اي تقدير لموجبات المداخلة الحكومية فيما يعود للتنسيق مع المؤسسات الدولية والدول الديموقراطية الغربية التي هبت للمساعدة، ووضع آلية تعاون مع السلطات المحلية، من محافظات وأقضية وبلديات وجمعيات أهلية، من اجل انفاذ سياسة وقائية، وعلاجية ،وانسانية تخفف من وطأة الازمات الصحية والاجتماعية المتشابكة على نحو عقلاني وسوي من الناحية الاخلاقية والميدانية.

ان الطفرة الوبائية التي تزامنت مع زمن الاعياد هي نتيجة مباشرة لفقدان الرؤية والتخطيط، والتعاون مع المعنيين واصحاب الامكانيات والمداخلات المهنية المباشرة.

ان الخطة الوقائية الرشيدة القائمة على التعاون مع كل الفعاليات المحلية والدولية لجهة تأمين البنيات الاستشفائية، وادارة اشكالات التباعد الاجتماعي في الاماكن العامة، ومساحات العمل المهني والتربوي، ومنصات التواصل الافتراضي، وتنسيق اعمال الاسعاف الاولي، قد اطيح بها لصالح سياسة التمدد الاخطبوطي لحزب الله وأمل داخل الادارات العامة، كما ظهرها الاداء اللامسؤول وغير المهني لحمد حسن في وزارة الصحة؛ والملف المالي العالق في سراديب المصالح الاوليغارشية التي يمثلها خير تمثيل التحالف القائم بين سعد الحريري ونبيه بري ووليد جنبلاط ونجيب الميقاتي ومحمد الصفدي وتقاسم الادوار مع حزب الله وأجرامه في السلطتين التنفيذية والتشريعية وعلى المستوى القضائي (ميشال عون وفريقه السياسي وحسان دياب وفريقه الحكومي المتواطىء إراديا مع اوليائه ).

ان مناورات سعد الحريري على مستوى العودة الى الحكم على اساس تبني خريطة الطريق التي وضعتها الوساطة الفرنسية، تقع في دائرة البلف المعهودة للاسباب التالية: استقلالية الوزراء المعنوية والفعلية عن مراكز النفوذ الاوليغارشية، التبني غير المشروط لآلية دولية للتحقيق الجنائي المالي والمقاضاة أمام محاكم لبنانية مستقلة وأمام قضاءات دولية متعددة، اعادة الاموال المهربة والمنهوبة انطلاقا من خطة اصلاح بنيوية للقطاع المصرفي، ورسملته على اساس تقسيم جديد للعمل تلغي ترسبات الاقتصاد الريعي والمنحرف فيما يعود لآلية الديون غير المشروعة، وتبييض الاموال وتطبيق مقررات بازل، وسرقة الاموال العامة من خلال مشاريع عامة مشبوهة وغير مدروسة، والخاصة من خلال عدم توظيف الودائع المصرفية في مجالات الاقتصاد الفعلي وتنمية فرص العمل والانخراط في آليات تقسيم العمل الدولي، واعادة النظر بدور المصرف المركزي في سياق صياغة السياسات المالية والاقتصادية؛ وادارة القطاع العام على أسس مهنية لا على قاعدة توزع الحيازات والزبائنيات التي وضعتها سياسات النفوذ السنية والشيعية والدرزية وملحقاتها في الاوساط المسيحية.

– تصفية المرحلة الاوليغارشية وما تفترضه من مراجعة للهندسة الدستورية تنهي سياسات المحاصصة الاوليغارشية باقسامها السلطوية والادارية والمالية، لحساب حركية النخب السياسية والادارية، والاعتبارات المهنية المضادة لسياسة النفوذ، واخلاقيات الخدمة العامة والخير العام، واعادة الاعتبار لاستقلالية المبنى الدولاتي عن محاور النفوذ الداخلية والخارجية. ان الاوليغارشيات السياسية على تنوع مصادرها غير راغبة في بناء سياق اصلاحي خارج عن دوائر نفوذها، كما هو بين من خلال المداولات اللامتناهية حول سبل تشكيل حكومة اصلاحية انتقالية تخرجنا من دائرة الاقفالات الاوليغارشية. لا اعرف ما الجديد الذي يأتي به سعد الحريري، بعد خروجه الطوعي من الحكم لحساب حكومة الفاشية الشيعية، وما هي حيثية عودته على خط تقاطع المصالح الاوليغارشية، و” حدود حزب الله الشرعية ” والاستراتيجية، وتهميش الحراكات الاصلاحية المدنية، وتمتين مداخل سياسات النفوذ الاقليمية.

لقد انتهت جمهورية الطائف من خلال المعادلات الجيو- پوليتيكية التي اتت بها، ومفارقات الاحكام الدستورية التي ربطت سلطاتها الإجرائية ببنود معطلة جعلت من الاحتكام للخارج الاقليمي آلية لا مفر منا، ومن المؤسسات التمثيلية آليات رديفة وتابعة لمراكز القوى المهيمنة على اساس انتظام پوليارشي جعل من المقاطعات السلطوية القائمة ومن تحالفاتها الانقلابية المتبدلة، المرجعية الناظمة للعبة السياسية، ومن المؤسسات الدستورية رديفا وصندوق ايقاع للعبة الاوليغارشية السائدة.

ان اللعبة الاوليغارشية القائمة منذ ثلاثين سنة مبنية على خط تواصل سياسات نفوذ الداخل والخارج واملاءاتها المتحولة، فلا خروج من هذه الرمال المتحركة الا من خلال معادلات سياسية وجيوپوليتيكية ودستورية جديدة، تنهي الاقفالات المديدة، والا فديناميكيات النزاع والفوضى الاقليمية كفيلة بما تبقى من استقرار اهلي، وما الاحداث الامنية المتنقلة والازمات المتوالدة الا دلائل على استحالة ارساء ديناميكيات اعادة اعمار بنيوية، ورسوخ احوال الفوضى والتقهقر قاعدة حياة لا أفق لها.

لم يبق لنا فعليا سوى تدويل الازمة اللبنانية لاحتواء تأثيراتها على السلم الاهلي، والتعاطي مع مشاكلنا الوجودية البالغة التعقيد والخطورة، والتداول المتحرر في سبل ايجاد حل سياسي لازمات مديدة ومتحولة.

 

باريس تنتظر سياسيي لبنان في.. طرابلس!

فارس خشّان/الحرة/29 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95401/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d9%91%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b3-%d8%aa%d9%86%d8%aa%d8%b8%d8%b1-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a/

شغّل البيان الذي أصدره قصر الإليزيه، إثر المحادثة الهاتفية بين الرئيسين الأميركي والفرنسي جو بايدن وإيمانويل ماكرون، الخيال السياسي اللبناني، ذلك أنّ البيان الفرنسي، وخلافاً للبيان الأميركي، ذكر أنّ الرئيسين اتفقا على التعاون في ملفات عدة من بينها الملف اللبناني.

وحمّل البعض هذه الإشارة الفرنسية الى لبنان أكثر ممّا يمكن أن تحمله، فذهب بعضهم إلى الحديث عن إحياء عاجل للمبادرة الفرنسية، في ضوء "معطيات جديدة" قالوا إنّ "التغيير الجذري" في الإدارة الأميركية قد وفّرها.

ولكن، ما هو واقع الحال؟

المعلومات المستقاة من مصادر فرنسية متقاطعة تبيّن أن أمور لبنان لا تزال عالقة عند التعقيدات التي سبق لها أن "حنّطت" المبادرة الفرنسية، فلا ماكرون "المهووس" بتأثيرات جائحة كوفيد-19 على بلاده يملك القدرة على تذليلها، ولا بايدن المثقل بالتحديات الداخلية يفكّر بإعطاء لبنان يوماً واحداً من المائة اليوم الأولى "ليتوسّط بين الرئيس سعد الحريري والنائب جبران باسيل". وتشير المعلومات الى أنّ ماكرون الذي "لن يتخلّى عن لبنان" ينتظر أن تعي القيادات اللبنانية مسؤولياتها، حتى يتحرّك لإنقاذ ما لا يزال ممكناً إنقاذه، فهو، بالنتيجة، رعى "اتفاقاً" بين هذه القيادات، ولكنّها، سرعان ما أخلّت به، وتالياً، فهو عالق عند هذه النقطة، إذ يرى أنّ على من أخلّ بالاتفاق أن يعود الى ما سبق أن التزم به. وتؤكد المرجعيات الفرنسية المهتمة بالملف اللبناني أنّ باريس التي لن تلجأ إلى "سياسة العقوبات" تترك للشعب اللبناني، بعدما فضح ماكرون، في مؤتمر صحفي، طبقته السياسية ووسمها بأبشع الصفات، أن يحاسبها ويضغط عليها، حتى تقوم بما يجب عليها القيام به، حتى يسمح للمبادرة الفرنسية بأن تفي بما وعدت به.

وتكشف أنّه لم تعد توجد دولة واحدة في العالم مهتمة بلبنان، بسبب سلوك سياسييه، وهذا ما تلمّسته باريس عن كثب في الاتصالات التي أجرتها وشملت الدول التي يمكنها إن شاءت مساعدة لبنان، وتلفت في هذا السياق، وعلى سبيل المثال لا الحصر، إلى ما قاله ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان لماكرون، في آخر محادثة هاتفية بينهما، ذلك أنه عندما طلب الرئيس الفرنسي من بن سلمان التدخّل، أجابه ولي العهد السعودي:" لقد طفح الكيل من سياسيي لبنان".

وفي فرنسا نفسها، إذا جرى استثناء خلية الإليزيه الدبلوماسية التي يترأسها إيمانويل بون ويعاونه في الملف اللبناني باتريك دوريل، يظهر أنّ معادلة "طفح الكيل من سياسيي لبنان" تنتشر في كثير من أروقة القرار، وفي مقدمها وزارة الخارجية التي سبق أن شبّه حامل حقيبتها جان إيف لودريان لبنان بسفينة "تايتانيك" التي تغرق من دون فرقة موسيقية.

والتشخيص الفرنسي لواقع لبنان خطر جداً، لأنّه في مقابل "ملل" الدول التي تريد الخير للبنان، تنشط الدول التي تُطلق عليها باريس صفة "المفسدة"، كما أنّه، في مقابل، "صراع الأحجام" لدى الطبقة السياسية، يتفاعل الغضب في الشارع عموماً، ولدى هؤلاء الذين ليس لديهم ما يخسرونه.

وهذا التشخيص يعني أنّ لبنان يواجه مخاطر فوضى حقيقية من شأنها استدراج القوى الأمنية على اختلافها، في ظل الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي، إلى أخطر أنواع... لا اكتراث.

وعليه، لا تجد الرئاسة الفرنسية مبرّراً، في الظروف السياسية اللبنانية الراهنة، لإرسال موفد رئاسي الى لبنان ولا لاستقبال أي مسؤول لبناني.

وتقول المصادر إنّ الرئيس سعد الحريري "مرحب به دائماً في باريس، ولكن عليه أن يحمل إلينا معطيات جديدة، لأنّ الرئيس ماكرون يعتبر أنّ مهمته لا تقوم على تكرار ما سبق أن قاله موفده إلى بيروت المستشار باتريك دوريل".

والجديد المطلوب، بحسب باريس، أن يتوصّل إلى تفاهم يمكنه أن يسمح بتشكيل حكومة قادرة على إنقاذ لبنان ممّا يتخبّط به.

ولا تجد الشكوى التي يرددها محيط الحريري من "العراقيل" التي يضعها رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل آذاناً مصغية في باريس، انطلاقا من أنّه في ضوء المعطيات اللبنانية هناك "قواعد" لتشكيل الحكومة، وكان على الحريري وغيره أن يتنبّهوا لها، عندما أهملوا كل التحذيرات، وعقدوا اتفاقاً أوصل عون وباسيل وخلفهما "حزب الله" إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية.

ماذا يعني كل ذلك؟

إنّ المبادرة الفرنسية، ولو كانت تهدف، بالنتيجة، إلى منع انزلاق لبنان إلى الجحيم، إلّا أنّها، في مندرجاتها، كانت تهدف الى إنقاذ الطبقة السياسية من غضب الشارع.

في الأصل، أتت هذه المبادرة، في ضوء انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس 2020، وفي ظل المخاوف من الهزّات الارتدادية لثورة 17 أكتوبر 2019 التي رفعت شعار "كلّن يعني كلّن".

وكان يمكن لنجاح هذه المبادرة التي عهد أمر تنفيذها إلى "كلن يعني كلّن" أن ينقذ العباد والطبقة السياسية في آن.

ولكن إحباط هذه المبادرة، وعودة الطبقة السياسية إلى صراعاتها، وسط ثبوت عجزها عن فتح أي نافذة أمل، من شأنه أن يُسقط الشارع اللبناني في الغضب العنفي ممّا يتيح لأي "قوة خبيثة" المجال لاستغلاله وتوجيهه.

وإذا كانت باريس المصرّة على مبادرتها تنتظر بروز عوامل جديدة ضاغطة تعينها على التحرك من جديد، فهي قد تجد في العنف الذي يميّز عودة الشارع اللبناني إلى الغليان، ضالتها، لأنّه قد يبث الرعب في نفوس الطبقة السياسية التي عليها أن تخشى على مشروعيتها وشرعيتها في آن.

إنّ ما تشهده مدينة طرابلس يفترض أن يكون جرس الإنذار، لأنّه، مهما كانت طبيعته ومهما قيل عن خلفياته، فهو نتاج مباشر لأعمال طبقة سياسية أنانية، عاجزة، فاشلة، فاسدة، وغير مبالية بفقر الناس وجوعهم ووجعهم ويأسهم.

إنّ من يستمع إلى المعنيين بالملف اللبناني في باريس يدرك أنّ هؤلاء لم يعد أمامهم سوى انتظار الطبقة السياسية اللبنانية على ضفاف نهر السين، بعد أن تقذفها أمواج.. طرابلس.

 

الجامعة الأميركية تَدرس جِدّياً إقفال أبوابها

طوني عيسى/الجمهورية/29 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/95396/95396/

لم تعُد مسألة إقفال الجامعة الأميركية في بيروت مجرَّد شائعة أو افتراض. فالمعلومات التي تواردت، خلال الساعات الأخيرة، تؤكّد أنّ القرار جِدّي، وأنّ البحث يدور بين المعنيين بهذا الشأن لدرس الخيارات المتاحة.

عُلِم من مصادر مطلعة، أنّ قرار إقفال الجامعة الاميركية في بيروت قيد الدراسة، وأنّ الخيار المرجّح إذا تمّ الإقفال هو انتقالها إلى دبي، حيث تلقَّت الجامعة عروضاً مغرية، هي وفريقها الأكاديمي، مادياً ومعنوياً.

والأهم، أنّ هذا الخيار يلقى تشجيع ناشطين نافذين في جمعية خريجي الجامعة، وهم في الغالب شخصيات عربية لها وزنها، من جنسيات خليجية وأردنية وفلسطينية وغير ذلك، وتتولّى اليوم، أو سبق أن تولَّت، مواقع قيادية في بلدانها. كما تمتلك هذه الشخصيات نفوذاً خارجياً، خصوصاً في الولايات المتحدة.

ويُقدَّر أنّ جمعية الخريجين تَحلُّ في المرتبة الثانية بين سائر جمعيات الخرّيجين في العالم، من حيث القدرات المالية التي يتمتع بها أعضاؤها. وبين هؤلاء رجال مال وأعمال يتبؤون مراكز متقدّمة في لوائح الأثرياء عربياً وعالمياً. ولذلك، هم يشكِّلون أداة ضغط فاعلة في بيئاتهم وعلى الجامعة.

ويميل بعض هؤلاء إلى إقناع مسؤولين في الجامعة في بيروت بمغادرة العاصمة اللبنانية، تحت شعار أنّ الوضع وصل هنا إلى مستوى من التردّي السياسي والانهيار، يهدّد مصيرها ومستواها الأكاديمي ويؤثّر على سمعتها الرفيعة في الشرق الأوسط والعالم.

ويعتبر هؤلاء، أنّ عرض الانتقال إلى دبي من شأنه أن يصون الجامعة ويؤمِّن لها فرصة الإنطلاق في وثبة جديدة لم يعد ممكناً تحقيقها في لبنان حتى إشعار آخر، خصوصاً أنّ قرار الإدارة زيادة الأقساط باحتسابها على دولار 3900 ليرة لم يحلّ الأزمة.

فهذه الزيادة التي تعتبرها الجامعة حلاً وسطاً بين دولار الـ1500 «الافتراضي» ودولار الـ8500 «الفعلي»، لم تنجح في معالجة شكاوى أي من الأطراف المعنية. فالجامعة تعتبر أنّه لا يكاد يكفيها لتؤمّن الحاجات للاستمرار، فيما الأساتذة يشْكون من تراجع كبير في مداخيلهم، وأما الطلاب من الفئتين الفقيرة والمتوسطة، فيعتبرونها ضربة قاضية لهم، لأنّها لا تراعي أوضاعهم في ظلّ الكارثة الاقتصادية والنقدية والاجتماعية.

مشكلة الجامعة هي أنّ جزءاً كبيراً من الطلاب سيضطر إلى مغادرتها تحت ضغط الضائقة المادية، ما يُضعف من مداخيلها. كما أنّ الجسم التعليمي يتلقّى عروضاً مغرية في الخارج، ولاسيما في الخليج العربي، وبالدولار الأميركي طبعاً، وكذلك الأطباء في المستشفى الجامعي، ما يثير المخاوف من إفراغ الجامعة والمستشفى من كوادرهما الأساسية. وبذلك، سيكون أمام الإدارة دافع إضافي لاتخاذ قرار الانتقال، مع طاقمها الأكاديمي، إلى حيث تتوافر ظروف الانطلاق من جديد.

بعض اللبنانيين المعنيين بالملف يسألون: لماذا لا يساهم هؤلاء الخريجون، وهم من أصحاب المليارات أو مئات الملايين، بجزء بسيط من أموالهم، في دعم الجامعة التي أطلقتهم وأمَّنت لهم القدرات العلمية والسمعة الطيبة من أجل تحقيق النجاح، بدلاً من تشجيعها على مغادرة بيروت؟

ويستطرد هؤلاء: من الواضح أنّ تشجيع الانتقال إلى دبي يأتي في سياق آخر، وهو الإنتقام من الطبقة السياسية اللبنانية، وتالياً من لبنان بأسره، بسبب «قلَّة الوفاء» للعرب الذين لطالما قدّموا إليه المساعدات على أنواعها، فردّ أبناؤه وحكامه بمناصرة إيران.

إذا أقفلت الجامعة الأميركية في بيروت أبوابها، بمستشفاها، وانتقلت إلى دبي، فستكون العاصمة اللبنانية قد خسرت جوهرة التاج ثقافياً وأكاديمياً واستشفائياً. وسيجد 3 أطراف مصلحتهم في ذلك:

1- الخريجون النافذون الذين يشجعون على القرار، لأنّهم سيحظون بفرصة أن يقدّموا الجامعة هدية إلى بلد عربي يتقدّم في شكل مطِّرد، ويحصلوا على المكافأة.

2- القوى الدولية التي تفرض الحصار على لبنان، وفي مقدّمها الجانب الأميركي، والتي ستجد أنّ إقفال الجامعة ساهم في زيادة الضغوط.

3- دبي التي تُرسِّخ أكثر فأكثر مركزها الثقافي شرق أوسطياً، وطبعاً مركزها المالي، فيما يتزعزع القطاع المصرفي اللبناني.

واستطراداً، إنّ إفقاد بيروت مزيداً من أوراق القوة يريح إسرائيل التي عمّها السرور في 4 آب الفائت، بعد انفجار المرفأ الذي لا أفق لإعادة إعماره. فقد بات مرفأ حيفا أقدر على التفرّد بالمنافسة في شرق المتوسط، بالإطلالة على أوروبا.

يفقد لبنان مقومات تميُّزه أو تفوُّقه، وحتى مقومات حضوره، يوماً بعد يوم، في ظل نهجٍ مصلحي ضيِّق ومدمِّر تعتمده الطبقة السياسية الحاكمة: اقتصاد مشلول، حيث لا صناعة ولا تجارة ولا سياحة ولا خدمات، وقطاع مالي ومصرفي في الحضيض، ثم تعطيل المرفأ، فيما تبرز هواجس تعطيل المطار.

ستكون من لعنات التاريخ على لبنان أنّه، وفي عهد هذه التركيبة الفاسدة والفاشلة من المسؤولين والسياسيين- «كلن يعني كلن»- أغلقت الجامعة الاميركية أبوابها في بيروت، وما رفَّ جفنٌ لأي من أركانها.

 

تعيينات "لبنانيّة" في إدارة بايدن... فهل ستتغيّر السياسة الأميركيّة؟

ثريا شاهين/أم تي في/29 كانون الثاني/2021

تؤكّد مصادر دبلوماسية بارزة أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تريد أن ترى خطة اقتصادية واضحة من أجل مساعدة لبنان للخروج من أزمته.

وتؤكد المصادر أنه "حتى الآن، فإن الشروط الأميركية ستبقى هي نفسها من أجل إخراج لبنان من مِحنته، والخطة المطلوبة يجب أن تهدف الى القضاء على الفساد".

وتشير المصادر الى أن "الإدارة الجديدة قد تتفهم ما حصل في إدارات الدولة في لبنان حتى الآن، بالنسبة الى أن الأمور لن تتغير بين ليلة وضحاها، لكن المهم وجود خطة لمحاسبة الذين تصرفوا بمنحى فاسد، وتالياً، فإنّ واشنطن كما كل العالم، تريد أن ترى نتائج، أي تغييراً في المسار، و قوانين جديدة، ودولة جدية في محاربة الفساد والهدر وقلة المسؤولية، و يجب أن ترى تحسّناً واضحاً، والتأكد أن المساعدة هذه المرة هي في ضوء السير في الإتجاه الصحيح وأنّ المساعدة لها نتيجة فاعلة".

ولفتت المصادر إلى أن "المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جيّدة، لكن ذلك لا يعني أن مفاعيلها ستحصل غداً، إنما يلزم وقت لبلورتها".

وتقول إنّ "لبنان ينتظر استكمال التعيينات داخل وزارة الخارجية الأميركية، بعدما تمّ تعيين مسؤولين اثنين في مكتب لبنان في الخارجية، وهؤلاء لا يحددون السياسة الخارجية، إنما يتعاملون مع الأمور والأحداث اليومية، وهي تعيينات إدارية وليست سياسية"، مُضيفةً: "عُيّنت سيدة مكان نائب وزير الخارجية ديڤيد هايل، وسيتم تعيين خلف لمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وآسيا ديڤيد شنكر بعدما تم تعيين جوي هود بالإنابة مكانه حتى يتم تعيين مساعد جديد للشرق الأوسط، علماً أنّ هود كان موجوداً في الخارجية كنائب لشنكر، ولن يكون هو المساعد المعيَّن الجديد لوزير الخارجية".

وفي انتظار اكتمال التعيينات الأميركية، والتي ستؤشر الى سياسة محدّدة حيال لبنان، فإن ما بات واضحاً حتى الآن بالنسبة الى التعامل مع قضايا المنطقة، أمران أساسيان هما:

أولاً: إن الإدارة الأميركية ستعود الى الإنخراط في الاتفاق النووي مع إيران. والسؤال هو "هل سيتمكن الأميركيون من إقناع إيران بالتنازل أكثر أم لا؟".

التنازل يعني وقف الصواريخ البالستية، ووضع حد لنفوذ إيران في المنطقة، وإطالة أمد الإتفاق النووي، وأي اتفاق أميركي جديد مع إيران سيحتاج ليس فقط الى توقيع الرئيس إنما الى توقيع الكونغرس. ففي مجلس النواب لدى الديمقراطيين أكثرية واضحة، لكن الأمر لا ينطبق على مجلس الشيوخ. فكانت الموافقة أسهل لو كانت كفة الديمقراطيين هي المرجحة، إذ يستطيعون اتخاذ القرار. أما الآن فستحصل تسويات مسبقة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتسيير الأمور.

مع الإشارة الى أنه في التصويت على القوانين، الديمقراطيون لهم الأرجحية بصوت نائبة الرئيس. وتالياً، سيحصل تغيير ملموس في السياسة الأميركية الخارجية، والمسائل التي يستطيع الرئيس التغيير فيها سيّما تلك التي تحتاج فقط الى توقيعه، سيقوم بتغييرها، وسيخفف من التشدد الذي كان سائداً، كما أنّ التوجه الحواري مع إيران لا أحد يعرف منذ الآن كيف سينتهي. والثاني: الأخذ بالإعتبار موقف اليهود الداعمين لإسرائيل أساساً، والذين لديهم نظرة أخرى للأمور. وهؤلاء يطالبون بالعودة الى الإتفاق النووي مع إيران، وبحل الدولتين بالنسبة الى القضية الفلسطينية. هذه النظرة سيكون لديها تأثيرها على قرارت الإدارة الجديدة. هؤلاء ليسوا ضد إسرائيل، إنما لديهم مقاربة جديدة لمصلحة إسرائيل. وهؤلاء سيكونون داخل الإدارة ومن فكّر أنه يجب على إسرائيل القبول بحدود معيّنة ومعروفة وألاّ تتوسع، ووقف الإستيطان وإعطاء الحقوق للفلسطينيين. ويذكر أن إسرائيل لا تزال تُعارض العودة الى الاتفاق النووي، لكن المؤثّر الأكبر في الإدارة هم المعنيين الذين عملوا على الاتفاق ولن يكونوا ضد أنفسهم. يُشار الى أن العودة الى النووي ليس قراراً بيد الرئيس فقط، إنما يجب على الكونغرس أن يصوّت على أي اتفاقية جديدة. وقد تكون للكونغرس معارضة إذا لم تؤخذ الشروط الثلاثة بالاعتبار في أيّ اتفاق.

 

من هو اللبناني ؟

توفيق شومان/29 كانون الثاني/2021

الفارق بين السياسة والعبث ، أن السياسة  تقوم على إنتاج الأمل ، فيما العبث يقوم على التخريب ، وعلى هذه الحال ، يكون دور أهل السياسة قائما على ضخ الأمل ، بينما العبثيون يدمرون ويخربون  ويعبثون بكل جمال .

ما علاقة ذلك بلبنان؟

علاقة ذلك بلبنان ، أن أغلب أهل السياسة او من يُفترض انهم أهل السياسة يسعون في كل يوم وساعة إلى قتل آمال اللبنانيين وإلى انتزاع كل إيمان باحتمال خروجهم من كوارث الإنهيارات ومن فظائع الصراعات ، وكأن بأهل السياسة ، يدفعون الناس  دفعا إلى حافة الكفر بإمكان  قيامة وطن ودولة .

أولئك عبثيون  وليسوا لبنانيين

من هو اللبناني إذا...؟

اللبناني من يقرأ تاريخه بتمعن وإمعان ويتوقف عند ما يقوله التاريخ عن خلاف نشب بين المدن الفينيقية الثلاث : صور وصيدا وأرواد ، فقرر أعيان المدن  الثلاث أن يحلوا خلافهم ونزاعهم ، فأرسلوا وفودا منهم إلى  مدينة طرابلس  ولم تكن قد تشكلت بعد ، فأقاموا في أحياء ثلاثة ، ومن هذه الأحياء نشأت طرابلس كإتحاد بين الأحياء الثلاث أو المدن الثلاث ، وهو أول اتحاد في التاريخ  ينتج عن طريق التفاوض والسياسة والتوافق.

المتلبسون الحاليون بالسياسة ، ينزعون نحو كل منزع ونزاع ، ويعصفون بكل وحدة واتحاد ، هل هم وطنيون ؟ هل هم لبنانيون ؟.

من هو اللبناني؟

اللبناني  هو ذاك الذي أبدع أفضل دساتير العالم القديم في مدينة قرطاجة  المأخوذ عن دستور مدينة صور، فدستور قرطاجة هو الواحد الوحيد الذي أشاد به معلم البشرية الفيلسوف أرسطو ، وحوله قال : " القرطاجيون على الخصوص لهم أنظمة فاضلة ، والذي يثبت حكمة دستورهم ، أنه لم يحدث فيها ثورة ولا طاغية ".

معظم أهل السياسة الحاليين ، يدوسون على الدستور ، ولا يؤمنون بالدستور ولا بالدساتير ، فيأتيهم غريب من بلاد الغرب إسمه ايمانويل ماكرون ليحدثهم عن " عقد سياسي جديد "، هل هم وطنيون ؟ هل قرؤوا شيئا عن صور وتاريخها ؟ عن قرطاجة ودستورها ؟ هل هم لبنانيون ؟.

من هو اللبناني؟

اللبناني من يحدق ويدقق في وسط بيروت ، ويتفحص ببصره وبصيرته أعظم مدارس الحقوق والقانون في التاريخ الذي مضى ، تلك مدرسة حقوق بيروت  التي كان يتخرج منها كبار قادة الرومان حين كانت روما سيدة العالم ، وفيها قال الشاعر اليوناني نونوس : " بيروت  مدينة الحقوق  وموطن الفقهاء". 

أغلب السياسيين الآن ، يهرطقون بالقانون ويتزدنقون بالحقوق  ، وهم بالأصل والأساس ،  يزدرون القانون وينبذونه ، ويشجعون حواشيهم  وأزلامهم على خرقه وتحويله إلى خرق بالية ، هل هم وطنيون ولبنانيون ؟.

من هو اللبناني؟

اللبناني ذاك الذي يملك عقلا مرنا ومتسامحا ، يحتفظ بإيمانه ولا يتربص بإيمان الآخرين ، لا تستبد به عصبية ولا يطغى عليه تشدد وانغلاق ، وإذا دعاه داع لبناء وبنيان ، يشد الرحال إليه ، تماما مثلما فعل أهل مدينة صور حين بنوا هيكل سليمان ، أو حين بنوا هيكل " حدد " في دمشق .

أغلب أهل السياسة راهنا ، أو مرتكبو السياسة ،  تقودهم الأحقاد وترأسهم البغضاء وجعلوا كل  طائفة مرعوبة من الأخرى ، هل هم وطنيون ولبنانيون ؟.

من هو اللبناني؟

اللبناني من يفتح كتب فينيقيا  ويقرأ  أن أهل صيدا وصور  كانوا يبحرون إلى  موانىء الدنيا حاملين على ظهور سفنهم سلعا ومنتوجات هي الأجود  على وجه الأرض ، فيلقونها على الشواطىء والسواحل ،  وينتظرون في عرض البحر ، حتى يأتي أهل التجارة يأخذون ما يطيب لهم ويتركون أبدالا من ذهب وفضة ، فلا كان الفينيقيون  يمتهنون الغش ولا كان الوسواس الخناس يلعب في عقولهم خشية أن يسرق الغرباء  بضائعهم وأسلاعهم المرمية على الموانىء والمرافىء.

أكثر أهل السياسة حاضرا، جعلوا من السياسة غشا وشكا  ودجلا وكذبا واتهاما وادعاء ، فلا يثق أحد منهم بأحد منهم ، هل هم لبنانيون ؟.

من هو اللبناني؟

اللبناني كما يجمع أهل التاريخ والتأريخ ، هو وريث الثقافة العالية والراقية ، تماما مثل ادريان الفيلسوف ابن مدينة صور التي فتحت له مدينة أثينا أم الفلسفة مدارسها ليحاضر فيها عن الفلسفة ،  فكان  يفتتح كل محاضرة فيها  بقوله المشهور : "  ها ... أن الحروف تعود مرة أخرى من فينيقيا إلى أثينا " ، وبذلك يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو : " من الواضح أن أبجدية  اليونان ( يعني أبجديات العالم  المعروفة ما عدا الصينية وأشباهها الأسيويات )  جاءت من فينيقيا ، سواء جاء بها قدموس أو غيره " .

أغلب أهل السياسة الذين ينتحلون السياسة في هذه الأيام ، ما ثقافتهم ؟ ما معارفهم ؟ وهم الذين لا يميزون  بين حروف الجر وأدوات النصب والجزم ولا بين الفاعل والمفعول  ولا بين الفتحة والكسرة ، هل هم لبنانيون؟.

من هو اللبناني؟

اللبناني هو الذي  ينتج  معرفة وثقافة وفلسفة ، مثلما فعل فلاسفة مدينة صور وفي طليعتهم الفيلسوف الشهير فورفوريوس ،  إذ شكلت فلسفته أساسا  كاملا لقواعد ومصادر الفلسفات المسيحية والإسلامية .

أكثر الذين يتلبسون السياسة في هذا الزمان ، ما فلسفتهم غير تلك الشتائم  التي يتبادلونها في سويعات الصباح وفي سويعات الأصيل ؟ هل هم لبنانيون؟.

من هو اللبناني؟

اللبناني ، ذاك الذي أول من أتقن الصناعات الثقيلة ، فكانت سفن فينيقيا  علامة خاصة وصناعة خالصة لطرابلس وجبيل وصيدا صور، غالبية إمبراطوريات العالم القديم رفعت قبعات الإحترام لصناعات فينيقيا  تلك ، ففي الحرب سفن فينيقيا في المقدمة ، وفي السلم سفن فينيقيا مملوءة بالزجاج  والفخار والأثاث واللباس والفواكه والخضار والمآكل والمشارب ، وكلها مصنوعات ومنتوجات محلية ، كما يقول أبو التاريخ هيرودوتس الإغريقي قبل الميلاد ومثلما يؤكد كبير المؤرخين وول ديورانت في القرن العشرين للميلاد . 

ماذا أبقى أهل السياسة من صناعات ومزروعات لبنانية ؟ جعلوا البلاد قحطا وأرضا يبابا  لا مصنعا تركوا  ولا حقلا زرعوا ، أعطبوا كل شيء وأنعشوا زراعة الرعب بين  المذاهب والطوائف ، هل هم لبنانيون ؟.  

من هو اللبناني؟

اللبناني ذاك الذي يتوقف لحظة  أمام ما يقوله هيرودوتس عندما زار مدينة صور، فوجد شوارعها في غاية  الجمال والنظافة .

 ماذا بقي من تلك المشاهد في لبنان  غير روائح النفايات التي جعلها أهل السياسة من تقاليد العيش ومظاهرالحياة ؟ هل هم لبنانيون ؟. 

من هو اللبناني؟

اللبناني ، ذاك الأنيق الذي  يرتدي أفخر الثياب وأجملها ، هي الصورة نفسها التي كان عليها  الفينيقيون في صيدا وصور وجبيل ،  حيث كانت الملكة المصرية كيليو بترا ، ترتدي ثيابها الملوكية ، مرة من مصانع صيدا ومرة من مصانع صور.

هذه الصورة ، استمرت تناسلا وولادة إلى ما قبل سنوات قليلة ، ولما حل العام 2019 تهشمت هذه الصورة وتكاد تتمزق ، ويمعن أغلب أهل السياسة  في إعطابها وإحراقها  داعين الناس بعدما أفلسوهم  وأفقروهم  إلى تغيير أنماط حياتهم ، هل هم لبنانيون ؟.     

من هو اللبناني؟

اللبناني جعلته الثقة الحضارية  يقول لأبناء اثينا أتيناكم بالحرف مرة ثانية كما فعل أدريان الفيلسوف  ، واللبناني ذاك الذي عاش في قرطاجة  التي قال فيها  المؤرخ الإغريقي ابيانوس : " إن قوة قرطاجة تعادل قوة  بلاد اليونان وثراءها يعادل ثراء بلاد فارس " ، أي انها تعادل الشرق والغرب .

قد يكون مفهوما أن يحرق الإسكندر المقدوني مدينة صور حتى لا تنافس اثينا ، وقد يكون مفهوما أن تحرق روما  قرطاجة  بعدما بدا العالم موزعا بين قرطاجة وروما كما يقول الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو .

قد يكون كل ذلك مفهوما   ولكن ما هو غير مفهوم : لماذا يحرق السياسيون اللبنانيون  لبنان؟.

 

توافق باريس وواشنطن على تلازم المبادرة الفرنسية و”ترسيم الحدود”

منير الربيع/المدن/29 كانون الثاني/2021

يدور في الكواليس السياسية والديبلوماسية كلام كثير حول الرهان على التكامل الفرنسي – الأميركي في مقاربة الملف اللبناني، في المرحلة المقبلة. وتؤكد معلومات أن الإدارة الأميركية الجديدة تؤيد المبادرة الفرنسية، ولا تريد عرقلتها. والعمل جارٍ بين الطرفين على بحث مقومات التكامل بين المبادرة الفرنسية وما تريده الولايات المتحدة الأميركية في لبنان.

بين العقوبات والترسيم

باريس طلبت من الإدارة الأميركية تجميد سياسة العقوبات على شخصيات لبنانية، لأنها تؤثر سلباً على المساعي السياسية وتسهم في عرقلتها. في المقابل، تهتم واشنطن بعملية ترسيم الحدود. وتعتبر مصادر أميركية أن إنجاز ملف الترسيم يؤدي إلى تمكين الإدارة الأميركية من لجم أي تصعيد إسرائيلي يهدف إلى إرباك واشنطن.

والترسيم يعني إرادة ضمنية على حماية الاستقرار في جنوب لبنان، وبدء مفاوضات موازية حول ملف سلاح حزب الله وصواريخه ومعضلة مزارع شبعا. لكن هذه الملفات تحتاج إلى مفاوضات على المدى الطويل. والأساس هو وضع الإطار العام، خوفاً من حال الضياع القائمة حالياً، والتي قد تؤدي إلى زيادة التوتر. هنا تعمل واشنطن وباريس على نسج سياسة التكامل: المبادرة الفرنسية بمواكبة أميركية لإعادة إحياء ملف ترسيم الحدود. وهذا ما تشدد عليه السفيرة الأميركية إلى حدّ بعيد، في جولاتها على المسؤولين اللبنانيين. وتؤكد المعلومات أنها تريد إحياء المفاوضات، والبناء على قواسم مشتركة، بدلاً من الطروحات التصعيدية التي أدت إلى الخلاف والعرقلة. وهذا كان مبحثاً أساسياً خلال لقائها رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي أبدى استعداده للتعاون والتفاهم، وقال في بيان صادر عن القصر الجمهوري إن الهدف هو إعادة البحث في ما طرح على الطاولة. فسّر كلامه هذا على وجهين: تصميمه على التمسك بطرح 2290 كلم مربع، والعودة للتفاوض على 860 كلم، لقاء تحصيل إعادة الإعتبار لجبران باسيل، بعدما طاولته العقوبات.

التهديدات الإسرائيلية

يقود الاهتمام الأميركي المكثف بإحياء ملف الترسيم إلى أن الهدف هو تحديد موعد جديد للمفاوضات، والعودة إلى إتفاق الإطار، أي التفاوض على 860 كلم مربعًا. وهذا ما يتمسك به الرئيس نبيه برّي وحزب الله، وعدم المطالبة بما هو أكثر. والتركيز في المرحلة المقبلة على تحديد موعد لجلسة جديدة.

ويأتي هذا التحرك على وقع الضغوط الإسرائيلية المستمرة. وكان آخرها كلام رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي الذي أطلق رسائل في اتجاهات متعددة، دُعّمت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى الجولان السوري وإلى الحدود اللبنانية، مع كلام تهديدي جديد بشأن صواريخ حزب الله المنتشرة بين المنازل. لذا، تعمل واشنطن وباريس على سحب أي فتيل توتر، ومنع إسرئيل من الإقدام على خطوة تصعيدية قد تشعل المنطقة. والركيزة الأساسية في هذا المسعى تنطلق من إيجاد أرضية مشتركة تحافظ على الاستقرار اللبناني حدودياً وداخلياً.

العالم والقوى المحلية

في هذا الإطار تراقب عواصم العالم التحركات الحاصلة في المناطق اللبنانية، مع ارتفاع منسوب الخوف من احتمال تناميها، واتخاذها أشكالاً متوترة وعنيفة، قد تدفع جهات متعددة إلى استغلالها للمساهمة في اهتزاز الاستقرار الأمني والاجتماعي. تستخدم الدول هذه المشاهد في آليات ضغطها على القوى السياسية اللبنانية، لتحفيزها على التوافق، فيما تستمر اللعبة الداخلية المعروفة: تقاذف الأطراف المسؤوليات، وتبادلهم الإحراجات في ما بينهم. فهذا يتهم ذاك بإثارة الشارع، بهدف دفعه إلى تقديم التنازل حفاظاً على الاستقرار ومواكبة للمساعي الدولية.

 

الرئيس القوي وأبو العلاء المعرّي

جوزف الهاشم/الجمهورية/29 كانون الثاني/2021

وفَرِحنا بالرئيس القوي مهلِّلين، كأنمّا هبَـطَ علينا العـونُ من الله...

ويوم سكرْنا وتعانقت الكؤوس ابتهاجاً، لم نكـن ندري أنَّ يومنا سيكون بلا غـدٍ، وأننا سنحطّم الكؤوس على شفاهنا مع الأخطل الصغير:

لـمْ يكُـنْ لي غـدٌ فأفرغْتُ كأسي

ثمَّ حطَّمتُها على شفتّيا

في مراجعةٍ لتاريخ الرؤساء منذ الإستقلال، يتبَّين أنّ العهود الأقلّ فساداً هي التي يتولاها رؤساء لـمْ يولَـد لهم أولاد، ولم يولدوا من رَحِـم الأحزاب...

الرئيسان: فؤاد شهاب وشارل حلو لم يُرزقا بالبنين والبنات الصالحين..

والرئيس الياس سركيس ترهَّب وتهرَّب ورفع عنه تلك الكأس فظـلّ عازباً...

خطيئة الرئيس ميشال عـون أنّـه لم يكتفِ بما رُزِق، بـلْ شاء أن يكون «بـيّ الكل» فكان حجم الفساد بمقدار حجم الأولاد.

الرئيس بشارة الخوري لأنه كان يتمتّع بنعمة الزواج والأولاد ولأنّ والده كان متزوجاً جدّاً، والأخُ للأخِ جناح ، فإنّ قـوة الفساد أسقَطَتْه في منتصف الولاية الثانية.

بالمعنى البيولوجي، تُثبـتُ التجربة في معظم مراحل التاريخ، أنّ مواصفات الرئيس القوي تنطبق على الرجل الأعزب أو المتزوج بلا أولاد، ولا سيّما البنات مع أزواجهنَّ الأصهار.

السلطان العثماني مصطفى الثالث استمرّ حكمه ما يزيد على الخمسين عاماً لأنه أنجب الكثير من الأولاد ولم ينجب بنتاً.

الملكة البريطانية أليزابيت تيودور استمرّ حكمها خمسة وأربعين عاماً لأنها بقيتْ عزباء، وبهذا القول الفيلسوف الإنكليزي فرنسيس بيكون: «إنّ أفضل الأعمال وأعظمها أثـراً على الناس نبعَت من أناس ليس لهم زوجة ولا أولاد (١)».

هذا إلاّ إذا كان الرئيس يتزوج أربع مرات بنساء ثريّات من أجل إنعاش خزائن الدولة كما فعل فيليب الثاني ملك إسبانيا .

وهذا لا يعني أنَّ ما ينطبق على تداول السلطة في ولادة البنات، يقودنا إلى التشاؤم البيولوجي والحـدّ من النسل البشري عملاً بالقاعدة التناسلية التي أطلقها الشاعر المتزهّد أبو العلاء المعري بقوله: «خيـرٌ للإنسان إلاّ يولد، وإنْ وُلِـدَ ألاَّ يتزوج ، وإن تزوج ألاَّ ينجب أولاداً...

الملك البريطاني أدوار الثامن أراد أن يتزوّح المرأة الأميركية «واليس سمبسون» ولما عارضه البرلمان تنازل عن العرش مفضّلاً الزواج على التاج تحاشياً لأي مشكلة دستورية.

تصوّروا مثلاً، لو أنّ الطبقة السياسية الحاكمة عندنا لمْ تُشركْ الزواج بالتاج، ولم تشترك جمعيات الزوجات بنهب الخزينة...

ولو أنّ الأولاد لا يُتوَّجون كأبناء الملوك ملوكاً منذ الولادة.

ولـو أنّ الحكام لا يدّعون كما الملوك بأنّهم ممسوحون بالزيت المقدّس.

ولو أن المسرحية السلطوية ميّـزَتْ بين البطل الملحمي الذي يتجنّد في خدمة قضيةٍ إنسانية، والبطل الدموي الذي يتجنّد في خدمة القتل.

لولا هذا وذاك، هل كانت ملحمة هذا الإنهيار العارم الذي يكاد معه لبنان أن يُمحى من الخريطة الكونية...؟

لم نعد في حاجة إلى الإستعانة بالمصطلح الفلسفي لنحدّد مفهوم القوة والضعف في شؤون الحكم...

وبين القوة الخادعة والضعف المبدع إنكشفت في التاريخ هرطقة الملوك الذين يدّعون بأنهم ممسوحون بالزيت المقدّس، فانمسحوا في مزابل التاريخ.

 

حول كلام ولي العهد عن عقد وطني جديد

د.مصطفى علوش/الجمهورية/29 كانون الثاني/2021

«لا توحش النفس بخوف الظنون واغنم من الحاضر أمن اليقين فقد تساوى في الثرى راحل غدا وماض من ألوف السنين» رباعيات الخيام - أحمد رامي

لست من دعاة تقديس النصوص في كل آن وأوان، فما كان حقيقة مطلقة في يوم ما لا مجال حتى لنقاشها، يأتي زمن لتصبح تلك الحقيقة فيه مجرد رواية مضحكة، يتندّر بها الناس. يعني، كما يقول الفيلسوف مارتن هيدغر، أنّ الحقائق العلمية بذاتها تبقى حقيقة في أوانها، ومرجعية صالحة منطقية للناس، ليبنوا عليها أرضية أفكارهم، ومن ثم ينطلقون منها نحو تفسير الأمور بناءً عليها. فعندما كانت الأرض مسطحة، والشمس قرصاً يتنقل على عربة في السماء، لتختبئ وراء الجبال ليلاً، والخيمياء قاعدة علمية لتحويل المعادن لذهب، وشرائع حمورابي قانوناً... كانت تلك حقائق مطلقة، لكن الأهم هو أنّها تصبح قاعدة فيها الكثير من القداسة، ونسبها كان لكيانات فوق البشر، لأنّها في طيّاتها تحمل الإحساس بالأمان كمرجعية لاجتماع البشر، في ما بينهم، ومع الطبيعة.

الماضي يحمل دائماً دروساً نفهم من خلالها ما هو نافع لتفادي الخطأ، وما هو الطريق إلى هوة الجحيم وكيفية تجنّبه. العاقل يعرف كيف ينتقي من الماضي العِبَر النافعة لتجنّب المخاطر، لكن المصيبة هو أنّ قلّة من الناس يتفهمون التاريخ، وإن فهموا فقد يعتقدون أنّهم أكثر حنكة أو دهاء ممن سبقوهم على درب الخراب، فيعودون بأنفسهم إلى تكرار كل ما أوصل من هم قبلهم إلى الهاوية، لاعتقادهم بأنّهم فهموا. يقول أينشتاين إنّه «من علامات الجنون تكرار مسار معين بتفاصيله وانتظار نتائج مغايرة».

لا بأس، فمن جديد إحتجت لتلك المقدمة للدخول في لبّ الموضوع. والموضوع من جديد هو طرح ولي عهد الجمهورية اللبنانية عقداً وطنياً جديداً، بعد فشل العقد السابق بتأمين الاستقرار الوطني، فأدخلنا في حروب مستمرة منذ تأسيس بدعة الشراكة الوطنية بين زعماء ووجهاء الطوائف، الذين تحوّلوا بين ليلة وضحاها من إقطاعيين إلى رجال دولة وسياسيين.

بكل موضوعية ووضوح، أنا لم أعتقد يوماً أنّ اتفاق الطائف، أو الدستور الذي نتج منه، كان العلاج المثالي لمرض الشعوب اللبنانية المتعايشة قسراً على أرض لبنان الضيّقة، لكنه على الأقل أوصل الحرب الطويلة المدمّرة الدامية إلى ختام، ولو على زغل، وأعطى فرصة، ولو مؤقتة، للناس لكي يفكّروا بكيفية العيش بشكل عادي، وإن لم نعد نعرف ما هو العيش العادي بالضبط. وبالتالي، فإنّ الدستور الذي حاول أن يُرسي توازنات جديدة في السلطة غير المتوازنة في ما سبق، ليس نصاً مقدّساً، وهو، مع أنّه لم يُطبّق بالكامل، وخصوصاً بتلك البنود المتعلقة بإلغاء الطائفية السياسية، لكن ما على المحتجين عليه، أو المتضررين منه، إلّا أن يذهبوا إلى الطريقة الدستورية لتعديله، أي من خلال مجلس النواب، وهم يملكون كتلاً وازنة في البرلمان. إلّا إذا كان البعض من المغامرين الذين رفضوا اتفاق الطائف من يومه، واحد لأنّه لم يأتِ به رئيساً للجمهورية، وآخر لأنّه أخّر حلم الولاية الذي كان قاب قوسين، يريد دفع البلاد إلى حرب جديدة!

لماذا هذا الكلام الآن؟ فقد صرّح رئيس «التيار الوطني الحر»، وولي عهد الرئاسة الأولى، بأنّ تغيير اتفاق الطائف سيكون بالممارسة. واليوم يطرح خيارات أكثر جذرية من خلال مؤتمر وطني، لا يبدو أنّه سيؤدي في نهاية المطاف إلاّ إلى إعادة رسم حدود جغرافية وديموغرافية جديدة للبنان. لقد تراجع في السابق عن المطالبة بتعديل الطائف دستورياً، وذلك لعلمه بأنّ التعديل سيفتح شهية الجميع على تعديلات أخرى تناسبهم، بناء على المعطيات الفعلية على الأرض من عدد وعدة. وبما أنّ موازين القوى هي بوضوح تميل إلى من يملك السلاح في البلد، فإنّ أي تعديل سيكون محكوماً حتماً بما يريده أصحاب السلاح، أي ليس لمصلحة من يتوهم أنّ التعديل سيعيد ماضياً لم يتمكن من إقناع أحد بجودته. في النهاية، فإنّ الاختلاف عندها سيدفع إلى الفراق، خصوصاً عندما ستُطرح المثالثة بدل المناصفة.

تجربة انتزاع رئاسة الجمهورية تحت شعار الرئيس القوي، والفكرة هنا، هي أنّ الشراكة بين الطوائف تكون بالقيادات التي تمثل طوائفها بشكل أكثري في المجلس النيابي، كانت لإعادة التأكيد على أنّ البلد يجب ان يُحكم من زعماء الطوائف. بالطبع، فإنّ هذا الطرح لا يؤدي بالمرّة إلى حكم سوي، لأنّه حسب التجربة ألغى فصل السلطات، وأصبح مجلس الوزراء صورة طبق الأصل عن المجلس النيابي، وحرم بالتالي البلد من وجود معارضة تراقب وتحاسب وتعدّ نفسها لطرح مشروع بديل عند فشل الحكم.

لكن، عندما وصل رئيس الجمهورية تحت شعار هو اخترعه، حاول وضع رئاسة الحكومة تحت عباءته، أي فرض التعديل الموعود بالممارسة على الدستور. ويجب الاعتراف، أنّ هذا المخطط نجح في بداياته، لدرجة جعلت من رئيس الحكومة في موضع الإحراج والاستهداف من قِبل مؤيّديه. ومن بعدها البقية معروفة بعد قرار الاستقالة، فقد تبين أنّ استيعاب قرار رئاسة الحكومة لم يعد ممكناً مع سعد الحريري. من هنا كان القرار بالبحث، أو ربما كان الخيار جاهزاً عند رئيس الجمهورية، عن رئيس لا حيثية ولا قرار ولا وقفة عز عنده، جلّ أحلامه أن يكون رئيساً ولو نظرياً، ليكون السبيل لتعديل الطائف بالممارسة.

هذا اللعب على حافة الهاوية اليوم، المبني على لحظة ضعف تاريخية، لن يكون إلاّ مقدّمة لانفجار كبير عندما تتغيّر الموازين فجأة، ومن يقرأ التاريخ، ويفهمه، يعرف كيف يتجنّب الوقوع من جديد في الهاوية التي سبقه إليها آخرون. السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة البلد اليوم، هو من خلال حكومة مهمّة، تضخ بعض الهواء في رئتيه، إلى حين العودة للبحث في جنس الملائكة، أما الرهان على الخراب لفرض التغيير، فهو رهان خطر وقد ينقلب وبالاً على الساعين إليه. المشكل اليوم أصبح واضحاً، فمن قال في الماضي «لعيون صهري ما تركب حكومة» يقول اليوم «من بعد صهري ما يركب بلد».

 

ليل طرابلس يشتعل.. إحراق البلدية والمحكمة وإقتحام جامعة العزم

أنطوان العامرية/الجمهورية/29 كانون الثاني/2021

يبدو أنّ "ثورة الجياع" بدأت في طرابلس ولن تنتهي، وهذا بالفعل ما تنقله الصورة عن الأهالي الذين خرجوا الى الشارع، ليؤكّدوا على أنّه لم يعد بمقدورهم تأمين لقمة العيش، كون الغالبية العظمى من ابناء المدينة يعتاشون على عملهم اليومي، فكيف الحال مع إقفال دام لأكثر من أسبوعين ومُدّد، من دون مراعاة الناس والأوضاع الاقتصادية المنهارة. شيّع الشارع الطرابلسي أمس الشاب عمر طيبة، الذي سقط إثر الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في اليوم الثالث من الاحتجاجات الشعبية، والتي انطلقت رفضاً للتمديد للاقفال، في التبانة جامع الغرباء، بالقرب من دوار ابو علي. وإثر التشييع، نفّذ المعتصمون وقفات احتجاجية أمام منازل النواب في طرابلس، فتجمّعوا أمام منزل النائب فيصل كرامي وأطلقوا «الهتافات المندّدة بسياسته الفاسدة، والتي لم تلحق بالمدينة سوى التدهور الذي آلت اليه أوضاعهم الاقتصادية». ووضع الجيش اللبناني حواجز أمام منازل النواب لمنع الثوار من الوصول الى المداخل، لكن ما جرى أنّ عدداً منهم توجّه فجأة نحو منزل النائب سمير الجسر في منطقة المعرض، وعمد الى تكسير المدخل والقاء النفايات فيه، مطلقاً هتافات تطالبه بالاستقالة، بعدها حضرت قوة من الجيش وطالبتهم بالابتعاد عن المدخل والوقوف عند الرصيف المقابل، حيث عمد الثوار الى اضرام النيران في مستوعب للنفايات أمام منزله.

ثمّ إنتقل المعتصمون الى ساحة النور، حيث بدأ اعتصامهم أمام سراي طرابلس وراحوا يرشقونها بالحجارة، فعمدت القوى الأمنية الى اطلاق القنابل المسيلة للدموع بكثافة، بهدف تفريقهم، ما أدّى الى سقوط عدد من الجرحى، فيما استمرت عمليات الكرّ والفرّ.

من جانبها، اعلنت قوى الامن عبر حسابها على «تويتر»، عن «سقوط قنبلة يدوية حربية داخل باحة سراي طرابلس، نتج منها جرح احد العناصر واصابته طفيفة».

وليلاً، إمتدّ حريق في المحكمة السنّية الشرعية في طرابلس، من الطابق الارضي الى الطابق الاول، جراء القاء قنبلة مولوتوف من قِبل المحتجين.

ثم إنتقل المحتجون الى بلدية طرابلس ورشقوها بقنابل «المولوتوف»، ما أدّى الى اندلاع حريق كبير فيها. وعمدوا بعدها الى إقتحام جامعة العزم بعد خلع بابها الرئيسي.

الى ذلك، إفادت غرفة العمليات في جهاز الطوارئ والإغاثة، أنّ 8 فرق إسعافية عملت في ساحة النور ومحيطها على إسعاف الجرحى.

بقاعاً

وفي سياق متصل، قطع محتجون طريق شتورا المصنع الدولية عند مفرق المرج بر الياس تضامناً مع طرابلس.

الجنوب

على خط آخر، انطلق عدد من اهالي مدينة صيدا بمسيرة راجلة جابت شوارع المدينة وداخل صيدا القديمة، وردّدوا هتافات تدعو الى تضامن مع طرابلس وللنزول الى الشارع رفضاً للواقع المعيشي والاقتصادي المتردي وتفلّت سعر الدولار وتداعيات التعبئة واستمرار الاقفال بسبب جائحة كورونا.

وزارة الداخلية

في السياق نفسه، تجمّع محتجّون أمام وزارة الداخلية والبلديات في محلة الصنائع وردّدوا هتافات مندّدة بما حصل في طرابلس أمس، وبتردي الوضع المعيشي وارتفاع صرف الدولار.

وتجمّع عدد من المحتجين أمام منزل وزير الداخلية محمد فهمي، احتجاجاً على الاوضاع المعيشية المتردية، وعدم توزيع مساعدات للمواطنين خلال الإقفال.

توازياً، سُجّلت وقفة احتجاجية أمام منزل وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر.

رياض الصلح

في المقابل، تجمّع أنصار الحزب الشيوعي أمام السرايا الحكومية في ساحة رياض الصلح، مردّدين شعارات تحمّل الحكومة مسؤولية ما آلت اليه الامور على صعيد الملفات كافة.

من جانبهم، حاول محتجون إقفال أوتوستراد الدورة بحاويات النفايات لكنهم انسحبوا بعد وصول الجيش، فيما قطع محتّجون اتوستراد ذوق مصبح بالسيارات ليلاً.

 

انتفاضة الجياع تُلهب طرابلس وتهدّد بتمدّد الاحتجاجات… قتيلان ومئات الجرحى

سعد الياس/القدس العربي/29 كانون الثاني/2021

لليوم الثالث على التوالي، بقيت عاصمة الشمال تتصدّر المشهد الأمني والسياسي والحياتي، ونزل المواطنون الغاضبون في طرابلس إلى ساحة النور والشوارع المحيطة بها، متحدّين القنابل المسيّلة للدموع وأحوال الطقس الماطر ليرفعوا صوتهم مردّدين الهتافات ضد المسؤولين عن الأزمة المعيشية التي يعانون منها والتي تفاقمت بعد قرار الاقفال العام بسبب جائحة كورونا. وأكد عدد من المحتجين أنهم لن يخرجوا من الشارع، وتوعّدوا “بالرد على مسؤولي الدولة وتجويعهم وتهجيرهم كما فعلوا بالشعب”. وقد أشعل الشارع من جديد سقوط قتيلين وعشرات الجرحى.

وسيطرت حالة من الغضب الشديد في عاصمة الشمال إثر الإعلان عن وفاة الشاب عمر طيبة متأثراً بجراحه، وإثر الإعلان عن انتحار شاب آخر يائس بمسدسه، وذكرت بعض المحطات بعد ذلك أن جريحا آخر فارق الحياة.

وبعد إتمام مراسم تشييع طيبة توجّه شبّان غاضبون الى منازل نواب طرابلس وطالبوا باستقالتهم وحاولوا اقتحام منازلهم. وتجمّع محتجون أمام منزل النائب الحليف لحزب الله فيصل كرامي، وردّدوا هتافات تطالبه بالاستقالة، مؤكدين أن “دماء شباب طرابلس ليست رخيصة ولن تذهب سدى”. وقد منعهم الجيش من الدخول إلى المنزل. واعتصم المحتجون أمام منزل عضو “كتلة المستقبل” النائب سمير الجسر، وعمدوا إلى إحراق مستوعبات النفايات وإطلاق هتافات تطالب باستقالته، في ظل انتشار عناصر الجيش التي أبعدتهم عن المبنى قبل أن يتوجّهوا إلى منزل الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق أشرف ريفي.

وليلاً استمرت عمليات الكرّ والفرّ بين المحتجين والقوى الامنية في محيط سرايا طرابلس التي رشقها المتظاهرون بالحجارة وقنابل المولوتوف الحارقة، وردّت عليهم القوى الأمنية بإطلاق القنابل المسيّلة للدموع، ما أدى الى سقوط 3 جرحى وإسعاف 30 آخرين في المكان بحسب الصليب الاحمر.

وتولّت محطات تلفزيونية محلية النقل المباشر للأحداث حيث سُمعت هتافات وشتائم بحق العهد والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في ظل مخاوف من انزلاق الوضع واستغلال ثورة الجياع لتوجيه رسائل سياسية وأمنية معينة.

وفي جديد التحركات، نُفّذت اعتصامات في بيروت تضامناً مع طرابلس وتنديداً بما يتعرّض له المتظاهرون، أبرزها أمام وزارة الداخلية ومنزل وزيري الدفاع والداخلية زينة عكر ومحمد فهمي وطريق عاليه وطريق شتورة – المصنع وساحة رياض الصلح، حيث أضرمت النيران قبالة السراي الحكومي، وفشلت محاولة البعض لإقفال أوتوستراد الدورة بعد تدخّل الجيش. تزامناً، أكد “تيار المستقبل” أن “الحل الأمني للأزمة المعيشية ليس حلاً، والذين يراهنون على استدراج طرابلس إلى ساحات الفوضى والفلتان يعلمون جيداً أن الأكثرية الساحقة من أبناء طرابلس وسكانه، لن يجاروا هذا المخطط الدنيء الذي يطل برأسه من أقبية المخابرات سيئة الذكر وأزلامها المعروفين”. من جهتها، فإن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي لفتت إلى سقوط قنبلة يدوية حربية داخل باحة سراي طرابلس، نتجت عنها اصابة أحد العناصر، في وقت تواصلت الإصابات في صفوف المحتجين. وردّت قوى الأمن الداخلي على ما سمّته ” تأويلات وتحريف للأحداث”، آسفة” لما آلت إليه الأمور من أعمال شغب واعتداءات وأفعال جرميّة”. ولدى تلاوة مذيعة قناة “الجديد” بيان قوى الأمن هاجم شبّان مراسل المحطة في طرابلس، واعتدوا عليه وعلى فريق التصوير.

 

عون: لن أمدّد والحريري لا يريد التعاون معي

 نقولا ناصيف/الأخبار/29 كانون الثاني/2021

فوجئ الرئيس ميشال عون بما أدلى به النائب ماريو عون، عندما دعا الى تمديد ولايته. استوضحه، فعزا الجواب الى رد فعل على ما كان قد أثاره معه زميله النائب زياد حواط في مقابلة تلفزيونية، بالدعوة الى تقصير ولاية رئيس الجمهورية. عند هذا الحدّ يقتضي وقف السجال

يؤكد رئيس الجمهورية ميشال عون أنه ليس في وارد القبول بتمديد ولايته، أياً تكن الجهة التي تنادي به، ولا التفكير في ذلك حتى. يوم انتخابه قبل أربع سنوات، أقسم على احترام الدستور وتطبيقه، ولن يذهب مذهب الذين تلاعبوا به من قبل. يذهب الى أبعد من ذلك بالقول: «ما دمت أحرص على صلاحياتي الدستورية وأتمسك بها، وأضع حداً لأولئك الذين اعتادوا الاعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية، أو على بنود سواها في الدستور، حريّ أن أكون أول المتمسكين بنصوصه واحترام تطبيقها، وعدم السماح بالنيل منها. ردود الفعل على غلطة طرح التمديد الذي لا أوافق عليه، لا تتوخى عند البعض سوى استغلال هذا الموقف للتصويب في منحى مغاير. سوى ذلك، لا نزال في الثلث الثالث من الولاية. بكير بعد على الذين يعتمدون على كوابيسهم».

يضيف عون: «تمسُّكي بالدستور وبصلاحياتي خصوصاً هو الذي يمنع محاولة فرض حكومة غير متوازنة، أو التعرّض لصلاحيات رئيس الجمهورية. هناك مَن لم يعتد على احترام صلاحيات الرئيس. لكن ثمة مَن لم يُلمّ بها ويريد الآن فرض إرادته أو يتصوّر أنه قادر على ذلك. أيام الحقبة السورية تعوّدوا على غازي كنعان يؤلف لهم الحكومات، ويقبلون بالحصص، وبمَن يسمّيه لهم ويدّعون أنهم طبقوا الدستور وألّفوا الحكومات. اليوم، يريدون أن يفعلوا الأمر ذاته من دونه. في أحد اجتماعاتي مع الرئيس سعد الحريري، قال لي إنه الرئيس المكلف، وهو مَن يؤلف الحكومة كلها. طبعاً هذا لم أسمح به قبلاً، ولا الآن. بحسب المادة 53، رئيس الجمهورية شريك أساسي في تأليف الحكومة، وفي الموافقة على كل اسم مرشح للتوزير، لأن مسؤوليتي كرئيس الجمهورية أن أحافظ على التوازن داخل الحكومة. المسؤولية مشتركة لا أحد يستأثر بها. من دون احترام التوازن وما أسمّيه المعايير الموحدة لن أوقّع مرسوم حكومة».

عندما يُسأل عن المسار الذي أضحى عليه تأليف الحكومة، في ظل انقطاع التواصل بينه وبين الرئيس المكلف، يقول رئيس الجمهورية: «لا حاجة الى أن أدعوه كي يأتي الى هنا. قلت له قبلاً أهلاً وسهلاً به في بعبدا، عندما يريد أن يأتي ومعه مشروع حكومة غير الذي أتى إليّ به في آخر اجتماع بيننا في 23 كانون الأول. أتى بمسوّدة من 18 وزيراً، غير متوازنة، رفضتها. عندما يفكر في صيغة جديدة، أبواب بعبدا مفتوحة للرئيس المكلف. أما إذا أصر على مسودته تلك، فالأمر شأنه هو».

الواضح مما يشير إليه عون، أن مسحة التشاؤم هي الغالبة على علاقته بالرئيس المكلف الذي يتقلّب بين اجتماع وآخر على ما يكون قد طرحه: «في البداية، اعتقدنا أن تباطؤه في التأليف مردّه الى قلقه من إقدام الرئيس دونالد ترامب قبل انتهاء ولايته على عمل يستهدفه هو ويعرّضه لعقوبات، في حال سمّى وزراء يرضى بهم حزب الله. في ما بعد، اكتشفنا أن المشكلة ليست هنا. أصبحت في تسمية الوزراء المسيحيين. في المرة الأولى، قال لي سمِّ الوزراء المسيحيين التسعة. سألته عن توزير سليمان فرنجية، فأجاب أنه يتدبّر الأمر معه. سمّيت، فذهب وعاد بموقف معاكس. من الطبيعي أن يسمّي رئيس الجمهورية الوزراء المسيحيين بسبب إحجام الأفرقاء المسيحيين عن المشاركة، إضافة الى رفض الرئيس المكلف أي دور للكتلة المسيحية الكبرى وأكبر كتلة في مجلس النواب التي يترأسها النائب جبران باسيل. مع ذلك قلت له دعه جانباً، وسأتفاوض أنا معك. اخترع الثلث +1 على أنني أطالب به. هذا غير صحيح، ولم أطالب يوماً بالثلث +1 لأن إرادة التعطيل عندما تتكوّن لا تقتصر على فريق واحد، بل أكثر من فريق وربما ائتلاف أفرقاء. فريق واحد لا يسعه التعطيل، ولدينا من الماضي القريب أمثلة وفيرة. طالبت بستة وزراء، أي خمسة +1. هذه حصة التمثيل وليست حصة التعطيل. أتاني رداً على تمسكي بتمثيل المسيحيين للسبب الذي ذكرتُ، أنه هو الذي يريد أن يسمّي لي الوزير المسيحي السادس المحسوب على حصتي. عندما تسأله عن الوزراء الشيعة، يقول إنه متفاهم مع الرئيس نبيه برّي على وزارة المال، ومع حزب الله على وزرائه. في النتيجة يسمّي وليد جنبلاط وزيره، والشيعة وزراءهم، وحزب الطاشناق وزيره، وسليمان فرنجية كذلك، والحريري يسمّي الوزراء السنّة، ويريد أن يكون شريكاً في تسمية الوزراء المسيحيين. هذا ما لا يمكن القبول به، لأنه يخلّ بالتوازن داخل الحكومة».

لا تقوم المشكلة بين الرجلين في توزيع الحصص، بل أيضاً في الحقائب التي لا تقلّ شأناً في إبراز التوازن داخل الحكومة الجديدة. في اجتماعهما الأول في 24 تشرين الأول، اقترح الحريري على عون تسمية الوزراء المسيحيين التسعة. ففعل. ذهب وعاد في اليوم التالي 25 تشرين الأول حاملاً معه تسعة أسماء سواها. وكان في 2 أيلول قد جاء الى الرئيس باقتراح جديد هو وزير واحد للدفاع والمهجرين يسمّيه عون، ناهيك بوزارة الداخلية. في 9 كانون الأول الفائت أتى الحريري بلائحة من خمسة وزراء مسيحيين من تسعة، بينهم أنطوان إقليموس للدفاع وفاديا كيوان للثقافة وعبده جريس للتربية والتعليم العالي ووليد نصار للرياضة، اختارهم الحريري بنفسه، فرفض عون.

يعقّب رئيس الجمههورية: «ما إن يذهب حتى يعود باقتراح مغاير لما سبقه. حصل ذلك في 13 اجتماعاً بيننا. لا يريد تأليف الحكومة. سايرناه في حكومة من 18 وزيراً. يبدو أنه لا يراها إلا كما يريدها هو. لن نتحدث من الآن فصاعداً إلا في حكومة من 20 بإضافة وزيرين درزي وكاثوليكي».

تبعاً لتوزيع الحقائب مناصفة بين المسيحيين والمسلمين، للأولين حقيبتان سياديتان، فيما الأخريان واحدة للسنّة وواحدة للشيعة. الأمر نفسه بالنسبة الى الحقائب الأساسية الست (الطاقة والاتصالات والأشغال والصحة والعدل والتربية) مقسّمة على الطوائف الثلاث الكبرى، اثنتان لكل منها: «أحد عروضه لي حقيبتا المهجرين والإعلام اللتان سبق أن اتخذنا قراراً بإلغائهما. عندما كُلّف قال إنه مع مداورة الحقائب، ثم أخرج حقيبة المال من المداورة. بعدما وافق على حصول رئيس الجمهورية على حقيبة الداخلية عاد الى المطالبة بها لنفسه، إضافة الى إصراره على حقيبة العدل التي تضع القضاء بين يديه. لم أعد أفهم عليه. ما يريده اليوم هو غير ما سيطلبه في اليوم التالي. طبعاً أريد حكومة جديدة تكمل السنتين الأخيرتين من الولاية، لكن ليس كيفما كان، أو حكومة تخلّ بالتوازن، أو تعطي المسيحيين حقائب ثانوية، أو تتجاهل موقع رئيس الجمهورية ودوره وصلاحياته. لن أفرّط بما أنجزناه خلال السنوات الأخيرة، بجعل الفريق المسيحي شريكاً فعلياً وليس صنيعة الآخرين الذين يفرضون مشيئتهم عليه. هنا مصدر صلاحياتي الدستورية ومسؤولياتي السياسية».

الحريري لعون: التحقيق الجنائي يعني حجب برّي وجنبلاط الثقة عن الحكومة

ينفي الرئيس أن يكون قد فكّر في التخلي عن الحريري كرئيس مكلف، أو دفعه الى الاعتذار: «لكن ذلك لا يعني أن أوافق على كل ما يطرحه. يقتضي توافقنا على تأليف الحكومة لأن مرسومها يصدر عن الرئيسين. بحسب الدستور، يوقّع رئيس الجمهورية منفرداً مرسوم تسمية رئيس مجلس الوزراء، والاثنان معاً يوقّعان مرسوم تأليف الحكومة. ذلك يعني مسؤولية دستورية مضاعفة لرئيس الجمهورية حيال أي حكومة يوقّع مرسومها». ليس رئيس الجمهورية مرجع التكليف، بل الغالبية النيابية. إلا أن الرئيس المكلف بات ــــ في حسبان عون ــــ يتصرّف «كما لو أنه يملك أن يفعل في التأليف ما يشاء، وليس لرئيس الجمهورية سوى أن يوقّع. أنا شريك فعلي في التأليف. ليس هو مَن يعطي كما لو أنه صاحب الحق، بل نحن الذين نأخذ. يكسر المداورة في مكان ويتمسك بها في مكان آخر، ويقول لنا لا تقربوا من المال ولا من الداخلية ولا من العدل. يوزّع الحقائب كيفما يشاء. أريد التعاون معه، لكن هو الذي لا يريد».

أحد أهداف تأخير تأليف الحكومة هو صرف الانتباه عن التحقيق الجنائي

ليس سراً أن أولى إشارات عدم التعاون والثقة بين الرجلين، بدأت يوم أسرّ الرئيس المكلف الى رئيس الجمهورية رغبته في صرف النظر عن التحقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان. سأله عن سبب معارضته، فإذا جواب الحريري مباغت: «كي تحصل الحكومة على الثقة في مجلس النواب، ينبغي صرف النظر عن التحقيق الجنائي. الرئيس برّي ووليد جنبلاط لا يمنحان الحكومة الثقة في ظل التحقيق الجنائي». من دون التحقيق الجنائي كأن شيئاً من الإصلاح لم يحدث في اعتقاد رئيس الجمهورية. حصوله قبل سواه، أو متقدّماً على سواه، يعني الكثير من التفاؤل بالنسبة الى المستقبل. لذا لا يتردّد في أن يعزو واحداً من الأسباب المفتعلة لتأخير تأليف الحكومة ــــ فضلاً عن الشروط التعجيزية ــــ الى صرف الانتباه عن التحقيق الجنائي.

 

فريق جديد في البيت الأبيض: ما وراء الرمزيات

أمير طاهري/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2021

بدءاً من الشهر الماضي، عندما شرع في تشكيل إدارته الجديدة، تعهد الرئيس الأميركي المنتخب جوزيف بايدن بتكوين فريق يقدم أفضل تمثيل ممكن للولايات المتحدة كما هي. وإذا ما حكمنا على الأمر من واقع الترحيب الذي تلقته إدارته الجديدة في أرجاء العالم كافة، يمكن لأحدنا أن يستنتج أنه قد التزم تحقيق تعهده وأوفى بوعده. ووفقاً للتقارير الإعلامية المتعددة، جرى استقبال فريق السيد بايدن الرئاسي بحرارة بالغة في كل من كندا والمكسيك وأوروبا الغربية من بين أماكن أخرى حول العالم. وأفادت إذاعة راديو فرنسا الدولية بوجود حالة من البهجة والسرور في العاصمة النيجيرية أبوجا؛ نظراً لأن فريق الرئيس بايدن الجديد يضم في النسق الثاني منه العديد من المواطنين الأميركيين من أصول نيجيرية. وأشارت وسائل الإعلام الحكومية في إيران إلى إدراج أو السعي إلى إدراج المواطنين الأميركيين من أصول إيرانية في الفريق الرئاسي الجديد على أمل أن يساعد وجودهم في تلك المناصب في تغيير دفة السياسات الأميركية تجاه الحكومة الإيرانية.

ومما يُضاف إلى ذلك، أن فريق السيد بايدن الرئاسي يضم عدداً من «الأوائل».

إنه أول مجلس لوزراء الولايات المتحدة الذي يضم أقلية من المصنفين بأنهم تقدميون من الرجال البيض. ووفقاً إلى كتاب الحقائق الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، فإن «البيض» يشكلون نسبة تزيد قليلاً على 73 في المائة من إجمالي تعداد السكان، في حين أن شريحة المواطنين التي تحمل مسمى «البروتستانت الأنغلو ساكسون البيض» قد تراجعت نسبتها إلى أدنى من 47 في المائة بالمقارنة.

هذا، ويتألف فريق الرئيس بايدن من مختلف الشخصيات ذات الخلفيات العرقية أو الدينية المتعددة التي وفرت ما يقارب 50 في المائة من إجمالي الأصوات التي دفعت بالسيد بايدن إلى ذروة القطب الانتخابي الزلق. ويتحدث المعلقون التقدميون في الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف متعدد الأطياف بين الأقليات، ذلك الذي يوفر العمود الفقري لقاعدة الحزب الديمقراطي الشعبية مع تعهد السيد بايدن بالعمل على هزيمة المتعصبين البيض كشعار أساسي للمرحلة المقبلة.

ولكن ما الذي يعنيه مصطلح «الأقلية» في الدولة الديمقراطية التي تقوم على أساس حقوق المواطنة المتساوية بين سكان البلاد كافة؟ يشير ذلك المصطلح إلى «المراتب الأدنى» مقارنة بـ«المراتب الأعلى» لدى كيان آخر. ومع ذلك، كيف يمكن للمرء النظر إلى فئة بعينها من المواطنين في الدولة الديمقراطية على أنهم «أقل» تصنيفاً من المواطنين الآخرين؟

لأنه من واقع الزاوية التقدمية، في دولة ديمقراطية مثل الولايات المتحدة، فإن تقسيم المواطنين على أساس العرق هو موقف رجعي يعود إلى مجتمعات ما قبل الحداثة. ولقد تفهم الإغريق القدامى الفرق بين الإثنيات وعامة الناس. ويشير مصطلح العرق إلى مجتمع يتألف من عادات وتقاليد الجماعات ضمن المجتمع، والتي عندما تتحد معاً لإنشاء مساحة مشتركة وتشغيلها فإنها تشكل نموذجاً تجريبياً في الواقع. ولم تكن مناقشات المنتدى الإغريقي القديم تدور حول الإثنوقراطية وإنما عن الديمقراطية. وإن كان هذا تصورك عن اليونان القديمة، فلا بد من تبسيط الفكرة: كان العرق، والاصطلاحات المماثلة في لغات متعددة، مثل القبيلة في اللغات الأوروبية الحديثة، أو الطبقة في اللغات الهندية، أو القوم في اللغة العربية واللغات الشرقية الأخرى، يدور حول المجتمعات البشرية قبل ظهور فكرة الأمة. وبالتالي، فإن الولايات المتحدة تتمحور حول فكرة «نحن الشعب» وليس «نحن الأقلية». فإن الديمقراطية هي بوتقة ينصهر فيها الجميع وليست لوحاً لتقطيع المجتمع إلى أجزاء وكينونات.

التقدمية هي دين علماني وليست آيديولوجيا في حد ذاتها يمكن أن يكون لها مجال في التنافسات السياسية. حتى تقسيم المواطنين على أساس المعتقدات الدينية لا وجود له تحت مظلة الديمقراطية. ولقد استخدم سان أغسطينوس مصطلح «ريليغاري» (الإلزامي) للترويج لمفهومه الخاص للعقيدة المسيحية على اعتباره أرقى وسيلة، إن لم تكن الوحيدة، في دعم المجتمعات البشرية. وفي الآونة الأخيرة، ردد البابا بنديكتوس السادس عشر رفقة الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس هذا المعتقد في خضم مشروعهما المشترك لإنقاذ الحضارة الغربية. ومع ذلك، فضّل الكثيرون منذ أيام شيشرون وإيزيدور الإشبيلي اصطلاحات من شاكلة «ناشيو» (أي الميلاد المشترك في أرض مميزة)، و«ريليغيري» (أي القراءة المشتركة)؛ مما يعني الاتفاق المشترك على مجموعة من القواعد المعنية بتنظيم المجال المشترك ومن ثم إدارته.

وفي العلمانية الديمقراطية الأميركية، تتعهد الدولة بحماية المجتمعات الدينية وغيرها من المجتمعات الأخرى، ولكن ليس من زاوية الاعتماد عليها كأجزاء مكونة في المجتمع. أما النسخة الفرنسية من العلمانية، فإنها معنية بحماية الدولة، وبالتالي الأمة بأسرها، من الدين.

زعم النقاد التقدميون لمفهوم الأمة تحديداً، ومن أبرزهم المؤرخ الإنجليزي الراحل إريك هوبسباوم، أن الأمم عبارة عن «إبداعات الرأسمالية البرجوازية» التي يتعين تفكيكها بواسطة طبقات المجتمع الكادحة التي تتزعمها البروليتاريا.

ومع ذلك، وفي نهاية حياته، تعيّن على المؤرخ هوبسباوم أن يعترف بالجذور العميقة للدولة القومية والأكثر رسوخاً مما كان يُخشى. ولقد تفكك الاتحاد السوفياتي، وكان أول دولة في التاريخ لم تحمل اسم أمة، أو سلالة، أو جماعة عرقية بعينها، مخلفاً إثر ذلك أماكن صامدة لـ15 دولة قومية أخرى.

وقال العالم السياسي الآيرلندي بنديكت أندرسون، إن القومية هي التي خلقت الأمم وليس العكس. وربما يبدو هذا التحليل غريباً بعض الشيء في حالة الدول التي نشأت منذ قرون عبر توارثات الأسر الحاكمة العريقة. ولكنه قد لا يكون في محله مع اعتبار الحالة الأميركية التي بدأت كمساحة للمستوطنين الوافدين من الإمبراطورية الإنجليزية، ولكنها اتخذت مسارها الصحيح لكي تكون أمة واحدة من خلال «الآباء المؤسسين»: لقد تميزت «الأمة الواحدة تحت ظل الرب» بأنها أول أمة ديمقراطية دستورية، تلك التي أصبح شعارها: حكومة الشعب بواسطة الشعب ومن أجل الشعب.

وقد يكون من الممتع إعادة السيناتورة إليزابيث وارين إلى أصولها الأولى في مدينة بوكاهونتاس في ولاية أركنسو. بيد أن تفكيك المواطنين الأميركيين بأسرهم إلى سلاسل عرقية متنوعة لن يكون بمثل هذه السهولة.

وفي ديمقراطية مثل تلك المعتمدة لدى الولايات المتحدة يمكن لاصطلاحات مثل الأقلية والأغلبية أن تحمل معاني سياسية مجردة؛ إذ تمثل الأغلبية من قبل حزب أو برنامج سياسي ذلك الذي حصل على (50+1) في المائة أو أكثر من الأصوات في الانتخابات، في مواجهة حزب الأقلية، أو الأقليات التي حازت أعداداً أقل من الأصوات. وفي نظام مثل هذا، لا تصف الأغلبية أو الأقلية الحالة الدائمة الراهنة. ومن شأن الأغلبية الحالية أن تتحول إلى أقلية في المستقبل.

والتظاهر بأن هذا الوزير أو ذاك في الحكومة الأميركية الجديدة قد جرى اختياره على أساس لون البشرة أو المعتقد الديني أو نسبة الأقلية التي ينتمي إليها ليس من قبيل المجاملات السياسية على أي حال. فإن لم يكن الاختيار قائماً على الكفاءة الشخصية وإنما على اعتبار المجاملات السياسية فلن يسهل تبرير ذلك الاختيار على الأسس الديمقراطية أبداً. وإذا لم تلعب هذه الاعتبارات دوراً في الاختيار من ناحية أخرى، فلماذا هذه الدندنة الصاخبة حول الطيفية السياسية والتمثيل التقدمي؟ ولا يمكن لتركيبات المجاملات السياسية أن تنجح حتى وإن كانت بشروطها المعلنة. فإنه من غير المقبول على سبيل المثال اختيار وزير من خلفية بوذية مع استبعاد آخر من شهود يهوه، أو اختيار موظف من عرق التاميل مع استبعاد آخر من عرق البنغال! هذا، ولقد تصدر عناوين الصحف اختيار وزير أميركي من أصول الهنود الحمر في مجلس وزراء الولايات المتحدة للمرة الأولى. ولكن من شأن ذلك أيضاً أن يجعل صديقي الأميركي الهندي من قبيلة «بماك» في ولاية أريزونا يتساءل عن سبب عدم اختيار رجال من قبيلته في هذا المنصب أولاً. ومن حسن الحظ، أننا سوف نعود قريباً إلى العالم الحقيقي، حيث يجري الحكم على الشخصيات السياسية من واقع أفعالهم وليس أصولهم العرقية أو انتماءاتهم الدينية. ومرة أخرى، من حسن الحظ، أن العديد من أعضاء الحكومة الأميركية الجديدة في العاصمة واشنطن يملكون خلفيات أكاديمية وعلمية مرموقة ومتميزة. ومن صالح الجميع في البلاد أن يأملوا ألا يروا أنفسهم كشخصيات في لعبة عرقية رمزية، وإنما هم يعملون على خدمة الشعب الأميركي بأسره في هذه الأوقات العسيرة المعاصرة.

 

التطرف الديني وظواهره الجديدة

رضوان السيد/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2021

شاركتُ قبل ثلاثة أيام عن بُعد في ندوة علمية أقامتها اللجنة الفاتيكانية للحوار مع الديانات الأخرى (برئاسة الكاردينال أيوزو)، موضوعها: «التطرف الديني: المسيحيون والمسلمون في الفهم والتعاون والاستجابة». وقد شارك في الجلسات الست زهاء العشرين متحدثاً من آسيا وأفريقيا وأوروبا، من المسلمين والمسيحيين، واثنان أو ثلاث من أميركا. وفي حين انصرف البعض من الباحثين المشاركين، وبينهم أساتذة ورجال دين وسياسيون (زعيم جمعية نهضة العلماء بإندونيسيا مثلاً) إلى التأريخ والتصنيف، انصرف البعض الآخر بعد التشخيص إلى اقتراح سياسات.

ما انتهت ظواهر العنف وممارساته الناجمة عن التطرف، والدليل على ذلك الأحداث بالعراق وفرنسا وفي دول الساحل الأفريقي ونيجيريا. وفي حين ما تزال المواجهة في هذا الجانب أمنية تقوم بها الجيوش والجهات الشرطية؛ فإنّ الوجه الآخر للظاهرة ذاتها أنّ هناك مرحلة جديدة في استخدام العنف (وباسم الإسلام أو من دون) لأسباب جيوسياسية واستراتيجية، ومن جانب الدول التي صارت تتدخل مباشرة أو تقود ميليشيات ومرتزقة. أما الهمُّ الآخَر الذي يعني الجهات الدينية مثل الفاتيكان والأزهر أكثر، فهو الانكفاء والانعزال الديني وعدم المشاركة في حياة المجتمعات وقيمها. وهذا النوع كان موجوداً من قبل لكنه صار بارزاً وأحياناً غالباً على التوجه الآخر العنيف فيزيقياً وميدانياً. وقد نبّهت إليه الجهات الدينية من قبل. لكنّ الرئيس الفرنسي ماكرون بتصريحاته ومقترحاته للقوانين وإعلاناته أعطى هذه الظاهرة تقدماً بارزاً في التفكير والمواجهة.

هناك نوعان من الميليشيات التي برزت خلال السنوات العشرين الماضية: الميليشيات (المستقلة؟) التي أرادت إنشاء دول، والميليشيات التي أنشأتها الدول لخدمة مصالحها. النوع الثاني من الميليشيات، الذي أشاع التخريب في عدة دول، صارت أعماله صعبة التبرير، وصارت تحركاته خاضعة للمراقبة الشديدة، أو الإعلان عن أنه تنظيم إرهابي. والأبرز في الدول التي تستخدم الميليشيات إيران كما هو معروف. وقد حققت نجاحات (هي تعتبرها كذلك!) فسيطرت على أربع عواصم عربية، كما قال بعض مسؤوليها. وتركيا نجحت حتى الآن في صناعة ميليشيات في سوريا، واستخدمتها في ليبيا وأذربيجان. لكنّ الميليشيات التركية (مثل بعض الذين تستخدمهم روسيا بل والولايات المتحدة) أدنى إلى أن يكونوا مرتزقة؛ في حين يمتلك الإيرانيون لميليشياتهم دعوى دينية ومذهبية ثم استراتيجية. هذا هو الوجه أو الجانب الذي قلت إنه صار يواجه صعوباتٍ كبرى، لا بسبب طموحات الدول في المصير إلى شيء من الاستقرار والاستقلال فقط؛ بل ولأنّ ترتيبات النظام الدولي تميل بالتدريج إلى إخماد هذه النزاعات الداخلية والتدخلية.

فلنذهب إلى النوع الأول من الميليشيات التي أرادت إنشاء دول، وقد فشلت محاولاتها وتسببت في هلاك مئات الآلاف من الناس، وما تزال لها آثار وأفاعيل. لكنّ الضعف الشديد الذي آلت إليه بقاياها بسبب ضياع معظم مواطنها منها، جعلتها عالة على الدول المحيطة، والتي تريد اتقاء الشر أو تطمح للاستغلال. نعم، يمكن الآن لعدة جهاتٍ إقليمية ودولية أن تستخدم مهزومي «داعش» و«القاعدة» وحتى «بوكو حرام»، وتنظيم الشباب الصومالي لإزعاج الخصوم، ولنجدة الأصدقاء، دون أن يبدو كأنّ لها علاقة بالأمر. وقد كان من «الظواهر الجانبية» بالنسبة للمعروف عن السلوك الإيراني خلال عقدين، استخدام «القاعدة» و«داعش» و«طالبان». وكلُّها تنظيمات عنيفة كانت معروفة بالعداء للشيعة ولإيران، لكنهم اليوم أصدقاء، وإن لم يعترف الإيرانيون بالطبع بذلك. أما الأتراك الأحدث في التجربة، فما يزالون يفخرون بالنجاح السريع في ليبيا وأذربيجان، وينسون فشلهم في سوريا. وعلى أي حال؛ فكما كانت مرحلة الصعود للميليشيات العقائدية مشكلة كبرى للدول العربية والإسلامية؛ فإن حالة الضعف والتفكك الحاضرة مشكلة أيضاً. وكما بدأ النظام الدولي يتدخل لسحب ميليشيات الدول العقائدية والارتزاقية؛ ينبغي المصير إلى إنهاء ملف بقايا التطرف العنيف ومنع الدول القريبة والبعيدة من استغلال تراجعه لاستخدامه.

الظاهرة الأُخرى للتطرف (غير العنيف) إذن، هي ظاهرة الانعزال والانفصال عن المجتمعات. وقد أرغم الرئيس الفرنسي - كما سبق القول - الجمعيات الإسلامية على «الاعتراف» بقيم الجمهورية العلمانية، بل وأرغمهم على «الاعتراف» بما لا ينكرونه أصلاً وهو المساواة بين الرجل والمرأة! بيد أنّ هذه الظاهرة - كما أشارت لذلك بحوث المسلمين المشاركين من بلدانٍ إسلامية في ندوة الفاتيكان - لا تقتصر على مسلمي فرنسا والقارة الأوروبية باعتبارهم في الأصل غرباء عن المجتمعات وثقافتها وأنماط عيشها، بل هي موجودة (ظاهرة الانعزال والتوجس والكراهية) في بلدانٍ عربية وإسلامية كثيرة. من الباحثين من قال إنها ردة فعلٍ على متغيرات العولمة التي ما استطاع فريقٌ من الناس وبخاصة النساء التلاؤم معها. ومنهم من قال بل إنها تقع في عمل الموقف السلفي من الحداثة في العالم. فهل يخشى الباحثون أن يدفع هذا الانكفاء إلى تحفزٍ جديدٍ باتجاه العنف؟ اثنان أو ثلاثة (وبينهم فرنسي) قالوا إنهم لا يخشون. لكنّ هؤلاء «الكثيري الزوجات» سيؤثرون على أطفالهم ويعزلونهم أو يشككونهم في المجتمع من حولهم، ولو كان مجتمعاً مسلماً، كما ذكر الإندونيسي رئيس جمعية نهضة العلماء. وليس صحيحاً أنّ الهيئات الدينية عند المسلمين ما عادت لها شعبية؛ بل لها نفوذٌ كبيرٌ في السعودية ومصر وإندونيسيا على وجه الخصوص. ولذلك فإنّ التأهل الذي حصلت عليه المؤسسات الدينية خلال العقود الثلاثة الأخيرة من المِحَن المتوالية، يساعد كثيراً على التصدي لتحدي «العزلة الشعورية» (بحسب سيد قطب!) كما تصدت وما تزال للتطرف العنيف! وإلى ذلك فإنّ الهيئات الدينية يكون عليها أن تتعاون مع الدول في المجال التربوي، حيث ينشأ كل الأطفال على برامج تربوية وتعليمية مشتركة، تحول دون الانعزال ودون الوحشة والانكفاء. رئيس المعهد البابوي الذي تأمل هذه الظواهر في المسيحية والإسلام معاً، تحدث عن نوعين من التطرف: الراديكالية التي تتدخل بقوة في الشأن العام، والأصولية Fundamentalism التي تركّز على الاستعادة الحرفية للكتابات المقدسة. وقد آلت الراديكاليات إلى الصحويات السياسية والعنيفة؛ في حين تجمدت الأصوليات عند ظواهر النصوص، وآلت إلى الانعزاليات الشعورية وغير الشعورية. وقد اهتمّ العالم بالراديكاليات بسبب تأثيرها المباشر في المجال العام. لكنّ الأصوليات التي يزداد تأثيرها بعد تراجع الراديكاليات، تقتضي هذا الاهتمام المضاعف، وبالتعاون بين المؤسسات الدينية في الديانات الإبراهيمية، والديانات الأُخرى. والنماذج لذلك تجلت في عرضٍ لمطران الكاثوليك بهيوستن، ولراهب يسوعي في جزيرة مينداناو ذات الأكثرية الإسلامية بالفلبين منذ أربعين عاماً، وللدكتور أحمد العبادي رئيس الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب.

 

هل يمكن «السلام» مع النظام الإيراني؟

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2021

في الوقت الذي تنادت فيه أوروبا - الغربية تحديداً - لبحث المسألة الإيرانية من جديد، مع الإدارة الأميركية الليبرالية بقيادة بايدن، بعد انقضاء مرحلة الرئيس «الصقر» ترمب، في هذا الوقت تفتح المحاكم الأوروبية بعض ملفات إيران الإرهابية السوداء على الأرض الأوروبية... في مفارقة عجيبة.

من أول الأعمال التي ستكون على طاولة وزير الخارجية الأميركي الجديد أنتوني بلينكن، كيفية المقاربة مع المسألة الإيرانية. بلينكن كان قد أجرى محادثات هاتفية مع نظيره البريطاني دومينيك راب، وجاء فيها، حسب الأخبار: «ضرورة التصدي لسلوك إيران المزعزع للاستقرار». لكن كيف سيكون هذا التصدي؟ وإلى أي مدى سيذهب، وبماذا سيختلف عن تصدي إدارة ترمب؟ وما مصير البحث في مخاطر النظام الإيراني الأخرى، غير السلاح النووي: الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة المفخّخة ورعاية الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والخليج وغيرها؟

مع وصول إدارة بايدن، حيّته إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية، وبطائرات «الدرونز» على السعودية، انطلاقاً من اليمن، ناهيك من الاستعراضات العسكرية والتصريحات العدوانية، وكلها من باب «إخافة» الإدارة الجديدة، واختبار مدى جديـّتها.

جرائم النظام الإيراني وتخريبه، لا تشكو منهما السعودية والبحرين واليمن والعراق وسوريا ولبنان وأفغانستان وباكستان، والشعب الإيراني نفسه قبل ذلك، فقط، فنحن نرى والغرب يخبرنا عن جرائم النظام الإيراني ضد أوروبا والغرب نفسه... يعني لا نحتاج إلى أن نقنع من يتم صفعه بالكف الإيرانية، بأن إيران بطبيعتها «الخمينية» مبنية على العدوان... ألم يشعروا بحرارة الصفعات على خدودهم؟! من شواهد ذلك، ما جاء في الأخبار أنه من المقرّر أن تصدر محكمة بلجيكية في 4 فبراير (شباط) المقبل، حكمها على أسد الله أسدي الدبلوماسي الإرهابي الإيراني والعقل المدبّر لمؤامرة تفجير مؤتمر (فيلبنت) للمعارضة الإيرانية - تخيلوا حضره نحو مائة ألف شخص! - وكان من ضمن أهداف الهجوم مريم رجوي شخصياً، المحاكمة البلجيكية ستكون لهذا الدبلوماسي الإيراني الإرهابي وشركائه الذين يقبعون في السجن منذ عامين. نعلم عن وجود تيار مناصر للنظام الإيراني، وللصفقة الأوبامية السيئة معه، وأسباب هذه المناصرة من تلك التيارات الغربية متعددة، نعلم هذا، لكن ما هي حجة وذريعة و«خلق» من يدعو السعودية وبقية العرب المناهضين للمشروع الإيراني، لما يسمّى «الحوار» المفتوح مع إيران - دون مقدمات، أو مقدمات للمقدمات حتى! - يعني بعبارة ملّطفة، التسليم لإيران بنفوذها في المناطق العربية... من دون كلمات مفلترة.

هؤلاء يجب عليهم تذكر أن السعودية وكثيراً من الدول العربية، طالما قدّمت يد السلام للطرف الإيراني، ورحّبت بأي بادرة اعتدال، نتذكر مثلاً، كيف احتفى الملك السعودي الراحل، عبد الله، بالرئيس الإيراني رفسنجاني، واستقبله خير استقبال، ومنحه حق التجول بالمدن السعودية، وأهم من ذلك سعى لتحسين التعاون مع إيران... فماذا جرى بعد ذلك؟ هدنة مع النظام الإيراني... هذا هو الممكن، وليس السلام الدائم... إلا إذا غيّر حكام إيران أفكارهم التوسعية، وتكوين الميليشيات، وهذا ما لم يحدث حتى الآن.

 

واشنطن وطهران... من يتراجع أولاً؟

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2021

تتصرف إيران في علاقتها مع إدارة جو بايدن الجديدة وكأنها الفريق «المنتصر» في انتخابات الرئاسة الأميركية. تضع الشروط مقابل موافقتها على العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي. تسعى إلى ترتيب الأوراق مع الحلفاء، كما تفعل مع موسكو وبكين، وتدعوهما إلى دعم موقفها حيال واشنطن، باعتبارهما من الدول الست الموقِّعة على الاتفاق، ثم تطلق التحذيرات بشأن الضغوط على مفتشي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، وتهدد بمنعهم من العودة إلى تفتيش مواقعها النووية، إذا لم تتراجع واشنطن عن تعليق التزامها بالاتفاق. الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي يقول: «إن فرصة عودة أميركا إلى الاتفاق النووي ليست مفتوحة إلى الأبد. كما أن هذه الفرصة محدودة أمام الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق». ويتجاهل السيد المتحدث باسم حكومته أن إيران هي التي تتعرض للعقوبات، وهي، وليس واشنطن أو الدول الأوروبية، الأكثر حاجة لإنقاذ اقتصادها المتهاوي ولفك عزلتها التي سوف تزداد، مع عودة التحالفات بين واشنطن والعواصم الأوروبية، إلى وضع أكثر صلابة عما كانت عليه في ظل إدارة ترمب. وبالتالي فطهران هي التي يفترض أن تعتبر أن فرص عودتها إلى الالتزام بالاتفاق ليست مفتوحة إلى الأبد.

أي محاولة لتفسير موضوعي لخلفيات التصرف الإيراني هذا لا بد أن تخلص إلى أنه يستند إلى قراءة خاطئة لسياسة إدارة بايدن حيال الملف الإيراني، كما حيال ملفات أخرى في منطقة الشرق الأوسط. طهران تعتبر أن بايدن قادم إلى البيت الأبيض لممارسة سياسة انتقامية تطيح كل ما قامت به إدارة دونالد ترمب، وترى أن التراجع عن التشدُّد الذي التزم به ترمب حيال إيران سيكون على رأس أولويات الإدارة الجديدة. طبعاً، يقوم بايدن بتغيير عدد غير قليل من سياسات سلفه، تتعلق باتفاق المناخ وبالجدار مع المكسيك وبالسماح بدخول مواطنين من دول ذات أكثرية مسلمة إلى الولايات المتحدة، وبإعادة التواصل مع حلفاء أميركا حول العالم، وسوى ذلك. غير أن بايدن كان واضحاً في مناسبات كثيرة، قبل انتخابه وبعده، عند تطرقه إلى مسألة الاتفاق مع إيران، في تحديد شروطه لعودة واشنطن إلى الالتزام بهذا الاتفاق، وهي شروط يمكن تلخيصها بثلاثة:

1 - عودة إيران إلى الالتزام الكامل والمسبق، (أي قبل عودة واشنطن)، ببنود الاتفاق النووي.

2 - ضرورة رسم سياسة مشتركة مع حلفاء واشنطن الأوروبيين الموقعين على الاتفاق (فرنسا، بريطانيا وألمانيا) في مواجهة إيران.

3 - الحاجة إلى اعتبار الاتفاق الحالي نقطة انطلاق لمفاوضات جديدة تشمل بالتحديد قضية صواريخ إيران الباليستية، ومسألة تدخلها في الشؤون الداخلية في عدد من الدول العربية، وهذا يتضمن مشاركة حلفاء واشنطن في المنطقة في هذه المفاوضات.

في أكثر من مناسبة، حدد جو بايدن، المرشح ثم الرئيس، موقفه من هذه النقاط. من أهمها مقال كتبه على موقع محطة «سي إن إن»، في سبتمبر (أيلول) الماضي، قبل شهرين من الانتخابات، تحت عنوان: «هناك طريقة أكثر ذكاء للتشدد مع إيران»، والثاني حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» مع الصحافي الأميركي توماس فريدمان، بعد أسبوع على انتخابه. وفي المناسبتين انتقد بايدن سياسة ترمب المتعلقة بإيران، وتراجعه عن الالتزام بالاتفاق معها. لكنه انتقد ترمب انطلاقاً من نقطتين؛ الأولى أن التراجع عن الاتفاق أتاح لطهران العودة إلى تخصيب اليورانيوم من دون رقيب، وزادت من إنتاجه عشر مرات أكثر عما كان عليه قبل الاتفاق، وبالتالي زادت من خطر برنامجها على جيرانها، وعلى المصالح الأميركية، كما أن هذا التراجع ترك أميركا معزولة حتى حيال حلفائها، الذين رفضوا السير معها والتراجع عن التزامهم بالاتفاق.

الموقف الأوروبي حيال هذه المسألة مختلف اليوم، في ظل تقارب يصل إلى حد التماهي مع موقف واشنطن. الاتصال الذي تم بين جو بايدن وإيمانويل ماكرون أعقبه موقف أعلنه أحد المستشارين في الرئاسة الفرنسية، قال فيه إن على إيران «التوقف عن أي استفزاز، والعودة إلى احترام التزاماتها في إطار الاتفاق النووي، إذا أرادت عودة الولايات المتحدة إليه». وتلتقي الحكومتان الألمانية والبريطانية مع هذا الموقف، ومعروف أن للدول الثلاث اعتراضات كثيرة على ممارسات إيران وسلوكها في المنطقة.

في مقابل ذلك، تعمل طهران على عملية استقطاب لحليفيها التقليديين، موسكو وبكين، مستفيدة من التصعيد المتوقع لخلافاتهما مع إدارة بايدن.

بعد أول لقاء بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، بعد تولي بايدن مهمات الرئاسة، ألقى لافروف مسؤولية العودة إلى الاتفاق النووي على عاتق واشنطن. قال إن هذه العودة ضرورية لاحترام إيران التزاماتها «لإنقاذ هذا الاتفاق المهم»، كما وصفه. وأضاف أن لدى موسكو وطهران موقفاً واحداً، وموسكو لن تقبل «الاستفزازات» التي تتعرض لها طهران، ودفعها باتجاه مواجهة مع واشنطن. فيما دعا ظريف إلى الحفاظ على وحدة الموقف بين موسكو وطهران.

والسؤال الذي لا بد أن يطرحه الإيرانيون على أنفسهم يجب أن يكون: ماذا تستطيع موسكو وبكين أن تقدما لهم، بعدما عجزتا عن تقديم أي مساعدة لإنقاذ الاقتصاد الإيراني خلال السنوات الثلاث الماضية منذ إقامة إيران تحت ضغوط العقوبات الأميركية؟ وبالتالي ما الأوراق التي في يد إيران لتستطيع مواجهة الشروط التي وضعها بايدن للعودة إلى الاتفاق معها؟

تريد إيران الإيحاء من خلال تصلبها الظاهر أنها غير مستعجلة للاتفاق مع إدارة بايدن أو لتلبية شروطه. وربما كانت تريد ممارسة اللعبة الداخلية التقليدية، من خلال وضع الإدارة الأميركية الجديدة والقوى الغربية والإقليمية أمام خيار التعامل مع إيران «المعتدلة أو المتشددة»، فيما هي على أبواب انتخابات رئاسية جديدة. غير أن الدول التي جربت هذه اللعبة من قبل باتت تدرك أن المفاضلة ليست واقعية ولا مجدية، في ظل تركيز قرار الحل والربط في طهران في يد «المرشد» علي خامنئي و«الحرس الثوري».

وإذا كانت طهران غير مستعجلة، كما تريد أن توحي، فإن واشنطن غير مستعجلة أيضاً. أنتوني بلينكن قال في كلمته أمام مجلس الشيوخ بمناسبة الموافقة على تسميته وزيراً للخارجية، إنه لا يتوقع اتفاقاً سريعاً مع إيران، لأن واشنطن ستحتاج إلى وقت لتقييم احترام طهران لتعهداتها، حتى لو عادت إلى الالتزام بالاتفاق «ونحن بعيدون عن ذلك». كما دعا طهران إلى التوقف عن نشاطاتها «المثيرة للقلاقل» في المنطقة، مضيفاً عبارة تشير بوضوح إلى الاتجاه الذي ستسلكه إدارة بايدن: من المهم أن نتشارك مع حلفائنا في عملية الإقلاع، عند رسم سياساتنا، وليس فقط في عملية الهبوط.

عبارة مهمة يجب أن تقرأها طهران لتدرك أنها لا تملك ترف انتظار: من يتراجع أولاً؟

 

أين حكماء العرب؟

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/2021

حين سئل المحلل النفسي الشهير بوريس سيرولنيك عمَّ يقي الإنسان اليوم، من حاضره الأسود، ويمكّنه من التغلب على الحجْر والوحدة والكآبة؟ قال؛ إنهما أمران؛ التاريخ الفردي، والحلم. فبعض النجاحات السابقة تعطي البشري دفعاً، وأملاً في تحقيق المزيد، عند زوال الغمّة. والقدرة على إشغال الخيال بتصور حلول مستقبلية تجعل القابعين في المنازل يصمدون أمام الجائحة. سيرولنيك أحد المفكرين الفرنسيين الذين تجاوزوا الثمانين، وارتأوا أن يكتبوا مراجعة للمسار الجماعي، في هذه الفترة الحرجة من تاريخ البشرية. وكبار السن من المفكرين الذين يخوضون تجربة المراجعات باتوا كثراً. بالطبع، ليس بينهم عرب رأوا في استعادة نقدية جراحية لما جرى طوال قرن فرصة لرؤية مختلفة للمستقبل. لكنَّك في فرنسا ستعثر مثلاً على الفيلسوف اليساري ريجيس دوبريه، الذي أصدر وهو يحتفل بثمانينه، حكاية انتقاله من «من قرن إلى آخر»، في قراءة لمائة سنة عاصفة بالأحداث؛ حيث يتحدث نيابة عن جيل شهد موت العالم القديم وولادة آخر جديد، وانتقال البشرية، من القرن الأميركي إلى القرن الآسيوي، ومن الرسالة إلى التغريدة، من الريف إلى المناطق شبه الحضرية، ومن عصر الصناعة إلى الخدمات، ومن روح الغزو إلى مبدأ الإجراءات الاحترازية التي لا تقل فتكاً، من فرنسا الجمهورية إلى فرنسا الأميركية، ومن حكومة الشعب إلى حكومة الخبراء، ومن سيطرة الذكور إلى الصعود الأنثوي. وتحولت الدول المدنية التي بناها تقدميون في القرن العشرين مثل تركيا، الهند، مصر، باكستان، إلى شيء آخر مناقض تماماً.

في هذا الكتاب، يسير المفكر الكبير على خطى فيلسوف آخر، هو إدغار موران، الذي سبقه بعد أن تخطى التسعين، وحجر مريضاً في منزله، إلى تسجيل مراجعته العقلانية الغنية، لحياة بدأها، بوفاة أمه في محطة قطارات متأثرة بالإنفلونزا الإسبانية قبل 100 سنة، وصولاً إلى وباء «كورونا» الذي فتك بحريته وتركه حبيساً، ما يجعل الكتاب مذكرات لمفكر متنور، قضى عمره الطويل بين وباءين. هؤلاء الثوار- الكتّاب يقرأهم جمهورهم اليوم باهتمام بالغ، لأنهم يملكون العين القادرة على التشريح، ووصف الدواء، أو على الأقل، إيضاح الصورة التي باتت مشوشة ومضطربة.

بثّ الأمل في نفوس الناس مهمة العقلاء الذين نفتقدهم بحرقة. الحديث ليس عن الآمال الكاذبة المخادعة، وإنما باستعادة أحداث مشابهة، كما أوبئة سابقة وانهيارات لحقتها، استتبعها ولادة تيارات فكرية، وديناميكية اقتصادية، وتكتلات سياسية أكثر إنسانية. فبعد الحرب العالمية الثانية ولدت أنماط تفكير جديدة، وعرفت الفنون مدارس ومذاهب شتى، وبعد الجائحة الحالية ثمة صورة أخرى للأرض ستتشكل، لكنها لا تشبه في شيء منتصف القرن الماضي. فوسائل التواصل التي وصفها المفكر جاك أتالي بأنها «حفّار قبور الديمقراطية»، هي عنصر جديد، يضاف إليه ضعف سلطة الصحافة التقليدية المستقلة، وهو ما قد يؤدي إذا لم يستدرك الأمر بحزم إلى «موت الحقيقة». ومما ينبه إليه، هو ما ستفعله الصورة الثلاثية الأبعاد خلال سنوات قليلة مقبلة، مع بدء العمل الكثيف بتقنية 5 جي، التي ستجعل ما ينقل إلى الناس، وكأنه واقع لا يمكن الشك فيه أو السؤال حول مصداقيته، مع أن موجات المخادعة ستتصاعد، بما لا يقاس إلى ما نشهده في الوقت الراهن. لا يريد الحكماء، الذين يعودون بقوة ليتصدروا صفحات الصحف، بمراجعاتهم العلمية بث التشاؤم، بل فتح نوافذ حيوية للخروج من المحنة. «عدم اليقين» فرصة ذهبية، للبحث عن الأفضل، و«الثبات» ليس من شيم الأحياء، وإن كانت الغالبية تحب الركون إليه، فهو غير موجود، ودليل موت. لذلك يخّير سيرولنيك قراءة، بين 3 مخارج لا رابع لها؛ العودة إلى ما سبق، وهذه فاتحة جحيم مقيم، وأمر غير متاح أصلاً، لأن التحولات حصلت بالفعل ولا داعي لإنكارها، أو التصويت لديكتاتوريين، وهؤلاء بات لهم أنصارهم الذين يتزايدون، أو اختيار ولادة جديدة. وهذا هو الخلاص الوحيد، ويحتاج عقلاء يمسكون بزمام الأمور، ومبتكرين يساعدونهم على تجسيد أفكارهم. ورغم شكوى الناشرين والمكتبات في أوروبا، من انهيارات الإغلاق المتلاحقة، فإن مبيعات الكتب تزدهر، وسجناء المنازل يقرأون، ويفكرون، ويتابعون ما يصدر. الصحف لا تقصّر في الترويج لما يطرح من أفكار، ومحطات التلفزة والإذاعات تتابع دورها في التوعية والإضاءة على كبار القوم الذين يصغى إليهم باهتمام، ولا يرمون بتهمة الخرف، وأوهام الشيخوخة. وهناك من يتحدث عن «معجزة القراءة» في هذه اللحظة القاتمة بالذات، وقدرتها على تحرير العقول حين تكون الأجساد في الأسر، والإرباك هو المسيطر. وهو ما لا يشبه في شيء ما يدور في ديارنا؛ حيث تبخرت النخبة، وتحولت إلى أبواق مبحوحة الصوت. إذا كان للأوبئة من دور، فهو أنها تحت وطأة المرض والأسى والفقر، تجبر المزيفين على إسقاط أقنعتهم. إنها المأساة التي تعرّي النفوس، وتقلب المقاييس، وتلزم المهرجين على وقف مهزلتهم. حكماء العرب موجودون. والمثقف لم يكن يوماً غالبية، فهو كما يقول إدغار موران، الذي ذاق كل أنواع الصدّ والعزلة، تجده دوماً وحيداً في مواجهة تيار جارف، وعليه أن يقبل بهذا الدور، حتى لو هجره الناس أجمعون.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

رئاسة الجمهورية: الحريري مصمّم على التفرد بتشكيل الحكومة

الوكالة الوطنية للإعلام/29 كانون الثاني/2021

رأى مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية “إن البيان الذي صدر اليوم عن المكتب الاعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري احتوى على ردود مغلوطة ومعلومات في غير موقعها الحقيقي. وحرصا على عدم الدخول في سجال لا طائل منه، نكتفي بالاشارة الى ان الرئيس المكلف من خلال ما جاء في رده، مصمم على التفرد بتشكيل الحكومة رافضا الاخذ بملاحظات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي تجسد الشراكة في تأليف الحكومة، استنادا الى المادة 53 من الدستور. وهذه النقطة الاساس في كل ما يدور من ملابسات حول تشكيل الحكومة خصوصا ان التفرد هو نقيض المشاركة.”

وأضاف: “في أي حال، وبالمختصر المفيد، لن تكون هناك حكومة تناقض الشراكة والميثاقية والعيش المشترك الحقيقي، المبني على التوازن الوطني وحماية مرتكزاته”.

 

عون: للتحقيق في أحداث طرابلس وملاحقة المرتكبين

أي أم ليبانون/29 كانون الثاني/2021

طلب رئيس الجمهورية ميشال عون “التحقيق في ملابسات ما جرى في طرابلس والتشدد في ملاحقة الفاعلين الذين اندسوا في صفوف المتظاهرين السلميين، وقاموا بأعمال تخريبية لاقت استنكارًا واسعًا من الجميع ولاسيما من أبناء المدينة وفعالياتها”.. كلام عون جاء خلال استقباله نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع الوطني السيدة زينة عكر، في قصر بعبدا، حيث عرض معها “الأوضاع الأمنية في البلاد بعد الاحداث التي وقعت الخميس في طرابلس وما رافقها من اعمال شغب أدت الى احراق مبنى بلدية طرابلس، والاعتداء على عدد من المنشآت الرسمية والخاصة والتربوية في المدينة”. وأطلعت عكر عون على “التقارير التي وردت من قيادة الجيش حول ملابسات ما جرى في طرابلس، والإجراءات الواجب اتباعها لعدم تكرار التعدي على الأملاك والمنشآت العامة والخاصة”.

 

عون: سأسهر على توزيع مبالغ البنك الدولي بشفافية

أي أم ليبانون/29 كانون الثاني/2021

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال الاجتماع الذي ترأسه لإطلاق خطة تمويل شبكة الأمان الاجتماعي من خلال قرض قدمه البنك الدولي بـ 246 مليون دولار الى أنّ “سأسهر على ان يتم توزيع المبالغ المرصودة بشفافية وعدالة على الأسر الأكثر عوزا ووقوف البنك الدولي الى جانب لبنان دليل ثقة متواصلة بقدراته على النهوض مجدداً”. وأضاف: “توازياً مع تحصين مناعة اللبنانيين عبر تأمين اللقاح ضد وباء كورونا سنواصل العمل من اجل تخطي المرحلة الاقتصادية الصعبة للانطلاق باتجاه التعافي”. أما فيما خصّ أعمال الشغب في طرابلس، لفت عون الى أنه “يجب معاقبة من قام بأعمال الشغب في طرابلس وهم معروفون ومعروفة هوياتهم السياسية، والتعليمات أعطيت الى القوى الأمنية للمحافظة على الأمن في عاصمة الشمال ومنع الاعتداءات”. بدوره، دان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب توظيف ساحات طرابلس لتوجيه رسائل سياسية نارية مؤكدا على “ضرورة  القبض على المجرمين وهم عبّروا عن حقد دفين تجاه طرابلس وعنفوانها.. ما حصل في طرابلس ليس من جراء المطالب الشعبية والإجراءات ستتخذ لمنع تكرار ما حصل”. أما ممثل البنك الدولي ساروج كومار فقال: “اقدّر عالياً العجلة في ارسال مشروع قانون هذا البرنامج ليصار الى التنفيذ ونحن في البنك الدولي سنقف الى جانب لبنان في الأوقات الصعبة كما كنّا في الأوضاع الجيدة”.

 

الرئيس عون ترأس اجتماع اطلاق خطة تمويل شبكة الأمان بقرض من البنك الدولي بقيمة 246 مليون دولار: لمعاقبة من قام بأعمال الشغب في طرابلس وهم معروفون

وطنية - الجمعة 29 كانون الثاني 2021

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "السهر على ان يتم توزيع المبالغ التي تم رصدها من قبل البنك الدولي، عبر قرض قيمته 246 مليون دولار أميركي، ضمن اطار خطة تمويل شبكة الأمان الاجتماعي التي أعدتها الحكومة بكل شفافية وعدالة على الأسر الأكثر فقرا في لبنان، وذلك من دون انتقائية ولا استنسابية"، معتبرا انه "من ابسط الواجب ان تتم مساعدة هذه الأسر لتخطي المرحلة الصعبة الراهنة التي فاقمت من صعوباتها الأزمة الاقتصادية - المالية والأزمة الصحية العالمية الناجمة عن تفشي وباء كورونا".

وشدد الرئيس عون على انه "في الوقت الذي نعمل فيه على مكافحة نتائج هذا الوباء خصوصا لجهة تحصين مناعة اللبنانيين عبر تأمين اللقاح المطلوب، فإننا سنواصل العمل بالتوازي من اجل تخطي المرحلة الاقتصادية الصعبة وآثارها على مختلف شرائح الشعب اللبناني، للانطلاق مجددا باتجاه التعافي والنهوض"، شاكرا "وقوف البنك الدولي الى جانب لبنان في هذه الظروف الدقيقة، وهو دليل ثقة متواصلة بلبنان وشعبه، كما بقدراته على النهوض مجددا من كبواته الاقتصادية والمالية".

كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال الاجتماع الذي ترأسه، ظهر اليوم في القصر الجمهوري، لأطلاق خطة تمويل شبكة الأمان الاجتماعي من خلال قرض قدمه البنك الدولي بقيمة 246 مليون دولار".

حضر الاجتماع رئيس حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسان دياب، نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني زينة عكر، ووزيرا المالية غازي وزني والشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفية، مدير البنك الدولي في لبنان ساروج كومار، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، الامين العام لرئاسة مجلس الوزراء القاضي محمود مكية، مسؤولة مشروع الآلية في رئاسة الحكومة ماري لويز أبو جودة، منسقة برامج التنمية في البنك الدولي منى كوزي ورئيسة مكتب العمليات في البنك الدولي حنين السيد.

رئيس الجمهورية

في مستهل الاجتماع، تحدث الرئيس عون عن "أهمية استمرار البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرا في لبنان، خصوصا في هذه الظروف"، شاكرا "الذين عملوا للوصول الى هذا البرنامج"، مشددا على "أهمية اعتماد الشفافية في التنفيذ للوصول الى الأهداف المرجوة".

وتناول الرئيس عون الوضع الأمني في البلاد والاحداث التي وقعت في طرابلس ليل امس، فجدد تأكيد "ضرورة معاقبة الذين قاموا بأعمال الشغب في المدينة، لا سيما وأنهم معروفون من الأجهزة الأمنية ومعروفة هوياتهم السياسية"، لافتا الى ان "التعليمات أعطيت الى القوى الأمنية للمحافظة على الأمن في عاصمة الشمال ومنع الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة".

رئيس الحكومة

ثم تحدث الرئيس دياب، فدان "الاحداث التي وقعت في طرابلس وتوظيف ساحات المدينة لتوجيه رسائل سياسية نارية"، معتبرا ان ذلك "غير مقبول"، لافتا الى "إمكانية اجتماع المجلس الأعلى للدفاع لمناقشة ما حصل من احداث غير مقبولة طرابلسيا ولبنانيا".

وأشار الرئيس دياب الى ان "المجرمين الذين احرقوا بلدية طرابلس لا بد من القبض عليهم، لأنهم بما فعلوه عبروا عن حقد دفين تجاه طرابلس وعنفوانها. وما حصل ليس من جراء المطالب الشعبية"، لافتا الى ان "إجراءات ستتخذ لمنع تكرار ما حصل".

مكية

بعد ذلك، عرض القاضي مكية لمحة تاريخية عن البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقرا في لبنان، الذي كان انطلق في العام 2009 والتعديلات التي أدخلت عليه في خلال الأعوام الماضية، ومسار اعتماد البطاقة الغذائية منذ العام 2014 حتى نهاية العام 2020، حيث وصل مجموع التحويلات الاجمالية للبطاقات الغذائية الى حوالى 93 مليار دولار أميركي عبر برنامج الغذاء العالمي".

تفاصيل المشروع الممول في القرض

ثم عرضت ماري لويز أبو جودة تفاصيل "المشروع الطارئ لدعم شبكة الأمان الاجتماعية - أزمة الطوارئ في لبنان والاستجابة الى ال"كوفيد 19"، فقالت: "ان المشروع يطمح الى توفير التحويلات النقدية والخدمات الاجتماعية للبنانيين الفقراء الرازحين تحت خط الفقر المدقع والمتضررين من الأزمة الاقتصادية وأزمة جائحة كوفيد. وهو بقيمة 246 مليون دولار، مقسم على 5 مكونات، وفترة القرض 13 سنة ونصف من ضمنها سنتان فترة سماح، وسداد اصل القرض على أقساط متساوية بتاريخ 15 أيار و15 تشرين الثاني من كل سنة".

وعددت تفاصيل المكونات وفق الآتي:

- المكون الأول 204 مليون دولار: لتوفير التمويل للأسر اللبنانية الفقيرة لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية وغير الغذائية. - المكون الثاني 23 مليون دولار: لتوفير التحويلات النقدية الإضافية للطلاب من ضمن الأسر الفقيرة المستفيدة المعرضين للمخاطر، ومنها: رسوم التسجيل، رسوم مجلس الأهل، بدل الانتقال، الكتب المدرسية، المساعدة في التجهيزات للتعلم عن بعد، المعدات التقنية اللازمة للتعليم المهني...

- المكون الثالث 10 مليون دولار: لتقديم الخدمات الاجتماعية عبر تعزيز قدرات وزارة الشؤون الاجتماعية ومراكز التنمية الاجتماعية (من خلال دعم برامج التدريب للاختصاصيين الاجتماعيين على تقديم المساعدة الخاصة والمتكاملة للأسر الفقيرة والمهمشة، التقويم السريع للاحتياجات، وضع استراتيجية للوصول الى الفئات المهمشة، تصميم نظم للمتابعة والرصد). إضافة الى زيادة فرص حصول الأسر الفقيرة والمهمشة على الخدمات الاجتماعية (توفير حزم من الخدمات الاجتماعية الأساسية والمتخصصة الداعمة).

- المكون الرابع 9 مليون: لدعم تنفيذ برنامج شبكات الأمان الاجتماعي: انشاء آلية لمعالجة المظالم في وزارة الشؤون الاجتماعية، معالجة الشكاوى، وضع وتنفيذ حملة تواصل واستراتيجية توعية بشأن المشروع، تصميم وتنفيذ نظام للمتابعة والرصد والتقويم، تيسير انشاء سجل اجتماعي متكامل يقوم بوظائف أساسية لتقديم برامج الحماية الاجتماعية من خلال اجراء تقويمات لجدوى روابط قواعد البيانات المتعددة. إضافة الى القيام بأعمال تنسيق المشروع وإدارة الأنشطة في اطار المشروع: اعمال التوريدات والتعاقدات والإدارة المالية، والإحصاءات، وتكنولوجيا المعلومات، واعمال التدقيق التقني والمالي، وتعزيز قدرات وزارة التربية لتعزيز أنظمة الرصد والمتابعة والتقييم، واعمال التدقيق الداخلي الدوري، واعمال التدقيق الخارجي السنوي.

- المكون الخامس: الاستجابة في حالات الطوارئ المحتملة".

واشارت ابو جودة الى ان "البطاقات الغذائية تغطي 197 الف عائلة".

ولفت الرئيس دياب الى ان "وزارة الشؤون الاجتماعية لها دور أساسي في المشروع، لأنها تعمل ميدانيا على توفير المعلومات الضرورية لتنفيذ البرنامج، بهدف تحديد لائحة المستفيدين".

كومار

وتحدث كومار فشكر الرئيسين عون ودياب على دعوته، وقال: "اود ان اعرب عن تقديري لموقف الرئيس عون لجهة ضرورة اعتماد الشفافية في تطبيق هذا البرنامج، علما ان احد الأسباب المهمة التي تجعل البنك الدولي مهتما بتقديم الدعم للبنان، هو لأننا قلقون على مستوى الفقر المرتفع فيه".

أضاف: "اقدر عاليا حس العجلة على ارسال مشروع القانون الذي يرعى هذا البرنامج في اسرع وقت ممكن ليصار الى اقراره بسرعة، والانتقال الى التنفيذ. واحب ان اذكر اننا في البنك الدولي سنقف الى جانب لبنان في الأوقات الصعبة التي يمر بها، كما كنا الى جانبه في الأوضاع الجيدة".

وفي ختام الاجتماع، شكر الرئيس عون البنك الدولي على دعمه وتقديمه للقرض، كما شكر "الذين عملوا على اعداد الخطة"، لافتا الى ان "العبرة تبقى في التنفيذ، ونأمل ان تسير الأمور بسرعة لأن حاجات الناس لا تنتظر".

 

الحريري في أعنف هجوم على عون: لم أعد أفهم عليه

وكالات/29 كانون الثاني/2021

أعلن المكتب الاعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري انه “من المؤسف والمؤلم جداً أن يصدر الكلام المنقول عن فخامة رئيس الجمهورية في جريدة “الأخبار”، في ما البلاد تواجه سيلاً من الأزمات الصحية والأمنية والسياسية وتشهد العاصمة الثانية طرابلس هجمة منظمة تثير الريبة في أكثر من اتجاه. يبدو ان البلاد في وادٍ من المعاناة والأزمات والعهد القوي في وادٍ سحيق آخر من اللامبالاة والإنكار والتجني على الآخرين. ومما يفاقم الأسف الا تبادر دوائر القصر الجمهوري الى نفي الكلام وتوضيحه ، منعاً لتحميل فخامة الرئيس وموقع الرئاسة مواقف وروايات غير صحيحة ، لا تستوي مع مكانة الرئاسة ومسؤولياتها الوطنية في هذه الظروف الصعبة”. وتابع في بيان: “قد رأينا وجوب  الإضاءة على بعض النقاط التي وردت في “مقالة ” فخامته ، بما يعيد تصويب الحقائق ويجنب الرأي العام اللبناني الوقوع في حبائل الخبريات المسمومة .

اولاً – الواضح من السياق الكامل للكلام المنسوب ، ان دوائر قصر بعبدا تريد توجيه الاشتباك الحكومي نحو مسارات طائفية ، وهي تنزع بذلك عن رئيس الجمهورية صفة تمثيل اللبنانيين بمختلف اطيافهم لتحصر هذا التمثيل بمسؤوليته عن حصص المسيحيين في الدولة والسلطة والحكومة ، وقد ورد قوله وفقاً للمقال : “لن أفرّط بما أنجزناه خلال السنوات الأخيرة، بجعل الفريق المسيحي شريكاً فعلياً وليس صنيعة الآخرين الذين يفرضون مشيئتهم عليه. هنا مصدر صلاحياتي الدستورية ومسؤولياتي السياسية”.

ولعل دوائر القصر تعلم ، ولا تريد ان تعترف ، بانه ليس سعد الحريري من يفرّط بحقوق المسيحيين ودورهم ومكانتهم في الدولة والسلطة والمؤسسات ، والا لما كان العماد ميشال عون في موقع رئاسة الجمهورية الان . وان سعد الحريري ابن مدرسة سياسية عبرت الطوائف منذ عقود وآمنت بالعيش المشترك قولاً وفعلاً ونصوصاً دستورية. إن نقل الخلاف السياسي الى ساحة التطييف ، محاولة غير موفقة ومرفوضة ولن تمر ، لتنظيم اشتباك اسلامي – مسيحي ، يفترض البعض انه أقصر الطرق الموحلة لتعويم من يريدون تعويمه وتعبيد طريق بعبدا للارث السياسي”.

وأضاف ثانيًا: “يقول فخامته في المقالة “في أحد اجتماعاتي مع الرئيس سعد الحريري، قال لي إنه الرئيس المكلف وهو مَن يؤلف الحكومة كلها. طبعاً هذا لم أسمح به قبلاً، ولا الآن. بحسب المادة 53 “، والقول هنا في غير مقامه ومجرد وهم وقراءة خاطئة . فأي عاقل يمكن ان يتصور تمسك الرئيس المكلف بحق حصري في ولادة الحكومة وهو اول من يدرك ان مراسيم التشكيل تصدر بالاتفاق بين الرئيسين . الدستور واضح وليس من داعٍ لاستخدامه في الحسابات والحصص السياسية . رئيس مجلس الوزراء يجري الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة ويوقع مراسيم التشكيل بالاتفاق مع رئيس الجمهورية … وخلاف ذلك تفسيرات غب الطلب”. وتابع: “في المقال ايضاً كلام لفخامته: “من الطبيعي أن يسمّي رئيس الجمهورية الوزراء المسيحيين بسبب إحجام الأفرقاء المسيحيين عن المشاركة (…) واخترع الثلث +1 على أنني أطالب به. هذا غير صحيح، ولم أطالب يوماً بالثلث +1 ( …) طالبت بستة وزراء، أي خمسة +1. هذه حصة التمثيل وليست حصة التعطيل. (… )عندما تسأله عن الوزراء الشيعة، يقول إنه متفاهم مع الرئيس نبيه برّي على وزارة المال، ومع حزب الله على وزرائه. في النتيجة يسمّي وليد جنبلاط وزيره، والشيعة وزراءهم، وحزب الطاشناق وزيره، وسليمان فرنجية كذلك، والحريري يسمّي الوزراء السنّة، ويريد أن يكون شريكاً في تسمية الوزراء المسيحيين. هذا ما لا يمكن القبول به، لأنه يخلّ بالتوازن داخل الحكومة”. وقال: “لقد غاب عن فخامة الرئيس انه أودعني قائمة بمجموعة اسماء ، اخترت منها وفقاً للاصول مجموعة من المشهود لهم بالكفاءة والاختصاص ، نشر معظمها في المقال ، كما غاب عن فخامته ان الحل الذي اعتمد لوزارة المال تم بالتوافق ولم يقع الاعتراض عليه من قصر بعبدا ، بدليل ان الورقة التي سلمني اياها لاحظت تخصيص وزارة المال للشيعة . اما الثلث المعطل فله كما يعلم شأن آخر يقودنا الى  ورقة توزيع الحقائب على الطوائف وممثلي القوى السياسية ، وهي ورقة تشكل خرقاً تاماً لمبدأ تشكيل حكومة من اهل الاختصاص ، وتستدرج التشكيلة تلقائياً الى خانة الثلث المعطل”. وشدد على انه “في المحصلة يستحسن العودة الى التأكيد اننا نطالب بحكومة من الاختصاصيين والقصر يريد حكومة من الحزبيين، والقطبية الخفية في هذا المجال لم تعد مخفية عندما يقول فخامة الرئيس في المقالة المنسوبة اليه ” سايرناه في حكومة من 18 وزيراً. يبدو أنه لا يراها إلا كما يريدها هو. لن نتحدث من الآن فصاعداً إلا في حكومة من 20 بإضافة وزيرين درزي وكاثوليكي”.

وأكد في البيان ان “بالمختصر المفيد؛ لن تكون هناك حكومة الا من 18 وزيراً… ونقطة عالسطر”، متابعًا: “لم أعد أفهم عليه. ما يريده اليوم هو غير ما سيطلبه في اليوم التالي ” هذه العبارة منقولة عن فخامة الرئيس لكنها تصح لتبنيها من المكلف الذي لا يكاد ان يغادر قصر بعبدا بعد كل اجتماع محملاً بالاجواء الايجابية حتى تطل العقبات من الغرف المحيطة. لقد راهن الرئيس الحريري على فتح صفحة جديدة تنقل البلاد الى مساحات من المصالحة والانجاز والانقاذ الاقتصادي ، وهو اقدم على مغامرة انتخاب العماد عون رئيساً ، مدركاً اهمية التأسيس لمرحلة جديدة لا تحكمها سياسات الانكار والتعطيل ، غير ان الرياح جرت مع الاسف بما لا تشتهي النوايا الطيبة وارادة العيش المشترك والجهد المطلوب لوقف استنزاف الدولة في حلبات الطوائف”. وقال: “لم يكن المكتب الاعلامي بحاجة لكل ما قيل، وهو الذي التزم الصمت باسم الرئيس الحريري وتصرف على قاعدة ان البلاد تحتاج التهدئة لا التوتر والحكمة في مقاربة الامور والاصول في مراعاة العلاقات بين الرئاسات وليس الجنوح نحو التصعيد”. وختم: “المقالة الممهورة بتوقيع فخامته، فهي مع الأسف ايضاً وايضاً وايضاً، صناعة ركيكة لمعلومة ملفقة وفيها ان الرئيس المكلف اقترح “كي تحصل الحكومة على الثقة في مجلس النواب، ينبغي صرف النظر عن التحقيق الجنائي. الرئيس برّي ووليد جنبلاط لا يمنحان الحكومة الثقة في ظل التحقيق الجنائي”. ويبدو ان فخامة الرئيس نسي او تناسى ان مجلس النواب اقر التحقيق الجنائي في ٢٠ كانون الاول ووافقت عليه كتلة المستقبل الى جانب كتلتي الرئيس بري والوزير جنبلاط ، وربما نسي فخامته او تناسى ايضاً انه كان اول من بادر الى الاشادة بقرار مجلس النواب . وفي الحالتين يكون إن تناسى مصيبة وان نسي فالمصيبة اعظم . فأية مخيلة تصنع للرئيس كل ذلك  لتبرر له امام اللبنانيين سياسات التعطيل؟ وأي عقل هذا الذي يريد اشتباكاً طائفياً بأي وسيلة تارة مع هذه الجهة وتارة اخرى مع تلك. اساليبهم لن تقطع معنا بعد اليوم ، ولن نعطيهم فرصة الفرحة باي اشتباك اسلامي – مسيحي . ولكل مقام مقال اذا شاؤوا “.

 

موفد جعجع من بكركي: العلاقة بين القوات والصرح متينة

وطنية - الجمعة 29 كانون الثاني 2021

استقبل البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب "القوات اللبنانية" انطوان مراد موفدا من رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، حيث تم عرض الاوضاع العامة في البلاد، لا سيما التعثر في تشكيل حكومة انقاذ لاخراج البلاد من الازمات التي تعيشها في هذه الايام، بالاضافة الى موضوع الانتخابات النيابية المبكرة على اساس القانون الحالي. ونقل مراد للبطريرك الراعي تحيات الدكتور جعجع ، مؤكدا "العلاقة المتينة بين حزب القوات اللبنانية والصرح البطريركي واهمية التواصل والتشاور مع سيد بكركي في الظروف الراهنة ".

 

سفير تركيا ابدى بعد بعد لقائه دياب استعداد بلاده للمساعدة في إعادة ترميم ما احرق في طرابلس وتقديم مساعدات اجتماعية

وطنية - الجمعة 29 كانون الثاني 2021

استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب سفير تركيا في لبنان هاكان تشاكل، في حضور الوزير رمزي المشرفية ومدير مكتب الرئيس القاضي خالد عكاري. وأبدى السفير التركي استعداد بلاده "للمساعدة في إعادة ترميم مبنى بلدية طرابلس والسرايا والمحكمة الشرعية جراء الأحداث الأمنية التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية، وأيضا امكانية تقديم مساعدات اجتماعية للعائلات الأكثر فقرا في طرابلس والمتضررة من الأحداث

 

الرؤساء السابقون للحكومة: طرابلس لن تكون مغلولة الأيدي حيال استهداف عنفي مجرم ظاهره اجتماعي وباطنه سياسي فاقع يعطل تأليف الحكومة

وطنية - الجمعة 29 كانون الثاني 2021

عقد رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، سعد الحريري، وتمام سلام صباح اليوم، اجتماعا عبر تقنية الفيديو، عرضوا خلاله الأوضاع الراهنة في البلاد من مختلف جوانبها، وعلى وجه التحديد ما تشهده مدينة طرابلس، لا سيما ما جرى ليل أمس.

وأشار بيان على الاثر، الى أن "المجتمعين توجهوا بالتعزية الحارة إلى عائلة الشهيد عمر طيبة، وبالدعاء بالشفاء للجرحى الأبرياء، الذين سقطوا نتيجة الاشتباكات والأحداث المؤسفة التي شهدتها بعض شوارع المدينة من احتجاجات شعبية مفهومة ومعلومة من أبناء المدينة الذين يعانون الوجع جراء الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمؤلم، والذي تفاقم بفعل اجراءات الاقفال والحجر لمواجهة انتشار جائحة كورونا، والتي كان من المفترض أن تبادر الدولة إلى التعويض على العائلات المحتاجة والأكثر فقرا في المدينة، والتي بقي الحديث عنها كلاما في الهواء".

ورأى المجتمعون أنه "أصبح واضحا للجميع أن التحركات الشبابية والشعبية العفوية التي شهدتها شوارع المدينة جاء من يتربص بها من الحاقدين والمأجورين الذين يستهدفون المدينة وأهلها الأفاضل عبر استغلال غضب الناس وأوضاعهم المعيشية الصعبة لإشعال الفتنة والإيقاع بين أهل المدينة الصابرة، وكذلك بينهم وبين مؤسسات الدولة وأجهزتها، والتي تقاعست ولم تبادر إلى التصدي لأولئك المخربين المندسين في صفوف المتظاهرين من أبناء المدينة المحتجين على تردي الأوضاع المعيشية".

وأشاروا الى أن "الأيادي الخبيثة التي عملت على تأجيج وغض النظر عن أعمال الشغب والاعتداءات المدبرة باتت معروفة للقاصي والداني وليست بخافية على أحد، خصوصا عندما أقدم أولئك المخربون على الاعتداء وإشعال النيران في المؤسسات الرسمية والبلدية على مرأى من أعين وحدات الجيش. ويأتي فوق ذلك كله من أقدم على منع أجهزة الإطفاء وعطل أعمال الاغاثة والإنقاذ بشكل مريب وإجرامي لتظل النيران مشتعلة في المبنى التاريخي لبلدية طرابلس. علما أن أغلب من ارتكب تلك الأعمال المستنكرة معروف ومرصود من الأجهزة المخابراتية والأمنية المختصة، بالأسماء والهوية".

وأكدوا أن "طرابلس التي طال أمد إهمالها وتهميشها ليست ولن تكون بؤرة لأصحاب المشاريع المجرمة والفاسدة، الذين يحاولون تجريد طرابلس من رونقها الوطني وتشويه سيرتها وإلصاق صفة الإرهاب والفوضى بها وزعزعة أعمدتها المتمثلة بقواها الثقافية والاجتماعية والنقابية. كما أن طرابلس التي استحقت لقب "عروس الثورة" في الشمال لن تكون حقل رماية لقناصي السياسات الغدارة. ولن تكون مغلولة الأيدي حيال استهداف عنفي مجرم، ظاهره اجتماعي وباطنه سياسي فاقع يعطل تأليف الحكومة ويسترهن طرابلس من ضمن استرهان الدولة لتفريغها من مقوماتها ولتقزيم دورها وإسقاطها".

وإذ شددوا على أن "طرابلس لن تكون صندوق بريد لتبادل الرسائل التخريبية"، أكدوا على الآتي:

"أولا: استنكار وإدانة كل أعمال الاعتداء الذي تعرضت له المؤسسات والأجهزة العسكرية في المدينة.

ثانيا: مطالبة الأجهزة الرسمية والعسكرية بملاحقة جميع الذين قاموا بالاعتداء المتكرر على السراي الحكومي وإشعال النيران في مبنى البلدية، ومحاولة إحراق مكاتب المحاكم الشرعية في المدينة من أجل حرق تاريخ المدينة بإحراق سجلاتها، ومحاولة اقتحام جامعة العزم.

لذلك يطالب رؤساء الحكومة السابقون بالقبض على جميع المجرمين وسوقهم إلى العدالة لإنزال أشد العقوبات بحقهم.

ثالثا: مطالبة الإدارات الحكومية المختصة بضرورة المسارعة إلى بلسمة الجراح والبدء بتقديم المساعدات للعائلات الأكثر فقرا، وذلك على الأسس التي أعلنت عنها الحكومة، ولم تبادر حتى الآن إلى البدء بتنفيذها في مدينة طرابلس التي هي الأشد حاجة وفقرا في كل لبنان.

رابعا: يؤكد المجتمعون على تمسكهم بأحكام الدستور وحماية العيش المشترك، وهم يطالبون بأن يسارع فخامة الرئيس ميشال عون إلى تسهيل تشكيل حكومة الإنقاذ من الاختصاصيين المستقلين الأكفاء غير الحزبيين، بما يؤهلهم أن يكونوا أعضاء في حكومة منسجمة ومتضامنة تكون على قدر التحديات التي تواجهها البلاد، وبما يساعد على استعادة ثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي بالدولة اللبنانية، وبما يؤدي إلى إيقاف الانهيارات، وبالتالي التمهيد إلى انتشال لبنان من الحفرة العميقة التي أصبح في داخلها".

 

اجتماع للعلماء بدار الفتوى طرابلس وتأكيد على مسؤوليات المرجعيات الامنية والسياسية في حفظ الامن و المؤسسات العامة والخاصة في المدينة ومفتي المدينة اتصل بالمسؤولين

وطنية - الجمعة 29 كانون الثاني 2021

دعت دار الفتوى في طرابلس والشمال اصحاب العلماء في منطقة الشمال لتدارس المستجدات الأخيرة في طرابلس، من الاعتداء على المحكمة الشرعية في طرابلس بالحرق وكذلك مبنى البلدية الأثري.

وأصدر المجتمعون البيان الآتي:

1- رفض الحالة الاجتماعية المأساوية التي وصلت إليها طرابلس وضواحيها، وحث الجمعيات الإغاثية على إنشاء لجنة مشتركة لتنسيق الجهود وتفعيل التقديمات، كما حض المجتمعون أغنياء طرابلس على التعاون مع هذه اللجنة التنسيقية.

2- أبدى المجتمعون حزنهم وألمهم للدماء التي سقطت، وطالبوا بالمحاسبة العادلة للمسؤولين عن سقوط قتلى وجرحى في الأحداث المؤسفة.

3- التأكيد على مسؤوليات المرجعيات الأمنية والسياسية في حفظ الأمن والمؤسسات العامة والخاصة بما يحقق الاطمئنان لأبناء المدينة ويكفل عدم عودة العبث والانفلات الذي حصل.

وقد أجرى سماحة مفتي طرابلس خلال الاجتماع اتصالين، أحدهما بفخامة رئيس الجمهورية والآخر بالعماد قائد الجيش، "حيث دار الحديث حول الأحداث المرفوضة المؤسفة التي عصفت بطرابلس، وتم التأكيد على تحمل المسؤولية بما يضمن سلامة مؤسسات المدينة وأمنها".

كما واتصل بسماحته كل من رئيس الحكومة المستقيلة الدكتور حسان دياب، ومفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ عبد اللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، حيث استنكروا الأحداث التي تعرضت لها طرابلس، وأكدوا تضامنهم الكامل مع أبناء المدينة، كما وأبدوا حرصهم ودعمهم لحفظ الأمن والاستقرار الاجتماعي والأمني في المدينة".

 

إجتماع طارىء لفاعليات طرابلس في دار الفتوى: لتحقيق شامل وتحديد المسؤوليات الأمنية والادارية

وطنية - طرابلس - الجمعة 29 كانون الثاني 2021

عقدت فاعليات طرابلس الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية ونقابات المهن الحرة اجتماعا طارئا في دار الفتوى بطرابلس، بحضور ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الدكتور عبد الرزاق قرحاني، النائب علي درويش ممثلا كتلة "الوسط المستقل"، النائب سمير الجسر ممثلا بمنسق "تيار المستقبل" في طرابلس النقيب بسام زيادة، الوزير السابق محمد الصفدي ممثلا بأحمد الصفدي، النائب السابق مصباح الأحدب، نقيب المحامين في الشمال محمد المراد، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، قائم مقام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، النائب الأسقفي لراعي أبرشية طرابلس للروم الكاثوليك الملكيين المطران إدوار ضاهر الأرشمندريت الياس بستاني، الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر، رئيس المحكمة الشرعية السنية القاضي الدكتور وسام السمروط، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق واعضاء المجلس البلدي، وفاعليات تجارية واجتماعية ومشايخ وعلماء. وتداول المجتمعون في "الاعتداءات التي تعرضت لها طرابلس من خلال إحراق مبنى بلديتها ومحكمتها الشرعية".

إمام

وتلا المفتي إمام بيانا باسم المجتمعين قال فيه: "إن واقع مدينتنا الحبيبة طرابلس الممتد إلى سنوات وسنوات، بل وعقود، والذي كان بعيدا عن اهتمامات السلطة إنمائيا وصحيا واجتماعيا وخدماتيا واقتصاديا، ونتج منه الفقر والبؤس والبطالة والهجرة والتسيب المدرسي، هذا الواقع المزري جعل المدينة عرضة للاستغلال من قبل الأيادي الخبيثة والغريبة عن أبناء طرابلس للعبث بالمدينة ومحاولة الاجهاز على حاضرها ومستقبلها ومحو تاريخها وأصالتها". أضاف: "إن أبناء طرابلس الأصليين والأصلاء لا يحرقون بلدهم ولا ينتحرون في مؤسساتهم العامة والخاصة، وهم الضحية في كل مفصل وفي كل منعطف يمر في البلد. إن دور السلطات السياسية والأمنية ليس الإدانة والاستنكار، إنما حفظ المدينة وتطويرها وإنماؤها والارتقاء بأهلها وشعبها. ولا بد من تعزيز حق المواطن وكرامته وانتمائه إلى الوطن". ولفت إلى أن "عبث الأيادي المندسة والمتورطة بمدينتنا ومؤسساتها الرسمية وممتلكاتها العامة والخاصة، ليس إلا مؤامرة على المدينة، ولا يمت إلى المطالب المحقة بحال من الأحوال"، وقال: "إن ما جرى بحق مدينتنا يفرض على السلطة القيام بدورها تجاه طرابلس. كما يفرض أن يكون الحد الأدنى الذي لا يتنازل عنه إزاء ما جرى هو القبض على المتورطين وفضحهم ومحاكمتهم أمام القانون والقضاء، ولا نقبل بحال من الأحوال أن تميع هذه الممارسات ويجهل الفاعلون وتلفلف الجريمة بحق طرابلس".وطالب ب"فتح تحقيق شفاف وشامل لتحديد المسؤوليات وكشف أسبابها وأهدافها"، وقال: "لن يسكت أهل طرابلس عن الظلم والعبث والتسيب الذي يطال مدينتهم وشوارعهم ومصالحهم ومؤسساتهم". كما طالب ب"وضع الإدارات والمؤسسات تحت حماية الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وبفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات التقصيرية من قبل المسؤولين والأمنيين والإداريين"، لافتا إلى أن "أهل طرابلس لا يرضون بأقل من ذلك لتأمين مستقبلهم واطمئنانهم".

يمق

من جهته، قال يمق: "ما حصل ليلا في البلدية سيتم التحقيق فيه، ولو كان هناك عناصر من شرطة البلدية لما تمكنوا من منع ما حدث. وإذا لم يكن هناك حل لأمن المدينة، فسنتخذ القرار على عاتقنا، ونتحمل المسؤولية، فنحن مع الثورة، لكننا لسنا مع الزعران والمشاغبين".

أضاف: "الدولة مقصرة وفقراء المدينة ليسوا هم من حرقوا البلدية ونحن لم نقصر أبدا بما خص المساعدات للمدينة".

المراد

وأشار المراد إلى أن "البيان الصادر اليوم هو رسالة لجميع المسؤولين بأن هذه هي مطالب أهل طرابلس، وهذا اللقاء يحدد قواعد تعاطي الدولة مع طرابلس وأصوله".

سويف

بدوره، قال سويف: "اليوم، تبدأ رسالتي لطرابلس، فيجب أن يكون هذا اللقاء صرخة أمام ضمير كل مسؤول، والدولة يجب أن تكون بمثابة أم لكل أبنائها من دون تمييز".

قرحاني

وكانت كلمة لقرحاني قال فيها: "لا يجوز الصمت أمام هذه الجريمة، التي ارتكبت بحق طرابلس ليلة أمس، وتتحمل مسؤوليتها سلطة متناحرة على فتات ما تبقى من هيبة وكرامة كل مؤسساتها الدستورية والقضائية والأمنية والمدنية. وكان ظاهرا للعيان التواطؤ على ضرب مدينة ما شعرت يوما بأنها على جدول اهتمام دولة فاشلة".وطالب ب"فتح تحقيق بما جرى أمام أعين الجميع وبث مباشر عبر وسائل الاعلام"، محملا "كامل المسؤولية لهذه السلطة من أعلى الهرم الى كل من مول وحرض وساند واستهتر وساهم في إحراق طرابلس". وختم: "إن الرد على ما جرى بالامس هو اعادة النبض والحياة الى هذه المؤسسات ابتداء من الغد، حيث وضعت جمعية العزم والسعادة، بتوجيهات من دولة الرئيس نجيب ميقاتي، كل إمكاناتها المادية والمعنوية والبشرية لترميم المحكمة الشرعية وبلدية طرابلس وتأهيلهما".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 29-30 كانون الثاني/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 29 كانون الثاني/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/95362/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-959/

 

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 29/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/95360/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-29-2021/

 

 

 

قد تنتهي كل مآسي لبنان عندما يمنّ الله على بلدنا الحبيب برئيسٍ من طينة خوسيه موهيكا رئيس جمهورية الأورغواي/أبو أرز- اتيان صقر/30 كانون الثاني/2021

All Lebanon’s Tragedies Will End With A President Like José Mohica, President of the Republic of Uruguay/Abu Arz – Etienne Saqr/January 30/2021
http://eliasbejjaninews.com/archives/95411/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%b5%d9%82%d8%b1-%d9%82%d8%af-%d8%aa%d9%86%d8%aa%d9%87%d9%8a-%d9%83%d9%84-%d9%85%d8%a2%d8%b3%d9%8a-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7/